معركة الموصل: مخاوف أميركية من تستر أهالي المدينة على عناصر «القاعدة»

الأميركيون يتوقعونها طويلة الأمد.. والحكومة العراقية تراها حاسمة

TT

الموصل (العراق) ـ أ.ف.ب: تتوقع الوحدات الاميركية المنتشرة في الموصل في شمال العراق لمحاربة تنظيم القاعدة، مواجهة طويلة بدلا من «المعركة الحاسمة» التي اعلنها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.

وقد تزيد من صعوبة مواجهة المتطرفين الاسلاميين، قلة حماسة سكان تلك المدينة المتعددة الطوائف والاعراق على مساعدة «المحتلين» كما ينظر اليهم عدد كبير منهم. ويقول اللفتنانت كولونيل كريس جونسن قائد فوج مشاة وصل حديثا الى احد احياء الموصل انه ينوي انجاز مهمته في غضون 12 شهرا. ويضيف «نريد ان نحول الموصل الى مدينة تضمن فيها الشرطة الامن وتتحكم فيها بزمام الامور ويطمئن اليها السكان». ويرى جونسن ان المراحل الاولى ستتمثل في اقامة حواجز تفتيش اميركية وانتشار قوات عراقية كي يستعيد السكان الشعور بالثقة في الحكومة العراقية.

وتبدو لهجة هذه الاستراتيجية بعيدة عن الدعوات الى «معركة الحسم» التي اطلقها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في نهاية يناير (كانون الثاني) متوعدا انصار اسامة بن لادن في العراق.

وقال المالكي أول من أمس بمناسبة الذكرى الاولى لانطلاق خطة «فرض القانون»: «حطمنا خلايا القاعدة وتمكنا من تفكيكها وملاحقتها واصبحت مطاردة»، مؤكدا ان «اليوم قواتنا تخوض معركة وملاحقة كبيرة للخارجين عن القانون في نينوى» وكبرى مدنها الموصل. ويؤكد الضابط الاميركي ضرورة ان تنجح هذه الاستراتيجية كي لا تبقى الموصل كما وصفتها القيادة الاميركية، مركزا لمكافحة القاعدة. وجس رجال اللفتنانت كولونيل جونسن نبض المدينة خلال الاسبوع الحالي لتقييم التحدي الذي ينتظرهم، من خلال التواصل مع سكان حي النور بحثا عن معلومات حول من يصفونهم «بالاوغاد». وقصد سرجنت اميركي رب عائلة تحيط به زوجته وابناؤه الثلاثة على عتبة المنزل وسأله «اننا نجول في الحي بحثا عن عناصر خطيرة، اولئك الاوغاد، هل تعرف اين يختبئون؟».

وفيما كان المترجم يهم للترجمة اجاب الرجل الذي بدا وكأنه يعرف ما يكفي من اللغة الانجليزية للرد مباشرة «لا، لا يوجد سوى اناس طيبين هنا». واصر السرجنت قائلا «لكن وقع اطلاق الرصاص في هذا الحي. انهم يطلقون النار علينا». واصر الرجل على موقفه مؤكدا «قد يكون من مكان اخر». ويتنقل الجنود من بيت الى اخر متفقدين السطوح والباحات الخلفية في حين يوزع قائد الكتيبة اللفتنانت دان مورينو منشورات على السكان تدعوهم الى التعامل مع القوات الاميركية. ويسأل الضابط وهو برفقة مترجم عراقي يرتدي زيا عسكريا ويخفي ملامحه وراء قناع ونظارات سوداء تفاديا للتعرف عنه «هل لاحظت نشاطات مشبوهة؟».

ومجددا يتجاهل الرجل الذي طرح عليه السؤال وهو ايضا اب عائلة المترجم ويرد مباشرة على الضابط الاميركي «لا، لم الحظ شيئا». ويصر الضابط مورينو «الم تسمع طلقات نار في الحي؟» فيرد الرجل «كلا كلا». «هل رأيت اشخاصا يركضون في الحي؟» ويأتي الرد نفسه «كلا، كلا». «هل لاحظت شيئا غير عادي؟» ويأتي الجواب «كل شيء عادي». ولم تحصل الوحدة في بحثها عن الاخبار على اكثر من ذلك، لكن القيادة الاميركية على اقتناع ان مقاتلي القاعدة في العراق تحصنوا في الموصل بعد هزيمتهم وانسحابهم من بغداد وغرب العراق.

وتعرضت القوات الاميركية في الموصل في 28 يناير (كانون الثاني) لتفجير عبوة ناسفة لدى مرور آلية هامفي ما اسفر عن مقتل خمسة جنود وتلت ذلك معركة دامت ساعة بين من نجا من الجنود ومقاتلي القاعدة تعين خلالها تدخل مروحية قتالية، لكن المقاتلين تمكنوا من الانسحاب والاختفاء بين السكان.