ممثلو «المستقبل» و«أمل» و«حزب الله» يتوافقون على رفع الغطاء عن المخلين بالأمن

قيادة «المستقبل» دعت البيروتيين إلى «تفويت الفرصة على الباحثين عن الفتنة»

TT

امضت بيروت يوماً هادئاً امس وجرت عجلة الحياة طبيعية في كل المرافق والاسواق، وذلك غداة الاشكالات الامنية التي وقعت في عدد من احياء العاصمة اللبنانية يومي السبت والاحد والتي وضع الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي حدا لها بالتعاون مع ممثلي المحازبين الذين تصادموا في الشوارع، وخاصة ممثلي «تيار المستقبل» وحركة «امل» و«حزب الله» الذين توافقوا، خلال اجتماع عقده ليل الاحد ـ الاثنين في مقر مديرية المخابرات في الجيش، على رفع الغطاء عن اي حوادث في الشارع وعن المخلين بالامن، وعلى التواصل في ما بينهم لمعالجة اي اشكال وتخفيف التوتر وعدم السماح بتكرار ما حصل ومحض تأييدهم للقوى الامنية في حفظ الامن والاستقرار.

واستنكر «تيار المستقبل» في بيان صدر عن قيادته امس، ما حصل. وأهاب بـ «اهل بيروت كافة التزام اعلى درجات التماسك الوطني وتفويت اي فرصة على المتضررين من السلم الامني والباحثين عن تأجيج مناخات الفتنة واستدراج بيروت الى الفتنة».

وجاء في البيان: «تتوجه قيادة تيار المستقبل الى اهلنا في بيروت بكل ما يستحقونه فعلا وقولا من مشاعر التقدير والثناء في مواجهة الحملة التي تعرضوا لها، واستهدفت النيل من ارزاقهم واحيائهم وكرامة ابنائهم وكانوا في مستوى التعامل معها بما يقطع الطريق على الفتنة وادواتها. وتهيب قيادة تيار المستقبل في هذا المجال بأهل بيروت كافة، التزام اعلى درجات التماسك الوطني وتفويت اي فرصة على المتضررين من السلم الاهلي والباحثين عن اي مناسبة لتأجيج مناخات الفتنة واستدراج بيروت الى الفلتان الذي عانت منه طويلا في السنين الماضية». ودعت قيادة التيار «كافة المواطنين والمناصرين في بيروت الى التعاون التام مع الجهات الامنية المختصة في الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي». وشددت على اعتبار الدولة بمؤسساتها واجهزتها الشرعية، المسؤول الوحيد دون غيرها عن امن المواطنين وسلامة ارزاقهم وهي المعني دون غيرها في معالجة اي اشكالات في الشارع مهما بلغت حدتها». واعتبرت «ان البيان الذي صدر عن قيادة الجيش يضع الامور في نصابها الحقيقي والمطلوب. وهو بقدر ما يحمِّل الاطراف السياسية مسؤولية مباشرة عن وجوب سحب اجواء الاحتقان من الشارع، يعيد الى القوى الامنية الشرعية مسؤولية التصدي لاعمال الشغب وتوفير مقومات الحماية للمواطنين. وهو الامر الذي سيكون محل دعمنا الكامل باعتباره السبيل الوحيد الذي لا غنى عنه ولا بديل له في مواجهة اي اشكالات». وأوضحت ان الاجتماع الذي نظمته قيادة الجيش «لا يعدو كونه اجتماعا مخصصا لتطويق ذيول الاحداث الاخيرة في بيروت والتزام سقف الشرعية وقواها الامنية. وهو لا يعكس من قريب او من بعيد اي توجه لاحياء زمن اللجان الامنية المشتركة او ما يشابهها في ذاكرة اللبنانيين. ومن هنا كان تشديد تيار المستقبل على تولي الجيش والقوى الامنية كافة المهمات والقيام بدورها كاملا في حماية السلم الاهلي ومعالجة اي استفزازات او ردات فعل في اطار القوانين والواجبات المنوطة بهذه الاجهزة».

وكان الاجتماع الذي عقد في مقر مديرية المخابرات تناول الحوادث والاشكالات التي حصلت اخيرا في بعض احياء بيروت وسبل معالجة تداعياتها والحيلولة دون تكرارها بالعمل على التهدئة وتخفيف الاحتقان وتوفير سبل الاستقرار والسلم الاهلي. واشارت معلومات الى ان المجتمعين اتفقوا على مباشرة اتصالات ميدانية في الاحياء وتوفير تواصل بين الفرقاء بما يساهم في تخفيف التوتر وقطع الطريق على تكرار ما حصل في الايام السابقة.

كما توافق ممثلو «تيار المستقبل» و«امل» و«حزب الله» على «عدم الاحتكام الى الشارع». واكدوا على «دور الاجهزة الامنية في حفظ الامن». كما توافقوا على «رفع الغطاء عن اي مخالف» والتواصل المستمر في ما بينهم وفي كل المناطق للعمل على التهدئة والاستقرار.

وفي اطار الدعوات الى التهدئة، شدد نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان على ضرورة «تحصين الوحدة الاسلامية بالتعاون بين المسلمين والتزام الاستقامة والانفتاح في تعاطي المسلمين مع اخوانهم وغيرهم من الشعوب» مشددا على ضرورة «ان يعود المسلمون الى تراثهم الديني وتعاليم رسول الله والأئمة الاطهار الذين شكلوا نموذجا في الانفتاح والعقلانية والحكمة التي تستحق ان يقتدي المسلمون بهم وبالسير على نهجهم وفتح جسور المحبة والتعاون على الاخرين وتقديم الصورة الفضلى للمسلمين في سلوكهم وسيرتهم وتعاطيهم مع الاخرين». وقال: «المسلمون كالجسد الواحد. وهم امة واحدة وكتلة صلبة تتحطم على جوانبها كل المؤامرات. وما جرى منذ ايام عدة من مشاكل واستفزازات وتحديات امور مرفوضة من قبلنا. وهي لا تمت الى الاسلام بصلة».

واضاف: «ندائي لكل اللبنانيين ان يتحلوا بالصبر ويكظموا غيظهم ويصلحوا امرهم ويقربوا في ما بينهم ويتعاملوا على الخير. ونحن نتبرأ من كل معتد يؤذي الناس ويتعرض لهم. ونرفض قتال الازقة والشوارع بين اللبنانيين. ونحن حملنا السلاح لقتال اسرائيل وحدها وردع عدوانها. اسرائيل اغتالت الشهيد عماد مغنية. ونحن نشد على الجرح فهذا الاغتيال خسارة كبيرة لكل اللبنانيين». وطالب قبلان الجيش اللبناني بان «يحزم امره ويحفظ الامن. وعلى رجال الامن ان يكونوا جادين فلا يتعصبوا لفئة دون اخرى بل يتعصبوا للوطن، لحفظ امن المواطنين، فنحن نعتبر كل اللبنانيين شركاء، ولا يستطيع طرف ان يلغي الآخر. وعلى الجميع ان يحفظوا الوطن بحفظهم لبعضهم البعض وترك الامن لقوى الامن والجيش».

الى ذلك، قال عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد عيتاني: «ان ما حدث في بعض مناطق بيروت مستنكر وغير مقبول. وليس مقبولاً ان تكون بيروت للاقتتال ساحة وبيوتها مستباحة. ليس مسموحاً ترويع اهلها الآمنين في بيوتهم وارزاقهم وارواحهم. ليس مقبولاً المزايدة على اهل بيروت بالعروبة والوطنية، فهم اهل العروبة وحاملو رايتها وهم ضمانة الوحدة الوطنية اللبنانية، مشروعهم الدولة ومؤسساتها وشهيدهم الكبير رفيق الحريري قدم حياته للوحدة الوطنية». وأضاف: «فلتضرب القوى الامنية بيد من حديد جميع المخربين. ولتكن عصا الشرعية فوق الجميع. ولتتوجه وسائل الاعلام الى التهدئة والتوعية الايجابية والى الحوارات الموضوعية بعيداً عن السجالات الانفعالية والمزايدات». وختم قائلاً: «كلنا امل ان يترجم اتفاق الامس التزاماً فعلياً من قبل كل القوى السياسية وان تعطى التغطية السياسية الكاملة للقوى الامنية ويرفع اي غطاء عن المخالفين. ومن ناحيتنا في تيار المستقبل سنكون اول الملتزمين».

واشادت «حركة التوحيد الاسلامي» بـ «اللقاء الذي عقد في مديرية مخابرات الجيش اللبناني لوضع حد فوري ونهائي لكل الحوادث والاشكالات المؤسفة التي حصلت اخيرا في عدد من مناطق العاصمة بيروت». ودعت «جميع المسؤولين الى التحلي بالصبر والحكمة وتحمل المسؤولية وعدم جر البلاد الى ظلمة المجهول». وطالبت بـ «وقف كل حملات التجريح والافتراءات والاتهامات المتبادلة ووقف كل اسباب ومسببات التوتر والتشنج والاحتقان في الشارع». واعتبرت «ان المستفيد الاول من كل ما يحصل هو العدو الصهيوني الغاصب وادارة الشر الاميركية».

وابدى النائب روبير غانم تخوفه من ان «تؤدي الهزات الامنية اليومية في احياء بيروت وفي مناطق اخرى الى زلزال كبير يهدم بنيان الوحدة الوطنية المتصدع اصلا بسبب شلل المؤسسات الدستورية والفراغ المستمر في موقع رئاسة الجمهورية». ورأى «ان تكاثر ظاهرة الحروب الصغيرة والمواجهات المتنقلة هو النتيجة الطبيعية للاحتقان السياسي المتصاعد والخطاب المتشنج الخارج عن المألوف وعن حدود اللياقات، والمتفلت من ضوابط الوحدة الوطنية».