الدوحة : مئات من أنصار الداعية القرضاوي يعتصمون أمام السفارة البريطانية

محاميه النعيمي يؤكد لـ«الشرق الاوسط» مسيرة احتجاج بعد صلاة الجمعة وسنكتب لنواب المعارضة في مجلس العموم

TT

اعتصم مئات من انصار الداعية الاسلامي الشيخ يوسف القرضاوي امس امام السفارة البريطانية في الدوحة، وسلموا رسالة الى مسؤولي السفارة احتجوا فيها على رفض الداخلية البريطانية منح الداعية تأشيرة دخول الى بريطانيا.

وفي ظل عاصفة رملية شديدة ووسط هتافات التكبير رفع المعتصمون لافتات بالعربية وبالإنجليزية موجهة الى رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون كتب عليها «مستر براون: لماذا ترفضون التسامح والحوار؟» و«مستر براون: كلنا قرضاوي». ورفعت لافتات أخرى كتب عليها «منع القرضاوي قرار تعسفي» و«نعم لحرية التنقل، لا للتمييز في التنقل».

كما ردد المعتصمون، وتحت انظار الشرطة، هتافات أمام السفارة التي اغلقت ابوابها بحواجز معدنية، مثل «يا قرضاوي سير سير، احنا جنودك وانت أمير»، في اشارة للتضامن مع الداعية القطري المصري الأصل الذي يحظى بشعبية واسعة في العالم الاسلامي.

وقام وزير العدل القطري السابق نجيب محمد النعيمي بتسليم رسالة الى نائبة رئيس البعثة الدبلوماسية البريطانية كلير ايفانس التي خرجت لتسلم الرسالة أمام إحدى بوابات السفارة.

وقال النعيمي، وهو محام، في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط»، «بصفتي ممثلا للداعية الشيخ يوسف القرضاوي امام الحكومة البريطانية، سلمت رسالة الاحتجاج هذه للمطالبة بإعادة النظر في القرار الجائر وغير القانوني». واضاف سنسير مسيرة احتجاج بعد صلاة الجمعة ضد السفارة البريطانية». واشار الى ان الخطوة المقبلة هي انه سيكتب شخصيا لنواب المعارضة البريطانية».

وقال النعيمي ان «الشيخ القرضاوي شخصية عامة ومن واجبه كرئيس اتحاد علماء المسلمين ان يتواصل مع ابناء الجالية المسلمة، وهو داعية من واجبه النصح والارشاد». واضاف: «عندما يمنعون موكلي من دخول بريطانيا، فان المنع في حد ذاته نوع من التجريم بدون وجه حق».

وكانت بريطانيا قد رفضت مطلع فبراير (شباط) منح تأشيرة دخول للشيخ القرضاوي، وقال ناطق باسم الداخلية البريطانية ان بلاده «لن تسمح بوجود اشخاص يسعون الى تبرير اي عمل ارهابي او يعبرون عن آراء قد تتسبب بأعمال عنف بين مكونات المجتمع». إلى ذلك، قال الناشط الاسلامي الدكتور الشيخ كمال الهلباوي، الامين العام الاسبق للتنظيم العالمي للاخوان في الغرب في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» ان خروج المظاهرات في الخليج بسبب منع دخول الشيخ القرضاوي الى بريطانيا يدل على وعي ويقظة الأمة الاسلامية، وعلى معرفة الناس الجيدة بوسطية القرضاوي، وخطأ تقدير بريطانيا لمنعه، استجابة لضغوط المحافظين الجدد، وهذا المنع مؤسف لانه لا يتعلق بأسباب ذات صلة بأمن بريطانيا، انما يتعلق بفتوى شرعية تتعلق بالجهاد لتحرير الارض في فلسطين المحتلة».

من جهته قال الداعية الاسلامي القطري الشيخ الدكتور علي محي الدين القرداغي للصحافيين على هامش الاعتصام «انها وقفة جماعية تعبر عن ضمير الأمة إزاء موقف ظالم لمن نعتبره رمز الوسطية في الاسلام». واضاف القرداغي ان «المستفيدين من القرار البريطاني هم المتطرفون من الجانبين وهو موقف لا يعبر عن مواقف كل الدول الغربية». وقال ابراهيم الديب، وهو احد المنظمين: ان «الاعتصام، علاوة على انه موجه للحكومة البريطانية، هو ايضا رسالة الى الحكومات العربية والى أئمة الشيعة الذين لم يظهر منهم موقف الى حد الآن». وكانت السفارة البريطانية قد انتقلت الى مقر جديد قبل ساعات فقط من تنظيم الاعتصام امامه. ويرأس القرضاوي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي مقره في لندن، وسبق له ان زار بريطانيا في 2004 لكن زيارته ترافقت مع احتجاجات من جمعيات يهودية وجمعيات «مثليي جنس» اعتبرت انه معاد للسامية ويكره المثليين.

وطلب زعيم المعارضة البريطاني ديفيد كاميرون الشهر الماضي من رئيس الوزراء غوردون براون ان تمنع لندن «خطباء الحقد» من دخول اراضيها ذاكرا اسم القرضاوي. كما وقع عشرون نائبا مذكرة يعربون فيها عن «قلق عميق» من احتمال منح تأشيرة دخول للداعية القطري.

وانتقد مجلس مسلمي بريطانيا الذي يشرف على منظمات اسلامية في البلاد قرار عدم منح تأشيرة الدخول.وقال الامين العام لمجلس مسلمي بريطانيا محمد عبد الباري ان القرضاوي يتمتع «باحترام ونفوذ لا مثيل لهما في العالم الاسلامي»، معربا عن خشيته من ان يوجه هذا القرار «رسالة خاطئة الى المسلمين». وتمنع الولايات المتحدة القرضاوي من دخول أراضيها منذ العام 1999.