هولندا: مخاوف أمنية من استغلال الأصوليين للزواج العرفي لربط معتنقات الإسلام حديثا بالجماعات المتطرفة

TT

نشرت وسائل اعلام هولندية تقريراً عن تزايد الإقبال وسط المسلمين الهولنديين على الزواج العرفي «من وراء الكواليس». وقالت إن الزواج العرفي، قصير الأجل، ليس جديداً في الإسلام. وتوضح أن ما يُسمى بالزواج العرفي يتم في أحيان كثيرة لإضفاء نوع من الشرعية على العلاقة الجنسية قصيرة الأجل أو من أجل تفادي التكاليف الباهظة للزواج الرسمي في بعض الأحيان. لكن الهواجس تنتاب جهاز الأمن السري الهولندي «إيه آي في دي»، لشكوكه في أن المتطرفين يستخدمون هذا النوع من الزواج لربط الشابات بحركاتهم. ويعتبر الجهاز هذا النوع من الزيجات مؤشراً على نزعات متطرفة محتملة، وكذلك بسبب أن معظم الشابات اللائي يتزوجن «عرفياً» صغيرات السن وممن بدلن دينهن. ويقول العالم الهولندي مارتيين دي كونينغ، الذي اجرى مسحاً وسط الهولنديات من أصول مغربية، إنه يعرف «امرأتين قررتا بوعي تام أن تتزوجا عرفياً». كان هدف إحداهما أن تساعد شقيقها على الدخول إلى هولندا، وكانت الأخرى ترغب في الزواج وفقاً للشريعة الإسلامية فقط، وهو بالضبط، ما يزعج جهاز الأمن السري.

وقالت الصحف الهولندية «تجدر الإشارة إلى أن الإسلاميين الأصوليين لا يعترفون إلا بالشريعة الإسلامية. ويُؤخذ على هؤلاء الأصوليين أنهم يخلقون مجتمع ظل داخل هولندا، برفضهم الزواج الرسمي بموجب القانون الهولندي.

وكان التقرير الاستخباراتي الهولندي الذي قدمه وزير الداخلية لأعضاء البرلمان العام الماضي قد تضمن الاشارة الى ان هناك اعدادا من ابناء الجاليات الاسلامية من الشبان صغار السن، يتأثرون بالفكر المتطرف والدعوة الى الجهاد المسلح، التي تصل اليهم عبر مواقع على الانترنت تشجع على ما سمته الحرب المقدسة.

والمح الى ان هولندا لا تزال تواجه مخاطر ارهابية، وان الوضع لم يتبدل عن الفترة السابقة والشيء الوحيد الذي شهد تغييرا هو زيادة اعداد الاشخاص الذي يشتبه في علاقتهم بالإرهاب، والخلايا النائمة ذات الصلة بالمجموعات الارهابية، وارتفع العدد بشكل كبير بعد ان كانت التقارير السابقة تشير الى ان عددهم 150 شخصا». وأشار الى ان تلك الخلايا لديها اتصالات مع مجموعات ذات الصلة بالإرهاب في باكستان وأفغانستان والعراق، وهذا يفسر استمرار محاولات بعض الشبان من اصول اسلامية السفر الى العراق للمشاركة في الحرب، وأكد التقرير في هذا الاطار ان تلك الخلايا النائمة والمجموعات المتطرفة، هي انتاج محلي تأثروا بالدعوة الى الفكر المتطرف، وان هولندا تختلف عن باقي دول الاتحاد الأوروبي من حيث انها تضم عددا كبيرا من الخلايا النائمة ذات الصلة بما يمكن تسميته الاخطار الجهادية، وانه لا توجد دولة اخرى في المجموعة الاوروبية الموحدة تضم عددا مماثلا للخلايا ذات الصلة بالإرهاب الموجودة في هولندا، والتي شهدت ايضا تنامي فرص التهديد بالقتل للشخصيات السياسية، من جانب اعضاء المجموعات المتطرفة. وحذر التقرير الامني من الدور الكبير الذي يلعبه الانترنت في تقديم المساعدة والمعلومات اللازمة لأفراد تلك المجموعات، كما اشار الى استغلال هؤلاء الاشخاص لمناخ الحرية السائد في هولندا.