الآمال بتوحيد جزيرة قبرص تتعزز في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية

بعد خروج الرئيس الحالي المنتهية ولايته تاسوس بابادوبولوس من السباق

TT

عزز خروج الرئيس الحالي المنتهية ولايته تاسوس بابادوبولوس من السباق إلى الرئاسة في قبرص خلال الدورة الاولى، من فرص توحيد الجزيرة لان المرشحين الباقيين معروفان برغبتهما بالتوصل سريعا الى حل يعيد الوحدة الى الجزيرة المقسمة منذ 34 عاما.

وهكذا حل بابادوبولوس الذي قام بحملة شرسة ضد خطة الامم المتحدة لحل الازمة في قبرص عام 2004، ثالثا في انتخابات امس وراء النائب الاوروبي ووزير الخارجية السابق يوانيس كاسوليدس وزعيم حزب اكيل الشيوعي ديميتريس خريستوفياس. وعنونت صحيفة «سايبروس ميل» الناطقة بالانجليزية «قبرص تقول (لا) لتاسوس». من جهتها كتبت صحيفة «ثاروس» اليمينية فوق صورة لكاسوليدس مرشح اليمين «تعالوا لننقذ قبرص»، في حين عنونت صحيفة «سيميريني» «يوم تاريخي» لقبرص يفتح الباب امام مرحلة جديدة في تاريخ الجزيرة المقسمة منذ عام 1974 تاريخ غزو القوات التركية لقسمها الشمالي.

اما صحيفة «اليثيا» فكتبت «الهلينية القبرصية اختارت التوحيد». وبموجب الارقام الرسمية النهائية لنتائج الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت امس فان كاسوليدس،59 عاما، مرشح حزب ديزي اليميني حل في الطليعة جامعا 51،33 % من الاصوات، في حين حل زعيم حزب اكيل الشيوعي خريستوفياس ،61 عاما، ثانيا بفارق 980 صوتا فقط عن كاسوليدس. ويؤكد كريستوفياس وكاسوليدس انهما يريدان «الانفتاح» على القبارصة الاتراك خصوصا بعد الجمود الذي شاب المفاوضات بين مجموعتي الجزيرة منذ عام 2004 تاريخ رفض القبارصة اليونانيين باكثرية كبيرة خطة الامم المتحدة للحل. وقال كاسوليدس بعد اعلان فوزه «حان الوقت لتجاوز كل ما ادى الى تقسيم الشعب حول (المسألة القبرصية) خلال السنوات القليلة الماضية». اما خريستوفياس فقال «الوقت يداهمنا امام المأزق» الذي وصل اليه الحوار بين المجموعتين.

واقر بابادوبولوس بهزيمته معربا في الوقت نفسه عن «اعتزازه» بحصيلة ولايته التي بدأت عام 2003 والتي ميزها تصويت القبارصة اليونانيين بنسبة 75 % تقريبا على رفض خطة الامم المتحدة عام 2004، في حين صوت القبارصة الاتراك بنسبة مشابهة مع الخطة. وفي عام 2004 انضمت جزيرة قبرص مقسومة الى الاتحاد الاوروبي. والمعروف ان المجتمع الدولي لا يعترف سوى بالحكم القائم في القسم الجنوبي من قبرص في حين ان «جمهورية شمال قبرص التركية» لا تحظى سوى باعتراف تركيا.

وقال دبلوماسي اوروبي لوكالة الصحافة الفرنسية طالبا عدم الكشف عن اسمه «من الواضح ان نحو 70% من الناخبين يمكن وصفهم بانهم يؤيدون التوصل الى حل لان المرشحين اللذين انتقلا الى الدورة الثانية اكدا عزمهما على الدخول في مفاوضات سريعة مع محمد علي طلعت» زعيم القبارصة الاتراك. وتابع «لقد وجه الاثنان اشارات واضحة بانهما لن يوفرا جهدا للتوصل الى اتفاق مع القبارصة الاتراك» في حال فاز احدهما.

ويقول المحلل سوفونيس سوفرونيو «ستبذل جهود كبيرة من اجل التوصل الى حل والشعب يريد التغيير واكتشف ان بابادوبولوس لا يقوم بما يكفي من الجهود» لحل الازمة القبرصية.

ودعا كل من خريستوفياس وكاسوليدس انصار حزب ذيكو من يمين الوسط الذي ينتمي اليه بابادوبولس وانصار حزب ايديك الاشتراكي الذي دعم بابادوبولس خلال الدورة الاولى الى تأييده.

وفي الدورة الثانية التي ستجرى الاحد المقبل تنحصر المنافسة بين المرشحين اللذين حلا في الطليعة ويفوز من يحصل على الاكثرية العادية.

وقال الباحث في جامعة قبرص الاوروبية بامبوس باباجورجيو «مما لا شك فيه ان تحالفات ومساومات ستحصل بين الاحزاب» استعدادا للدورة الثانية، وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات نحو 90%.