المغرب: الحكومة تحل «البديل الحضاري» والأمن يضبط أسلحة وعملات أجنبية

الشبكة المفككة كانت تعد لاغتيال شخصيات وازنة.. وعدد موقوفيها ارتفع إلى 32

أعضاء في «حزب الأمة» خلال المؤتمر التأسيسي للحزب الذي التأم قبل أشهر
TT

بينما ارتفع عدد المعتقلين في قضية تفكيك الشبكة الإرهابية التي يتزعمها عبد القادر بلعيرج، المهاجر المغربي المقيم في بلجيكا، الى 32 معتقلا، أعلن عباس الفاسي، رئيس وزراء المغرب، أمس، عن حل حزب «البديل الحضاري»، في وقت أكدت فيه مصالح الامن ضبطها لكمية متنوعة من الاسلحة وأموال بالعملة الاجنبية.

وقال الفاسي، في بيان صدر عنه، إنه في إطار تفكيك شبكة بلعيرج، واعتباراً لثبوت العلاقة بين هذه الشبكة، وتأسيس حزب «البديل الحضاري»، وتوفر قرائن تفيد تورط عنصري الحزب الرئيسيين في الشبكة، في إشارة إلى كل من المصطفى المعتصم، أمين عام الحزب، ومحمد أمين الركالة، الناطق الرسمي باسم الحزب ذاته، فإنه اتخَذَ قرارا يرمي الى حل حزب «البديل الحضاري»، طبقا للفصل 57 من قانون الأحزاب السياسية.

من جهة أخرى، ضبطت مصالح الأمن عقب تفكيك الشبكة كميات متنوعة من الأسلحة، والذخيرة، والشهب النارية، ووسائل تستعمل لإخفاء شخصية مرتكبي الجرائم المخطط لها، كانت مخبأة في مقار سكنى المعتقلين، ومحال عملهم، في مدينتي الدار البيضاء، والناظور (شمال المغرب).

وذكر بيان صدر عن وزارة الداخلية المغربية، أمس، أن مصالح الأمن ضبطت 9 بنادق من نوع «كلاشنيكوف» مزودة بخزاناتها، وبندقيتين رشاشتين من نوع «عوزي» مزودة بستة خزانات وكاتم للصوت، و7 مسدسات رشاشة من نوع «سكوربيون» مزودة بعشرة خزانات، و16 مسدساً آلياً (من أنواع وعيارات مختلفة) مزودة بتسعة عشر خزاناً، وخمسة كاتمات للصوت، وكمية من الذخيرة الحية من مختلف العيارات، وفتائل وأجهزة للتفجير، وبخاخات غازية مشلة للحركة، وأقنعة.

وأظهرت نتائج التحقيق الأمني الأولي، ارتباط «شبكة بلعيرج» بتنظيمات دولية متطرفة، ضمنها «الشبيبة الإسلامية»، التي يتزعمها عبد الكريم مطيع، الذي يوجد منفياً في ليبيا منذ اغتيال عمر بن جلون، أحد القادة الاساسيين لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عام 1975، وحركة المجاهدين المغاربة، التي يتزعمها محمد النكاوي، المدان بالسجن مدة 20 عاما، على خلفية أعمال إرهابية، بعدما أقر أمام هيئة محكمة الاستئناف بالرباط، أنه كان يخفي أسلحة بمدينة بركان (شرق المغرب)، وزور وثيقة هويته الشخصية، وكانت له علاقة بالشبيبة الإسلامية، في بلجيكا وفرنسا، قبل أن يرجع إلى المغرب، إضافة إلى الحركة الثورية الإسلامية، والحركة من أجل الامة، التي يتزعمها محمد المرواني، المعتقل في نفس الخلية، وهي تنظيمات غير معترف بها، وكذا حزب «البديل الحضاري» الذي تم حله أمس.

وذكر البيان أن مصدر تمويل شبكة «بلعيرج» تأتى من خلال السطو المسلح، وإخفاء الاشياء المسروقة، والمساهمات المباشرة لأعضاء في التنظيم. وأوضح البيان ذاته أن عملية سطو مسلح نفذت من قبل أحد أعضاء شبكة «بلعيرج»، وبتواطؤ مع لصوص أوروبيين محترفين، بالمقر المركزي لمؤسسة «برينكس» بدولة لوكسمبورغ، عام 2000، وحصل الإرهابيون على مبالغ مالية قدرت بنحو 17.5 مليون يورو، وتم إدخال ما قيمته 30 مليون درهم (الدولار يساوي 7.5 درهم)، للمغرب عام 2001، حيث تم توظيف الأموال المسروقة، بهدف تبييضها في مشاريع عقارية وتجارية في عدة مدن مغربية، لضمان تمويل الشبكة، فيما خصصت الاملاك العقارية المقتناة لإيواء الارهابيين. وأضاف البيان أن أعضاء من الشبكة ذاتها، سرقوا أيضاً مجوهرات من بلجيكا، وتم نقلها الى المغرب من أجل تحويلها الى سبائك بواسطة عضو في التنظيم المختص في هذا المجال، يعمل صائغا ليتم إعادة بيعها من جديد، واستعمال عوائدها لتمويل التنظيم. وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إن الاسلحة المخبأة كانت ستستعمل لاغتيال شخصيات مغربية وازنة، فضل المصدر عدم الكشف عنها. وأكد المصدر ذاته ان الشبكة كانت تحضر لتفجير مؤسسات حيوية بالمغرب، ذات طبيعة سياسية مثل البرلمان، أو سياحية في مدن مختلفة، مشيراً إلى أن مصالح الامن كانت تراقب الشبكة منذ شهور، وتمكنت من رصد مكالمات هاتفية، واتصالات بين أعضاء الخلية. ولم ينف المصدر او يؤكد هروب أشخاص آخرين خارج التراب المغربي، كانوا يخضعون للمراقبة الامنية.

وكانت مصالح الامن المغربية قد فككت، مساء أول من أمس، شبكة «بلعيرج»، حيث ارتفع عدد المعتقلين الى 32 متهماً بالارهاب، توجد ضمنهم أسماء معروفة في الوسط السياسي المغربي، والاعلامي، وهم المصطفى المعتصم، أمين عام حزب «البديل الحضاري»، الذي تم حله، ومحمد أمين الركالة، الناطق الرسمي باسم الحزب، ومحمد المرواني، أمين عام حزب الامة، غير المعترف به، والعبادلة ماء العينين، العضو في حزب العدالة والتنمية الاسلامي المعارض، وعبد الحفيظ السريتي، مراسل قناة «المنار» اللبنانية بالرباط.

وفي لبنان، أكد الناطق باسم قناة «المنار»، ابراهيم فرحات، خبر توقيف مندوب القناة في المغرب، لكنه قال لـ«الشرق الأوسط» إن القناة لن تعلق في الوقت الراهن بانتظار معلومات طلبتها من السلطات المغربية لمعرفة خلفية التوقيف وما اذا كانت متعلقة بعمله الاعلامي في القناة أم لأسباب شخصية خاصة به.

وكانت وكالة الأنباء المغربية قد بثت، الليلة قبل الماضية، لائحة اعضاء الشبكة المعتقلين، ضمنهم من هو مقيم ببلجيكا، ومن يدير مقاولات، ومختصون في مجال الاتصالات التقنية، وعاملون في سلك التعليم، والشرطة أيضا، اضافة الى عضو في حزب يساري. ويتعلق الامر بالمعتقلين: عبد القادر بلعيرج (مهاجر مغربي مقيم في بلجيكا)، عبد الغالي شيغانو (تاجر بمدينة الناظور)، أحمد خوشيا (موظف سابق بوكالة اسفار بمدينة القنيطرة)، رضوان خولايدي (معلم متقاعد بالدار البيضاء)، عبد الله الرماش (صائغ بالدار البيضاء)، عبد الصمد بنوح (مدير شركة للاتصالات بشراكة مع محمد اليوسفي بالدار البيضاء، عبد اللطيف بختي الملقب «عبد اللطيف سعد» (مهاجر مغربي مقيم ببلجيكا سابقا)، محمد اليوسفي الملقب (حمزة)، (تقني في الاتصالات، وشريك لعبد الصمد بنوح بالدار البيضاء)، التهامي مصطفى (مهاجر مغربي مقيم ببلجيكا سابقا، تاجر متنقل بين الدار البيضاء وطنجة، صلاح بلعيرج (مسير فندق بمراكش)، حسن كلام (نادل بفندق بالدار البيضاء )، ابراهيم مايا (حارس موقف للسيارات بالدار البيضاء)، محمد ازرقي (تقني في الاعلاميات بمديرية المساعدة القانونية بمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج)، عادل بنعيم (مساعد بناء بالقنيطرة)، سمير ليحي (مسير رؤوس أموال مبيضة من قبل عبد اللطيف البختي بمدن الدار البيضاء واكادير وفاس)، عبد العزيز بريغاش (تاجر قطع الغيار بالدار البيضاء)، مختار لقمان (تاجر متلاشيات (ردة)، حسين بريغاش (تاجر متنقل بين مدينتي طنجة والقنيطرة)، عبد الرحيم ابورخة (معلم بمدرسة خاصة بالدار البيضاء)، جمال الباي (تاجر بوجدة)، علي السعيدي (عاطل وذو سوابق في النصب والاحتيال)، محمد عبروق (نجار)، بوشعيب رشدي (مساعد تاجر بالقنيطرة)، محمد المرواني (متصرف باتصالات المغرب، وامين عام حزب الامة)، المعتصم (أستاذ بالمدرسة العليا للأساتذة بالدار البيضاء، امين عام حزب البديل الحضاري)، محمد الأمين الركالة (أستاذ بالمدرسة العليا للأساتذة بفاس، والناطق الرسمي باسم البديل الحضاري)، عبد الحفيظ السريتي (مراسل قناة المنار بالرباط)، منصور بلغداش (أستاذ)، عبادلة ماء العينين (صيدلاني بالرباط، عضو في حزب العدالة والتنمية)، محمد الشعباوي (عميد شرطة)، عبد العظيم التقي إمراني (دكتور في الصيدلة بالدار البيضاء)، حميد نجيبي (أستاذ، وعضو في الحزب الاشتراكي الموحد). وفي سياق ذلك، استبعد محمد مجاهد، الامين العام للحزب الاشتراكي الموحد المعارض، لـ«الشرق الاوسط« ان يكون لنجيبي علاقة بالخلية المفككة. وأكد ان نجيبي متشبع بالافكار اليسارية، وعضو حزبه بمدينة واد زم (جنوب شرقي الدار البيضاء)، وسبق له ان انتخب امينا عاما للقطاع الشبابي للحزب. واشار مجاهد الى ان نجيبي يعد من نشطاء الجمعية المغربية لحقوق الانسان، واعتبر اعتقاله مسألة غير مفهومة بالنسبة لحزبه.