الحكومة الصومالية تغازل زعيم المعارضة.. والجامعة تطالب بنشر قوات دولية

5 جرحى بقذائف هاون أطلقت على مرفأ مقديشو

TT

دعت الجامعة العربية أمس منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى تسريع عملية نشر قوات دولية لحفظ السلام في الصومال. وفور عودته من القاهرة، عقد الرئيس الصومالي عبد الله يوسف أمس في مقديشو سلسلة من الاجتماعات المكثفة مع أعضاء حكومته في محاولة لوضع حد للعمليات التي تتعرض لها القوات الصومالية والإثيوبية من جماعات مناوئة للسلطة الانتقالية وللوجود العسكري الأجنبي في الصومال.

وأبلغ سمير حسني مسؤول ملف الصومال بالجامعة العربية «الشرق الأوسط» أن موقف الجامعة العربية هو دعم موقف الاتحاد الأفريقي الراغب في إحلال قوات تابعة للأمم المتحدة محل قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي.

وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد أول من أمس مشاورات مغلقة حول الصومال بحث خلالها تمديد التفويض الممنوح لبعثة الاتحاد الأفريقي هناك، حيث استمع إلى إفادة من ليلى راتسفاندريها منانا، المراقبة الدائمة لبعثة الاتحاد الأفريقي لدى الأمم المتحدة.

وقالت المراقبة «من إجمالي الثمانية آلاف جندي الذين وافق مجلس الأمن الدولي في يناير (كانون الأول) من العام الماضي على نشرهم في الصومال، لم يتم نشر إلا وحدتين أوغنديتين وفريق مكون من 192 جنديا بورونديا في مقديشو». لكن علمي أحمد دوالي، السفير الصومالي لدى المنظمة الدولية لفت في المقابل إلى ما أعربت عنه المجموعة الأفريقية مؤخرا من قلق إزاء الوضع في الصومال وعدم اهتمام المجتمع الدولي بالتطورات هناك بالشكل الكافي.

ونقل الموقع الرسمي للمنظمة الدولية على شبكة الانترنت عن السفير الصومالي قوله «من أجل تجنب تدهور الوضع الأمني في الصومال، نحث مجلس الأمن الدولي على الإسراع في تطبيق القرارات التي تضمنها بيانه الرئاسي حول الصومال، إن حكومة بلادي مستعدة للتعاون بشكل كامل والتعاون مع مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، بهذا الشأن».

يشار إلى أن الميزانية السنوية لبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال تقدر بنحو 622 مليون دولار، تم التعهد خلال العام الحالي بتقديم نحو 32 مليون دولار منها، من عدة جهات، منها الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية.

من جهة أخرى علمت «الشرق الأوسط» أن وفد المعارضة الصومالية اجتمع أمس مع اللواء عمر قناوي أبرز مساعدي اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية، حيث وضعه في صورة موقف التحالف من مجمل التطورات الراهنة في الصومال.

ونظمت السلطات المصرية التي تفرض تعتيما أمنيا وإعلاميا على الوفد، زيارة سياحية لأعضاء الوفد ورئيسه إلى قلعة محمد علي التاريخية وحديقة الأزهر.

ومع ذلك فلم يجتمع عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية، كما كان متوقعا، مع وفد تحالف المعارضة الصومالية الذي يتخذ من العاصمة الإريترية مقرا له، والذي يزور القاهرة حاليا بناء على دعوة رسمية من السلطات المصرية.

وقالت مصادر مسؤولة، إن انشغال موسى وازدحام جدول مواعيده قد حال دون ترتيب هذا اللقاء، علما بأن الوفد التقى في وقت سابق من دون أن يضم زعيم المعارضة الصومالية الشيخ شريف شيخ أحمد الرجل الثاني في تنظيم المحاكم الإسلامية مع السفير سمير حسني مسؤول ملف الصومال بالجامعة العربية.

وقال حسني: «لقد لمسنا رغبة من المعارضة في حوار مفتوح وبداية مرونة في التعامل مع مطلب سحب القوات الإثيوبية من الصومال الذي سيكون موضوعا للحوار بشأن كيفية إخراجها والقوات البديلة».

في غضون ذلك طرأ تغيير لافت للانتباه على موقف الحكومة الصومالية تجاه زيارة الشيخ شريف على رأس وفد من تحالف المعارضة للقاهرة، ونفى عبدي حاجي جوبدون الناطق الرسمي باسم الحكومة الصومالية لـ«الشرق الأوسط» وجود أي امتعاض أو اعتراض رسمي لحكومته على الزيارة التي تعد الأولى من نوعها التي يقوم بها وفد من التحالف لمصر منذ تأسيسه في سبتمبر (أيلول) الماضي.

واعتبر جودبدون أن الشيخ شريف شيخ أحمد زعيم المعارضة الصومالية باعتباره مواطنا صوماليا يحق له زيارة أي عاصمة وقتما شاء، معتبرا أن الشيخ شريف رجل يمكن التعامل معه على الرغم من تباين وجهات نظر الرئيس الصومالي وحكومته معه حول كيفية تسوية الأزمة الصومالية.