اعتبرت حركة حماس أن التسريبات التي تزخر بها وسائل الاعلام الاسرائيلية حول قدرات حركة حماس الكبيرة في المجال العسكري تهدف الى تقديم مسوغات لتبرير حملة عسكرية على قطاع غزة. وفي تصريح لـ«الشرق الاوسط»، قال أيمن طه، القيادي البارز في الحركة، إن التسريبات الممنهجة من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية حول امتلاك حماس قدرات عسكرية فائقة تهدف الى «تأليب الرأي العام العالمي والداخلي الإسرائيلي على المقاومة وتوفير المسوغات لشن عدوان كبير على الفلسطينيين في القطاع». واشار طه الى أن حماس ليست دولة، «بل هي حركة مقاومة تملك قدرات بدائية، لا يمكن مقارنتها بالترسانة العسكرية الاسرائيلية التي تستخدم في قمع الشعب الفلسطيني وتأمين بقاء الاحتلال على الأرض الفلسطينية».
وحول اتهام إسرائيل مصر بالسماح لحماس بتهريب السلاح والخبراء لقطاع غزة، قال طه إن مثل هذا الاتهام يأتي لابتزاز مصر ومحاولة الدفع نحو «تأزيم العلاقات الأخوية بين الحركة والقاهرة».
وكانت صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية قد زعمت امس ان حماس تطور في غزة طائرات بدون طيار مشابهة للطائرات الصغيرة التي استخدمها حزب الله في حربه الاخيرة مع اسرائيل في يوليو (تموز) 2006. وأشارت الصحيفة الى أن العديد من الخبراء والمتدربين القادمين من ايران اضافة الى جهد كبير من اعضاء هيئة تدريس في الجامعات المتخصصين في الهندسة الالكترونية والفيزياء يعملون على تطوير تلك القدرات الجوية القتالية، الأمر الذي يثير قلق الاجهزة الامنية الاسرائيلية. واضافت أن غضباً شديداً يسود المؤسسة الأمنية الاسرائيلية من الدور المصري السلبي «ذي الوجهين» الذي يعمل على اعتقال أعضاء حماس واطلاق سراحهم بعد فترة، فيما يسمح للقادمين من ايران وبعض الدول الى المرور الى قطاع غزة عبر سيناء. وزعمت الصحيفة ان مصر اعتقلت، الاسبوع الماضي، قائد الكتيبة الجنوبية لحماس في قطاع غزة ثم ما لبثت ان اطلقت سراحه جراء ضغوط من الحركة.
على صعيد آخر، نفى طه حصول أي تقدم حقيقي في ملف قضية الجندي الاسير جلعاد شاليط، مشيرا الى أن الشروط التي تضعها إسرائيل لإتمام صفقة تبادل الأسرى لا يمكن أن تقبلها حركته والحركات التي شاركت في اختطاف الجندي، مستطردا أن حماس تصر على موقفها القاضي بوجوب اطلاق جميع سراح الأسيرات والأطفال والمرضى، اضافة الى 1000 معتقل من ذوي المحكوميات العالية والمؤبدات والذين مضت على سجنهم فترة طويلة.