مستشار فياض لـ«الشرق الأوسط»: «اللي وعدني مش ح يوفي بوعدو»

عبد القادر أبدى أسفه من قرار إسرائيل تمديد إغلاقها للمؤسسات الفلسطينية في القدس

TT

لم يجد الفلسطينيون في القدس، خيارا آخر غير تفعيل مؤسسة بيت الشرق، أهم مؤسساتهم في المدينة، بعد قرار إسرائيل، تمديد إغلاق المؤسسات الفسلطينية 6 أشهر أخرى، رغم الوعود التي أعطاها الإسرائيليون والأميركيون للسلطة الفلسطينية بفتح المؤسسات المغلقة في القدس. وقبل يومين، وفي خطوة فسرت على انها ضربة جديدة لجهود السلطة الفلسطينية، مددت الحكومة الإسرائيلية، إغلاق العديد من المؤسسات الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة، لمدة 6 اشهر أخرى إضافية، ومن بينها، مؤسسة بيت الشرق. وقال حاتم عبد القادر، مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض لشؤون القدس، لـ«الشرق الأوسط»، انه جرت العادة على تمديد فترة الإغلاق لمدة 6 أشهر جديدة في كل مرة». وأضاف «كأنهم يتعاملون مع الأحكام الإدارية بحق الأسرى الفلسطينيين، والتي تجدد تلقائيا». ومنذ انطلاق المفاوضات الفلسطينية، وقبل مؤتمر انابوليس كذلك، تطالب السلطة الفلسطينية بفتح مؤسسات القدس المغلقة. وكانت السلطة حسب عبد القادر تلقت وعودا من رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود اولمرت، ووزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، بفتح مؤسسات القدس بشكل تدريجي. وعقب عبد القادر، ساخرا «لكن كما يبدو، اللي وعدني مش ح يوفي بوعدو». وحسب جواد بولص، محامي المؤسسات المقدسية، فإن قرار تمديد الاغلاق يشمل أيضاً، الغرفة التجارية في المدينة، ونادي الأسير، وجمعية الدراسات العربية. وتعتبر السلطة الفلسطينية ان إعادة فتح هذه المؤسسات هي من ضمن بعض الالتزامات التي وردت في المرحلة الأولى من خارطة الطريق. وكان أبو مازن قد طالب اولمرت شخصيا اكثر من مرة بإعادة فتح هذه المؤسسات من دون ان ينفذ الأخير. وأكد عبد القادر، ردا على القرار الاسرائيلي «سنعيد تفعيل عمل الدوائر المختلفة لبيت الشرق، وسيعود العاملون لمزاولة نشاطاتهم». وردا على سؤال حول الكيفية طالما ظل بيت الشرق، الذي تعتبره السلطة رمزا سياديا لها في القدس، مغلقا، قال مستشار فياض «حن لا نتعامل مع أبواب وجدران، سنعمل من الشوارع، والمؤسسات الاخرى، والمنازل». ويعتبر عبد القادر ذلك ساحة أخرى للرد على قرار اسرائيل غير ساحة المفاوضات التي يرى ان خيارات السلطة فيها محدودة الى درجة كبيرة. واعتبر حزب الليكود المعارض الأنباء عن استئناف نشاطات بيت الشرق، في القدس دليلاً آخر على أن الحكومة الحالية برئاسة أولمرت تتنازل فعلاً عن سيادة إسرائيل في «العاصمة». وجاء في بيان أصدره الليكود ان هذه الخطوة تنسجم مع سياسة تجميد بناء الأحياء الجديدة في شرق المدينة ومع الاستعداد للتنازل عن أجزاء من المدينة في نطاق المفاوضات السياسية. ويشكل بيت الشرق سلطة رمزية، بالفعل، لمنظمة التحرير الفلسطينية، قبل تأسيس السلطة الفلسطينية، عام 1993. وكان يقوده آنذاك الراحل فيصل الحسيني، احد الشخصيات المقدسية البارزة والقريبة من الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

ويفتقد اهل القدس، مؤسسة بيت الشرق، التي كانت بيتا جامعا لهم، ومن خلالها تتم معالجة معظم القضايا العالقة. وقال عبد القادر إن الحاجة أصبحت ملحة الآن لبناء منظومة شبكية من مؤسسات القدس على ان تكون قادرة على ترسيخ صمود المواطنين في المدينة أمام الهجمة الشرسة للاحتلال البغيض. واعتقل الجيش الاسرائيلي، عبد القادر مرتين في اقل من شهر لمساءلته حول نشاطات جماهيرية في المدينة.