بغداد: إطلاق حملة لجمع المعاقين عقليا خشية استغلالهم في العمليات الانتحارية

مسؤول أمني: الأنباء تسربت واختفوا جميعهم من الشوارع

TT

لدى الحكومة العراقية اسلوب جديد في قتالها ضد التمرد: تطهير الشوارع من المعاقين عقليا والمشردين. وفي حملة على مستوى البلاد، بدأت يوم اول من امس، أصدر وزير الداخلية العراقي أمرا الى الشرطة لجمع الشحاذين والمشردين والمعاقين عقليا، خشية استخدامهم، دون علمهم، كمفجرين انتحاريين من جانب الجماعات المتمردة.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست الاميركية عن اللواء عبد الكريم خلف المتحدث باسم وزارة الداخلية قوله «نريد منع القاعدة من استخدام المعاقين عقليا لقتل الأبرياء».

وقالت الحكومة العراقية، ان عددا من الهجمات الانتحارية الأخيرة نفذت باستخدام معاقين عقليا. وقال مسؤولون عراقيون وأميركيون ان التفجير الانتحاري الذي حدث الشهر الحالي وأودى بحياة ما يقرب من 100 شخص نفذ باستخدام امرأتين مصابتين بمتلازمة داون.

وقال خلف ان القانون العراقي يمنع الشحاذين والمعاقين عقليا من «التجول في الشوارع». وقال ان الشحاذين الذين تقل اعمارهم عن 18 عاما سيجلبون الى ملاجئ وستوجه الى المتسولين المحترفين البالغين تهم ارتكاب جرائم. أما المعاقون عقليا فسيجلبون الى المستشفيات.

وقال خلف ان «هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من عاهات عقلية يمكن أن يسببوا الكثير من الأضرار اذا ما تركوا في الشوارع وجرى استغلالهم من جانب القاعدة. ان مكانهم المناسب هو المستشفيات».

وقال الأدميرال غريغوري سميث، المتحدث باسم الجيش الأميركي، في رسالة إلكترونية ان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة «على دراية بمساعي الوزارة لحماية المواطنين المشردين والمعاقين عقليا من أن يكونوا ضحايا دون علمهم للقاعدة في العراق. وندرك أن وزارة الداخلية تعتزم نقل هؤلاء، وهم الأكثر عرضة للاستغلال من بين العراقيين، الى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية».

وبدأت الحملة بداية بسيطة. وقال خلف ان أنباء الحملة تسربت و«اختفى» جميع الشحاذين والمعاقين عقليا من الشوارع. وأضاف «لم نستطع أن نعتقل أي شخص لأنهم غير موجودين. ولكننا سنواصل حملتنا».

وكان الجيش الاميركي اعلن اول من أمس ان تنظيم القاعدة في العراق تمكن من الحصول على ملفات مرضى مستشفيات الامراض العقلية، ويقوم بتجنيد نساء مختلات عقليا لارتكاب اعتداءات انتحارية.

وقال الادميرال غريغوري سميث الناطق باسم القوات الاميركية في بغداد ان الامرأتين الانتحاريتين المختلتين عقليا اللتين استهدفتا سوقين شعبيين في بغداد وأسفر عن سقوط مائة قتيل في الاول من شباط/ فبراير، كانتا تتلقيان علاجا في مستشفيين مختلفين الاسابيع الماضية.

وأوضح الناطق العسكري، ان تنظيم القاعدة اتصل بكل واحدة منهما على حدة من دون علم عائلتها، وجندهما لتنفيد تلك العمليات. واضاف سميث «نخشى ان يكون تنظيم القاعدة تمكن من الوصول الى ملفات مستشفيات الامراض العقلية».

وفي اطار التحقيق اعتقلت القوات الاميركية مدير مستشفى الرشاد للأمراض النفسية والعقلية في مدينة الصدر للاشتباه بتورطه في كشف معلومات خاصة عن المريضتين، حسبما اوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

واكد سميث ان المرأتين لم تعالجا في مستشفى الرشاد. واعلن الطبيب شعلان العبودي مدير مستشفى ابن رشد للامراض العقلية ان المرأتين اللتين قال الاميركيون انهما الانتحاريتان عولجتا في مستشفاه. واوضح ان «عسكريين اميركيين اتوا وعرضوا علينا صورا لكننا لم نر وجهيهما بل سألوني عن اسم واحدة منهما». وتابع الطبيب العبودي «بعد البحث في ملفاتنا عثرنا على امراة تحمل نفس الاسم قالوا انها انتحارية لكن لا يمكنني ان احدد اذا كانت انتحارية ام ضحية عملية تضليل».

وقال ان المرأة كانت تعاني من انفصام في الشخصية مع عوارض احباط «كانت تسمع اصواتا تأمرها بالقتل وقد تلقت العلاج المناسب لاسيما بصدمات كهربائية». لكنه نفى قطعا ان يكون احد من مستشفاه كشف اسرارا طبية مؤكدا «لم تعط اي معلومة لأي كان ومهما كان المبرر».

وكان الجنرال جفري هاموند قائد القوات الاميركية في بغداد اوضح للصحافيين غداة الاعتداءين، «ان المرأتين استغلتا لانهما لم تكونا تفهمان ما تفعلان» و«لانهما لم تكونا معرضتين للتفتيش». وفجرت امراة انتحارية حزامها الناسف الاحد قرب حاجز امني في احد احياء وسط بغداد. وقالت القيادة الاميركية ان رجال الشرطة اشتبهوا في ان المرأة التي كانت في هيئة متسولة كانت تحمل شيئا حول حزامها. واضافت انه «عندما امروها برفع يديها رفعت واحدة فقط بينما كانت تمسك بالاخرى خيوطا كهربائية ظاهرة فاطلق الجنود عليها النار لكنها لم تسقط في الحين بل تحاملت ودخلت محلا تجاريا فجرت حزامها داخله». ولم يحدد التحقيق بعد ما اذا كانت مختلة عقليا.