البنتاغون يعلن تدمير قمر تجسس خرج عن مساره ويعطي مهلة لتثبيت نجاح العملية

الصين تحذر من تهديد أمن الفضاء

TT

نجحت الولايات المتحدة في تدمير احد اقمارها الصناعية التجسسية خرج عن مداره بواسطة صاروخ اطلق من سفينة حربية اميركية، في عملية وصفتها وزارة الدفاع (البنتاغون) بانها غير مسبوقة، الا ان نسبة نجاح العملية لا تزال موضع شك بعد اقرار البنتاغون بضرورة انتظار فترة من الوقت للتأكد من الامر.

فقد اعلن البنتاغون ان القمر الصناعي الذي دمر بصاروخ تحول الى «قطع بحجم كرة قدم»، مضيفا انه ينبغي الانتظار بين «24 و48 ساعة» للتأكد بنسبة 100% من تدمير الخزان المليء بمادة سامة.

وصرح مساعد قائد القوات المسلحة الاميركية الجنرال جيمس كارترايت في مؤتمر صحافي «حتى الان لم نر اية قطعة اكبر من كرة قدم» حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، واوضح «نحن متأكدون بدرجة عالية باننا اصبنا خزان الوقود للقمر الصناعي»، وهو الهدف المعلن، ولكن «لا نستطيع تأكيد الامر بالكامل بعد».

وبررت الولايات المتحدة تدمير هذا القمر الصناعي التجسسي الخارج عن السيطرة بصاروخ بانه يحتوي في خزاناته على حوالي 450 كلغ من مادة الهايدرازين السامة جدا.

واوضحت واشنطن ان هذا الوقود المستخدم لدفع القمر الصناعي في مداره يمكن ان يشكل خطرا على المدنيين اذا ما سقط الخزان الذي يحتوي عليه على الارض بدون ان يكون قد دمر. واعلن البنتاغون في بيان ان «سفينة حربية من طراز ايجيس اطلقت صاروخا تكتيكيا من طراز اس ام 3 اصاب القمر على ارتفاع حوالي 247 كلم فوق المحيط الهادئ بينما كان يسير بسرعة 11265 الف كلم في الساعة». واذا ما تأكد نجاح عملية اعتراض القمر الصناعي، فسوف تؤكد ذلك قدرة الولايات المتحدة على خوض «حرب نجوم» ولو ان ادارة الرئيس جورج بوش تنفي اية نية مماثلة خلف العملية، الا ان البنتاغون اشار الى ان «تأكيد تدمير خزان الوقود قد يستغرق 24 ساعة».

وبسبب تدني ارتفاع القمر الصناعي عند اعتراضه، فقد دخلت اولى اجزاء حطامه على الفور الغلاف الجوي، بحسب البنتاغون، وتابع البيان ان «جميع اجزاء الحطام تقريبا ستحترق عند دخولها الغلاف الجوي خلال 24 الى 48 ساعة، فيما يتوقع ان يدخل ما تبقى من الحطام الغلاف الجوي في غضون اربعين يوما».

وتم ابلاغ وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس مساء اول من امس بنجاح العملية التي كان قد اعطى الضوء الاخضر لها، وذلك خلال اتصال عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة تم في حين كان متوجها في طائرة الى هونولولو (هاواي).

وكانت احوال جوية غير مؤاتية في المحيط الهادئ قد هددت بتأجيل العملية، غير ان الظروف الجوية عادت وتحسنت، واكدت الولايات المتحدة مرارا ان كل ما تريده من خلال هذه العملية هو حماية السكان من تبعات سقوط القمر الصناعي، غير ان البعض وبينهم روسيا يشتبهون بانها اغتنمت هذه الفرصة للقيام بتجربة لاعتراض صاروخ واظهار قدرتها على تدمير اقمار صناعية في الجو.

وردت الصين امس على العملية فقال المتحدث باسم الخارجية ليو جيانشاو ان «الصين تتابع عن كثب اي ضرر محتمل لأمن الفضاء وللدول المعنية قد ينتج عن العملية الاميركية»، وتابع ان «الصين تطلب من الولايات المتحدة ان تحترم بجدية واجباتها الدولية وتزود الاسرة الدولية على وجه السرعة بالمعلومات الضرورية حتى تتمكن الدول المعنية من اتخاذ تدابير الحيطة».

وكانت واشنطن قد ابدت استنكارها حين اسقطت الصين بدون سابق انذار في يناير 2007 قمرا صناعيا صينيا قديما للرصد الجوي بواسطة صاروخ.

وافاد مسؤول عسكري اميركي كبير طلب عدم ذكر اسمه ان مهلة اطلاق الصاروخ المتاحة لواشنطن لتدمير القمر الصناعي الذي يوازي حجمه حجم حافلة كانت تمتد بين الاربعاء وحوالي 29 من فبراير، قبل دخوله الغلاف الجوي، ولم تكن تتجاوز «بضع ثوان» في اليوم.

وانتظر البنتاغون لبدء العملية ان يحط المكوك الفضائي اتلانتيس اول من امس في فلوريدا بعد مهمة في الفضاء استمرت قرابة اسبوعين.

واوضح مسؤولون في البنتاغون قبل عملية الاطلاق ان الصاروخ الذي يتم تسييره في بادئ الامر من الارض، ينبغي ان يستخدم اجهزته اللاقطة بواسطة الاشعة ما دون الحمراء لاصابة هدفه بسرعة اربعة كيلومترات في الثانية.

وعملية تدمير القمر الصناعي التي قدرت كلفتها ما بين اربعين وستين مليون دولار طرحت على العسكريين مشكلات هي الاولى من نوعها، وعلى الاخص على صعيد الحرارة.

وقال مسؤول في البحرية قبل اطلاق الصاروخ «لدينا جسم بارد في الفضاء، جسم هامد منذ بعض الوقت ولا يبعث حرارة صاروخ بالستي»، الامر الذي يجعل رصده امرا معقدا.