بوش يمضي ثلاث ليال في تنزانيا ويلتقي ضحايا تفجير السفارة الأميركية في دار السلام

واشنطن ترغب في دور أكبر لجنوب أفريقيا وإثيوبيا في عمليات حفظ السلام في القارة الأفريقية

الرئيس بوش يتوسط بعض طالبات برنامج محو الأمية خلال زيارته لمدرسة ماساي للبنات في أقليم اروشا بتنزانيا أمس (أ. ف. ب)
TT

يزور اليوم الرئيس الاميركي جورج بوش كيغالي عاصمة رواند زيارة تدوم ساعات يتوجه بعدها إلى غانا في غرب افريقيا، ضمن جولة تهدف إلى تشجيع الأفارقة على تشكيل قوات سلام افريقية بدعم اميركي ومن دون تدخل مباشر، وتقديم مساعدات لمكافحة الايدز والملاريا.

وكان بوش قد أمضى أطول فترة من جولته الحالية في القارة الافريقية، والتي ستختتم يوم الخميس بزيارة إلى ليبريا، في تنزانيا حيث قدم دعماً مادياً ومعنوياً للرئيس التنزاني المنتخب جاكيا كيكوت. وزار بوش مدينة اورشا بعد العاصمة دار السلام التي التقى فيها مجموعة من أسر ضحايا تفجير السفارة الاميركية في العاصمة التنزانية عام 1998، وهو التفجير الذي نفذته «القاعدة» في تلك السنة وشمل كذلك السفارة الاميركية في العاصمة الكينية نيروبي. ووضع بوش إكليلا من الزهور على حجر يرمز لضحايا ذلك التفجير. ولم تقدم تفاصيل حول ما دار في اللقاء بين بوش وأسر الضحايا، وقالت المتحدثة الصحافية باسم البيت الابيض دانا برونو إن اللقاء كان خاصاً.

وتعهد بوش في تنزانيا بمساعدة الأفارقة في القضاء على مرض الايدز، وطلب من الكونغرس عدم ادخال تعديلات على برنامج اميركي يهدف الى توفير العلاج لحوالي 12 مليون افريقي يحملون فيروس المرض، وكذا القيام بحملة واسعة من أجل تلقيح الاطفال والكبار ضد الداء. وقالت مصادر اميركية مواكبة لجولة بوش إنه اراد ارسال رسالة للافارقة من دار السلام مؤداها ان واشنطن ستدعم الدول الافريقية التي تعتمد اصلاحات ديمقراطية.

وقدمت واشنطن الى تنزانيا دعماً يصل مجموعه الى 698 مليون دولار موزعة على 5 سنوات لدولة كانت تعد نموذجاً «للاشتراكية الافريقية» في عهد الرئيس الاسبق جوليس نايريري، واعتبرت إدارة بوش تلك المساعدة تدخلا ايضاً في إطار محاربة الارهاب، خاصة ان اغلبية التنزانيين من المسلمين، وقد زار بوش وزوجته لورا مدينة اورشا المسلمة. ولقي الرئيس الاميركي ترحيباً استثنائياً في تنزانيا، التي أمضى فيها ثلاث ليال، وهي أطول مدة يمضيها في دولة واحدة خلال جولته الحالية التي تشمل خمس دول، وهي أيضاً غير مسبوقة بالمقارنة مع جولاتها في مناطق اخرى من العالم. وقال صحافيون اميركيون يرافقون الرئيس بوش إنه وجد استقبالا حاشدا في كل مكان ذهب اليه في تنزانيا. وأراد بوش أن يروج لفكرة ان أميركا حريصة على نشر السلام في القارة السمراء، وقالت جينداي فريزر مستشارة وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الافريقية التي ترافق بوش في جولته الحالية، إن الولايات المتحدة عملت على استتباب الامن في ليبريا وبورندي وانغولا، وهو ما تعمل عليه في كل من كينيا والكونغو. ولم تكن كينيا ضمن جولة بوش لكونه اوفد الى هناك وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس لدعم خطة وضعها كوفي عنان الامين العام السابق للامم المتحدة، تهدف الى تقاسم السلطة في كينيا. وأمضت رايس عدة ساعات في نيروبي.

وتراهن أميركا على ان تلعب كل من جنوب افريقيا واثيوبيا دوراً اساسياً في بسط الامن في القارة الافريقية، حيث تنتشر قوات اثيوبية حالياً في كل من بورندي والصومال، في حين ستشارك اثيوبيا بأكبر عدد من القوات في ما يعرف بقوات «الهجين» الاممية في اقليم دارفور المضطرب في غرب السودان. وتجد واشنطن حرجاً في التركيز على الدور الإثيوبي في عمليات حفظ السلام في القارة الافريقية، بسبب ممارسات النظام الاثيوبي غير الديمقراطية؛ إذ لدى نظام ملس زيناوي في اديس ابابا سجل حافل من عدم احترام حقوق الانسان وتزوير الانتخابات.