مجلة «تشكيل» العراقية المتخصصة في الفن التشكيلي تواجه عراقيل منذ تأسيسها

تباع بأقل من سعر التكلفة.. وفنان عراقي: إصدارها معجزة.. وزرع ورود في حقل ألغام

عراقيون يتأملون لوحة تشكيلية في معرض فني اقيم في بغداد أول من امس (ا ف ب)
TT

يباع حاليا في الاكشاك العراقية العدد الاول من مجلة «تشكيل»، التي تصدر عن دائرة الفنون التشكيلية لوزارة الثقافة العراقية، استجابة لرغبة المهتمين بالفنون التشكيلية وتحقيق التواصل بين تجارب الفنانين.

وقال رئيس تحرير المجلة صلاح عباس، ان «العدد الاول صدر مطلع يناير (كانون الثاني)، وسيصدر العدد الثاني مطلع ابريل (نيسان) المقبل، كون المجلة فصلية تصدر كل ثلاثة اشهر»، مع الأمل في ان تتحول الى شهرية.

واوضح عباس ان «المجلة تواجه مشكلة في بيعها الان، بسبب اجراءات روتينية وادارية في وزارة الثقافة لم تحسم بعد، بخصوص ضخها الى الاسواق تتصل بالحصول على الموافقات النهائية».

وأشار عباس الى ان ذلك يتم «في حين نتأهب لاصدار العدد الثاني وانجزنا مواده، ونتمنى ان تحل مشكلة التوزيع في العاصمة وليست لدينا قدرة على توزيعها في الخارج لعدم وجود موارد مالية كفيلة بإرسالها الى الدول الاخرى»، مشيرا الى انه تم طبع ألفي نسخة من المجلة وسعر النسخة ألف دينار عراقي، اي أقل من دولار، وهو أقل بكثير من سعر كلفتها لان اصدارها يندرج ضمن الرغبة في نشر الثقافة التشكيلية وتلبية رغبات المهتمين بالفنون لمتابعة مسستجداتها، ونفكر بان تكون المجلة شهرية العام المقبل، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. واثنى الفنان التشكيلي العراقي قاسم سبتي نائب رئيس جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، وصاحب غاليري حوار،على فكرة اصدار المجلة، معتبرا ذلك «معجزة».

وقال سبتي لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس، ان «اصدار مجلة متخصصة عن الفن التشكيلي في العراق، وفي ظل هذه الظروف الصعبة للغاية يعتبر بمثابة زرع الورود في حقل الغام»، مشيرا الى ان «وضع الفن التشكيلي في العراق يحتاج الى اكثر من مجلة ومطبوع، حيث اقامت جمعية الفنانين التشكيليين قبل ايام معرضا فنيا كبيرا بمناسبة اليوبيل الذهبي للجمعية، شارك فيه اكثر من 210 من الفنانين العراقيين، وهذا انجاز يفوق كل التصورات في بلد يغيب عنه الأمن والاستقرار». واضاف سبتي قائلا ان «القارئ العراقي بحاجة الى مطبوعات تتحدث بخطاب جمالي لا خطاب ايديولوجي طائفي او سياسي، لهذا نحن في الجمعية نعمل لاصدار مجلة اخرى بعنوان «الزقورة»، في الوقت الذي اصدرنا فيه خمسة كتب عن الفن التشكيلي العراقي». وعن مشكلة التوزيع، اوضح سبتي ان «جمعية الفنانين التشكيليين توزع مطبوعاتها مجانا على اعضائها والمثقفين العراقيين بسبب صعوبة التوزيع، ولان تكاليف الطبع عالية ولا يمكن استردادها من خلال بيع هذه المطبوعات»، مشيرا الى انه «ليس هناك من يمول نتاجاتهم الثقافية سوى دعم اعضاء الجمعية وهو مبلغ بسيط».

وقال عباس «بعد سنوات من التعتيم والظلام والحرمان نريد ان تكون هذه المجلة تواصلا حقيقيا بين الفنانين مهما تنوعت الافكار وتعددت الاراء، نريدها ان تشكل اثراء واغناء للمسيرة الفنية التي بدأت تنسج خيوط العودة الى زمن الابداع».