عبد ربه: الحديث عن إعلان الاستقلال رسالة لتأكيد وجود خيارات أخرى

قال لـ«الشرق الاوسط» إنه يرى إمكانية تحقيق ذلك على الأرض بنضال شعبي وسلمي ومن دون صواريخ أو انتفاضات

عبد ربه
TT

دعا ياسر عبد ربه عضو فريق التفاوض الفلسطيني وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الى اعلان الاستقلال الفلسطيني، وإقامة الدولة المستقلة من جانب واحد في حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. ويأخذ في ذلك مثلا اعلان كوسوفو الاستقلال يوم الاثنين الماضي، بدعم دولي لا سيما الأميركي.

ولا يعتقد عبد ربه بأن هناك صعوبة لتحقيق هذا الخيار على الأرض.. وقال «انا اعتقد انه بنضال شعبي وسلمي، يمكن ان نصل الى تطبيق الدولة على الارض. وهناك تجارب كثيرة في عالمنا اليوم».

وأوضح عبد ربه لـ«الشرق الأوسط»، أن «خلفية هذا التصريح واضحة، انه رسالة الى اسرائيل والمجتمع الدولي للتأكيد على ان لدينا اكثر من خيار واحد. واذا ما فشلت المفاوضات الحالية في الوصول الى نتائج، واذا ما تم قتل الزخم الذي تولد نتيجة مؤتمر انابوليس في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، فلدينا خيار ان نقدم على إعلان الاستقلال من طرف واحد». وأضاف أن «كوسوفو التي أعلنت الاستقلال مطلع الاسبوع ليست بأفضل منا، ولا نحن افضل منها، وعلى الأقل نحن نستحق المعاملة مثل كوسوفو على الصعيد العالمي. ومثلما اعترف المجتمع الدولي بحق سياسي لكوسوفو بنيل الاستقلال، فإننا نحن نستحق مثل هذا الحق ايضا».

واعترف عبد ربه بأن هذا اقتراح لا يعكس تصورا فلسطينيا موحدا، بل كما يقول عبد ربه انه مطروح على المؤسسات الفلسطينية لدراسته.

اذا ففكرة اعلان الاستقلال من جانب واحد، كما يقول عبد ربه «نوع من الرسالة السياسية لأن المفاوضات متعثرة الآن، وكل محاولة للحديث عن المفاوضات، هي محاولة كما نقول نحن لرش السكر على الموت.. المفاوضات متعثرة ولم تحقق أية نتائج. وخطة الاسرائيليين اصبحت واضحة للعيان، يريدون اضاعة الوقت وقتل الفرصة التي نشأت بعد انابوليس، والوصول الى نهاية العام، عندئذ يمكن ان يقولوا لنا تعالوا لنتفق على دولة ذات حدود مؤقتة بدون القدس، وبدون الكتل الاستيطانية، وبدون منطقة الاغوار، أي على اشلاء الضفة الغربية، وتعالوا ايضا لنتفق على اعلان مبادئ عام، يحل مكان قرارات الشرعية الدولية، كمرجعية للعملية السياسية. وهذا الاعلان سيكون مجرد ورقة لا قيمة لها توضع على الرف.. هذا هو الموقف الاسرائيلي».

وتابع عبد ربه «نحن لا نتحدث عن خلافات (في المفاوضات) في قضايا معينة.. أنا أقول اننا حتى الآن لم نتفق على أية قضية مع الاسرائيليين، ليس هناك نقاط اتفقنا حولها ونقاط اختلفنا عليها، لو حصل ذلك لكان تقدما كبيرا.. لو حصل اتفاق واختلاف حول نقاط، فهذا يعني ان العملية التفاوضية جدية وسائرة الى الامام.. لكن حتى الآن لم نصل الى أي اتفاق.. ان ما نسمعه من الاسرائيليين وعنهم، هو عبر وسائل الاعلام، وهو انهم يريدون استثناء القدس ويريدون استثناء اللاجئين، وربما يريدون في الغد استثناء الكتل الاستيطانية، ويتركوا لنا الباقي الذي لا نعرف ما هو.. سوى انه مناطق وجزر ممزقة في الضفة».

وردا عل سؤال عن حول ما يجري في اللقاءات، سواء بين رئيسي طاقمي التفاوض، أو حتى بين الرئيس محمود عباس (ابو مازن) ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، التي كان اخرها اول من امس، قال «حتى الآن من الصعب الحديث عن تقدم.. ونحن لا نريد ان نزرع اوهاما، لا وسط شعبنا ولا في الأوساط الدولية. لهذا السبب نقول ان علينا ان نعد انفسنا لكل الخيارات. نحن ما زلنا نتمسك بخيار المفاوضات في الوقت الحالي. ولكن لا ينبغي ان يفهم احد ان تمسكنا بخيار المفاوضات وكأنه لن تتوفر لدينا خيارات اخرى».

وذكر عبد ربه بتهدبدات الرئيس الراحل ياسر عرفات في عام 1997 بإعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد، اذا لم تستأنف مفاوضات الوضع النهائي في حينها.. وحسب اتفاق اوسلو الذي كان ينص على بدء مفاوضات المرحلة النهائية مع انتهاء المرحلة الانتقالية (1999). ومع ذلك تدخل المجتمع الدولي، وطلب تأجيل اعلانه الاستقلال لمدة سنة واحدة. وقد تأجل الاعلان عشر سنوات تقريبا».

وليس لدى عبد ربه ضمانات ان تقبل المنظومة الدولية بمثل هذا الاقتراح، ولكنه يريد ان يضعها امام مسؤولياتها وايجاد الحلول. وقال «نحن نطرح الموضوع للبحث في اطار المؤسسات الفلسطينية، ونطرحه ايضا للبحث مع المجتمع الدولي. لسنا نحن الذين نجد الحلول لكل شيء، بما في ذلك امكانية تحقيق هذا الامر.. وتقع على المجتمع الدولي ايضا مسؤولية في ايجاد الحلول.. يجب الا يحال علينا عبء كل المشكلة.. من يجب ان تحال اليه المشكلة، هو أولا اسرائيل وثانيا المجتمع الدولي.. عليهما يقع عبء ايجاد الحلول. نحن قلنا يجب ان نسير في طريق المفاوضات، ولكن اذا اغلق هذا الطريق، هل معنى ذلك أن نفجر انتفاضة رابعة او نقوم بخطوات مجنونة، كما يفعل مجانين غزة.. ام يكون لدينا خيار سياسي».

وجدد عبد ربه القول «نحن نطرح المسألة على المجتمع الدولي لتحديد موقف. هم المطالبون بتحديد الموقف.. فإما انقاذ المفاوضات الحالية بشكل فعال أو أن يكون البديل في آخر المطاف، دعم اقامة دولة فلسطينية مستقلة من طرف واحد.. هل هناك خيار ثالث لديهم.. الخيار الثالث هو القبول بعبودية الاحتلال. نحن نطرح خيارات سياسية جدا وعملية جدا.. فإما التدخل لدعم العملية السياسية الجارية حاليا وتواجه استعصاءات، أو دعمنا في اعلان الاستقلال من طرف واحد.. نحن لا نهدد لا بانتفاضات ولا بالصواريخ.. اقولها بصراحة، نحن ندعو الشعب الفلسطيني من دون حاجة الى اطلاق رصاصة واحدة، أو حتى قذف حجر، لأن يقوم سلميا بالدفاع عن حدود دولته في اطار عام 1967، وعن سيادتها ومؤسساتها الوطنية.