الأزمة معلقة بانتظار «دينامية جديدة» تحركها عودة موسى وبري والسنيورة والحريري

«هدوء نسبي» يلف الساحة السياسية في لبنان

TT

تواصل امس «الهدوء النسبي» الذي عاشته الساحة السياسية اللبنانية منذ ايام قليلة وخصوصا ان مسؤولين وقياديين سياسيين موجودون في الخارج، لاسيما رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة وزعيم «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري. وتبدو الساحة اللبنانية، حاليا، في حال انتظار دينامية جديدة تطلقها عودة القيادات الرسمية والسياسية، وايضا في انتظار عودة امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى الى بيروت لاستئناف مهمته المتعلقة بالمبادرة العربية حيال الازمة اللبنانية.

وكانت التطورات اللبنانية موضع بحث امس بين رئيس «حركة التجدد الديمقراطي» النائب السابق نسيب لحود (قوى 14 اذار) وسفيرة النرويج في بيروت اودليز نورهايم. وقال عقب اللقاء: «ان المشاركة الشعبية الواسعة والمتنوعة في ذكرى 14 شباط والتي شملت اوسع مروحة تمثيلية للشعب اللبناني، وذلك رغم كل الظروف المعاكسة، هذه المشاركة قدمت برهانا قاطعا على صحة الخيارات السياسية لقوى 14 آذار وصحة المشروع السياسي الاستقلالي الذي تسعى اليه، كما اعطت قوى 14 آذار تفويضا شعبيا جديدا للمضي قدما في استكمال هذا المشروع والحيلولة دون عودة لبنان الى عهود التبعية والوصاية او الى غياهب الحروب الاهلية والصراعات الاقليمية فوق ارضه وبدماء شبابه».

وتابع: «من هذا المنطلق بالذات، فان مئات الآلاف من اللبنانيين الذين ملأوا ساحة الشهداء والأحياء والشوارع المحيطة بها، كانوا يعلنون بوضوح رفضهم القاطع لأن يكون لبنان ساحة لأي حرب جديدة، اكانت مفتوحة او غير مفتوحة، لأنهم مع جميع اللبنانيين من دون استثناء ـ حتى اولئك الذين لم يشاركوا في مهرجان 14 شباط ـ قد ملوا القتل والحروب والصراعات العبثية، لأن الحرب مسألة على قدر من الجدية والمصيرية بحيث تستحق ان يشارك في قرارها جميع اللبنانيين ووفق الاصول الدستورية وعبر المؤسسات الشرعية، لا أن يكون هذا القرار حكرا على فئة دون سائر اللبنانيين».

الى ذلك، اكد عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل ابو فاعور ان «الانتخاب بالنصف زائدا واحدا هو احد الخيارات التي لم تسقط اساسا، لكنها لا تطرح في شكل ملح» مشيرا الى «تمسك الاكثرية بترشيح (قائد الجيش) العماد ميشال سليمان». ولفت الى «ان انعقاد القمة العربية مهدد ما لم يوقف النظام السوري تعطيله لعمل المؤسسات والاستحقاق الرئاسي وتشكيل الحكومة».

واعتبر «ان منطق الابتزاز وفرض ارقام لا علاقة لها بحقيقة التوازنات الشعبية والسياسية في البلاد هو منطق مرفوض» كاشفا عن «تحرك واسع لقوى 14 اذار على المستوى المحلي والعربي والدولي لانجاز الاستحقاق الرئاسي». وقال: «ان قوى 14 اذار لا تهدد، بل تسعى الى التفاهم للتوصل الى تسوية للازمة السياسية».

وحذر عضو كتلة «المستقبل» النائب عاطف مجدلاني من «مخطط خارجي يهدف الى شل المؤسسات الدستورية وتعميم الفوضى والقول ان اللبنانيين غير قادرين على حكم انفسهم، وبالتالي المطالبة بعودة الوصاية». وقال: «ان الوقوف في وجه هذا المخطط يكون اولا باعتماد خطاب سياسي معتدل من قبل المعارضة لا يشحن النفوس، وثانيا بوجوب سحب الخيم من وسط بيروت لانه لم يعد هناك سبب لوجودها كما انها تشكل عنصر استفزاز لاهالي بيروت ولبنان».

في المقابل، دعا عضو قيادة حركة «امل» النائب علي خريس الاكثرية الى «الخروج من منطق الغالب والمغلوب الذي ليس في مصلحة احد بل سيخسر الجميع». وسأل عن «القصد من طرح الاكثرية الاختلاف بين ما قبل وما بعد 14 شباط» معتبرا «ان هذا الطرح يعني الذهاب الى الانتخاب بالنصف زائدا واحدا الذي فيه دمار وخراب للبنان». واذ استبعد ان يقبل العماد ميشال سليمان هذا الطرح رأى ان الاكثرية «لا تجرؤ على المضي في هذه الصيغة».

وتساءل عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ابراهيم كنعان: «كيف يتردد عمرو موسى في تحديد موعد لعودته الى بيروت بعد كل هذه المواقف التي اعلنتها قوى 14 اذار والتي تقول ان زمن التنازلات ولى وانها تتمسك بانتخاب رئيس الجمهورية اولا من دون البحث في سلة مطالب المعارضة». وقال: «في كلمتين الالتزام بالمبادرة العربية يعني الالتزام بسلة متكاملة، يعني التفاوض، يعني الوصول الى حل وتسوية وليس الى عملية تذاك ومناورات وتصعيد يترافق مع تصعيد خطير جدا نراه يحصل في المنطقة ويستعمل لبنان ساحة من جديد لتصفية حسابات اقليمية ودولية».

وكان موسى اعلن انه سيجمع ممثلي الاكثرية والمعارضة في بيروت في 24 فبراير الجاري اي قبل يومين من الموعد المحدد لانتخابات الرئاسة، في محاولة جديدة للتوصل الى حل للازمة اللبنانية.

وقال موسى في القاهرة لتلفزيون «اخبارية المستقبل اللبناني» ان «اجتماعا رباعيا يضم الاكثرية والمعارضة برعاية الجامعة العربية سيعقد في الرابع والعشرين من الجاري اي قبل يومين من الموعد المحدد لانتخاب الرئيس».