بري: المبادرة العربية «خشبة الخلاص لإنهاء الوضع الشاذ» والأكثرية تعتبرها في وضع حرج

عشية عودة موسى المرتقبة اليوم إلى بيروت

TT

عشية العودة المرتقبة لامين عام جامعة الدول العربية، عمرو موسى الى بيروت، لاستئناف مهمته حول معالجة الازمة اللبنانية على قاعدة المبادرة العربية، واصل مدير مكتبه السفير هشام يوسف لقاءاته مع الفرقاء اللبنانيين، في وقت رأى احد نواب «قوى 14 اذار» ان مهمة موسى «تواجه وضعا حرجا جدا» مشيرا الى «محاولة تعجيزية (من جانب المعارضة) لافشال اي حل». فيما نقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري وصفه المبادرة العربية بـ«خشبة الخلاص لانهاء الوضع الشاذ في لبنان».

في غضون ذلك، تواصلت اللقاءات والمشاورات المتعلقة بالازمة اللبنانية. وفي هذا السياق استقبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط السفير الروسي سيرغي بوكين. كما استقبل القائمة باعمال السفارة الاميركية ميشال ساسون، بحضور وزير الاتصالات مروان حمادة.

وفيما واصل مدير مكتب امين عام الجامعة العربية لقاءاته مع فرقاء الازمة اللبنانية، قال رئيس «حركة اليسار الديمقراطي» (قوى 14 اذار) النائب الياس عطا الله ان «مهمة الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى «تواجه وضعا حرجا جدا. وكل الجهود المبذولة والضغوط باتجاه النظام السوري بما له من نفوذ على امتداداته في الداخل وصلت الى حائط مسدود. وبالتالي هناك محاولة تعجيزية (من المعارضة) لافشال اي حل». ولفت الى «ان اللبنانيين امام معادلة هي اما وضع اليد على كامل السلطة اللبنانية وشل قدرتها على متابعة الدور اللبناني وما ينتظر لبنان، او تعميم الفوضى. وهذا الامر ليس بعيدا عن طموحات المحور السوري ـ الايراني في المنطقة العربية وفي منطقة الشرق الاوسط».

وقال عطا الله: «ان انتخاب رئيس امر مهم في لبنان لتجاوز الفراغ في سدة الرئاسة على رغم خطورة عزل هذه الخطوة عن اهمية اعادة تكوين السلطة التي يجب ان تكون نتيجة حوار وتفاهم ووضع استراتيجية لحل المشاكل المتبقية».

وردا على سؤال عن اقدام الاكثرية على انتخاب العماد ميشال سليمان بالنصف زائدا واحدا على رغم انه يرفض ذلك، قال عطا الله: «لم يصدر عن الاكثرية كلام عن النصف زائدا واحدا. وربما كان ذلك صدر في بعض التصريحات» مؤكدا ان «قوى 14 اذار ترفض الفراغ في سدة الرئاسة الذي يجب تجاوزه في اي شكل من الاشكال.. ولكن هذا لا يعني بالنصف زائدا واحدا والجهود اليوم تنصب في اتجاه انجاح المبادرة العربية. وهي ستستمر حتى انعقاد القمة العربية».

وأوضح ان «الاكثرية لن تقدم على اي خطوة قبل انعقاد القمة العربية وقبل ان يحسم النظام السوري خياره باتجاه تسهيل او تعطيل الانتخابات الرئاسية في لبنان» مؤكدا ان «هذه الخطوة ستأخذ في الاعتبار مواقف غبطة البطريرك (نصرالله) صفير والعماد سليمان لانهما من الثوابت الاساسية في هذا البلد».

من جهته، اعرب وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ عن امله في «نجاح الجهود المبذولة لمعالجة الازمة». وقال: «ان الجميع يريد حل الازمة وان جميع القادة السياسيين اللبنانيين يعملون من اجل التوصل الى حل، فنرجو التوفيق في الوصول الى حل في اقرب فرصة ممكنة من اجل تمهيد الطريق لنجاح القمة».

الى ذلك، نقل الوزير السابق وديع الخازن عن الرئيس بري وصفه المبادرة العربية بانها «خشبة الخلاص لانهاء الوضع الشاذ في لبنان». وقال عقب لقائه رئيس المجلس امس: «علينا جميعا كلبنانيين ان نتكاتف ونتعاون للوصول الى النتيجة المطلوبة وان نتنازل جميعا عن بعض الحقوق التي هي من حقنا للوصول الى النتيجة المطلوبة اي الى الشراكة والتسوية في سبيل استنهاض هذا الوطن... ومن ناحية ثانية، اكد لي دولة الرئيس ان هناك اجتماعا رباعيا الاحد (المقبل) في المجلس النيابي وانه سيسعى جاهدا بكل ما اوتي من قوة للوصول الى حل يناسب الجميع، اي الوصول الى حكومة مقبولة وتزكية العماد ميشال سليمان نهار الثلاثاء بحيث انه تم الاتفاق عليه رئيسا توافقيا».

وفي سياق المشاورات حول الوضع اللبناني، استقبل الرئيس اللبناني السابق رئيس حزب «الكتائب» امين الجميل السفير يوسف، ثم استقبل وفد الرابطة المارونية برئاسة رئيسها جوزف طربيه الذي قال: «في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان.. نريد الا ينحدر العمل السياسي الى العمل الشارعي بحيث لا يقرر مستقبل لبنان المتعاركون في الشوارع الذين يتجنب كل الفرقاء نسبتهم اليهم».

وقال النائب بطرس حرب (قوى 14 آذار) انه «آن الاوان لكي لا يبقى الشعب اللبناني متفرجاً او مصفقاً لأن هناك اليوم خلافا على من يدير لبنان، وكيف يدير لبنان وليس على الاستحقاق الرئاسي او المثالثة الحكومية. ولذلك، فان ما يجري هو ابتزاز سياسي لإظهار اللبنانيين بمظهر العاجزين وبالتالي عودة نظام الوصاية عن بعد او بواسطة الحلفاء لبسط سيطرته على لبنان». واعتبر ان حصول الاستحقاق الرئاسي في 26 الشهر الحالي «يحتاج الى معجزة واستمرار التأجيل سيقود الى الانفجار الكبير». وقال رئيس «حركة التجدد الديمقراطي» النائب السابق نسيب لحود (قوى 14 آذار) انه يعلق على مهمة امين عام الجامعة العربية «آمالا كبيرة لاخراج لبنان من الازمة الراهنة». واذ نبه الى ان الازمة «آخذة بالتحول الى ازمة مصيرية نتيجة اخلال بعض الاطراف ببديهيات النظام الديمقراطي والصيغة اللبنانية وتقويض موقع لبنان الاقليمي» رأى «ان نجاح مهمة عمرو موسى يعتمد، كما في زياراته السابقة، على مدى استعداد الفريق الاخر للتخلي عن شروطه التعجيزية والتعطيلية والاقتناع بانه من المستحيل ان تسلم قوى 14 آذار بالمساواة بين الاكثرية والأقلية لان ذلك يعني نسف القاعدة الاساسية للنظام الديمقراطي التي هي الانتخابات».

وقال عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا: «كل هذا الحوار حول المبادرة العربية هو اغراق للمبادرة في التفاصيل من اجل تعطيلها. اذ ان المبادرة تتكلم عن انتخاب رئيس للجمهورية فوراً وتشكيل حكومة وحدة وطنية بحسب الاصول الدستورية. وبالتالي فان تكبيل هذه المبادرة بإغراق الناس في تفاصيل لا تقدم ولا تؤخر هو الاصرار على الامعان في الاستمرار بسياسة تعطيل الانتخابات الرئاسية». واكد ان «قوى الاكثرية ترحب بأي افكار تساعد على انضاج الحل. ولكن ذلك لا يغير في الواقع شيئاً بعد ما نشهده من توزيع للادوار بين اقطاب المعارضة». ورأى «ان الخلاف في البلد اليوم لا يتعلق بالحكومة وعدد اعضائها ولا برئاسة الجمهورية انما هو خلاف جوهري على مستقبل لبنان بين مشهدين في البلد».