لبنان: الجنوبيون يراقبون التحركات الإسرائيلية

تخوفاً من رد على رد حزب الله الموعود

TT

يراقب اللبنانيون في جنوب لبنان، ولاسيما سكان القرى الحدودية، منذ 14 فبراير (شباط) الحالي، التحركات العسكرية في المستوطنات الاسرائيلية، وعلى طول «الخط الازرق» الحدودي، تحسباً لأيِّ تطور بعدما توعد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالانتقام من اسرائيل التي حمَّلها مسؤولية اغتيال القائد العسكري في الحزب، عماد مغنية، في دمشق. كما يرصدون المواقف الصادرة عن القادة السياسيين والعسكريين لمحاولة معرفة ما ستحمله المرحلة المقبلة لجهة استمرار الهدوء على طول الخط الحدودي او حصول تدهور عسكري مع احتمال قيام اسرائيل بعدوان جديد على الاراضي اللبنانية في حال نفذ حزب الله تهديداته.

ودفعت التطورات التي خلفتها عملية اغتيال مغنية آلاف اللبنانيين القاطنين قرب السياج الشائك الفاصل بين لبنان واسرائيل الى اتخاذ سلسلة اجراءات احترازية؛ منها توخي الحذر في تحركاتهم ليلاً على الطرق المطلة على المستوطنات والمواقع الاسرائيلية والاكتفاء بالعمل نهاراً في الحقول وعدم التوجه اليها ليلاً او فجراً خوفاً من تعرضهم لإطلاق نار من قبل الجيش الاسرائيلي الذي واصل، ولليوم الثامن على التوالي، تنفيذ المزيد من الاجراءات العسكرية والامنية على طول الخط الحدودي مع لبنان، من رأس الناقورة ساحلاً حتى مزارع شبعا المحتلة جبلاً بإشراف ضباط كبار، في حركة لا تهدأ على مدار الساعة، مما اشاع اجواء من الحذر لدى اللبنانيين. واستبعد قيادي لبناني في المنطقة الجنوبية حصول مواجهة عسكرية بين اسرائيل وحزب الله في المرحلة المقبلة، وان يكن ـ في رأيه ـ العدوان على لبنان وحزب الله «حاجة ضرورية لحكومة اولمرت والجيش الاسرائيلي لرفع المعنويات بعد اقرار لجنة فينوغراد بعدم انتصار اسرائيل في حربها على حزب الله في تموز (يوليو) 2006. لكن هذا لا يعني ان الابواب غير مشرعة أمام كل الاحتمالات».

وقال القيادي ان حزب الله أعد العدة لمواجهة أيِّ عدوان اسرائيلي في اطار خطة سرية وضعت منذ فترة بإشراف حسن نصر الله وكبار المسؤولين العسكريين. يشار الى ان عملية اغتيال مغنية سلطت الضوء، اعلامياً وسياسياً وعسكرياً، على الحدود اللبنانية ـ الاسرائيلية، الامر الذي طرح تساؤلات حول مستقبل الوضع العسكري هناك وعلى مصير القوات الدولية (يونيفيل) في حال تدهوره.

وأفادت معلومات صحافية ان الـ«يونيفيل» اتخذت سلسلة من الاجراءات الاحترازية في جميع مراكزها ومواقعها، خصوصاً تلك الواقعة في محاذاة السياج الحدودي. وتم تعزيز هذه المواقع بالآليات المدرعة وبمزيد من العناصر، بالتزامن مع تكثيف الدوريات المؤللة على مختلف المحاور بالتنسيق مع الجيش اللبناني.