أشارت دراسة جديدة الى ان النساء اللائي يتناولن وجبات غنية باللحوم ومنتجات الالبان، ربما يقل لديهن خطر الاصابة بسرطان الثدي، في حين ان النساء اللائي يتناولن قدرا كبيرا من الالياف والفواكه والخضراوات يقل لديهن خطر الاصابة بسرطان المبيض. وتزيد هذه النتائج، التي نشرت في الدورية الدولية للسرطان، ونقلتها وكالة رويترز امس، من الاسئلة المحيطة بدور النظام الغذائي في خطر اصابة النساء بمرض السرطان. وقال باحثون في الدراسة الحالية برئاسة الدكتورة فاليريا اديفونتي من جامعة ميلانو، انه يتم الربط باستمرار بين زيادة تعاطي الكحوليات وخطر الاصابة بسرطان الثدي، ولكن عندما يتعلق الامر بالجوانب الاخرى للنظام الغذائي، فقد اعطت الدراسات نتائج متضاربة.
وعلى سبيل المثال وجدت بعض الدراسات ان من المرجح بشكل اكبر ان تصاب النساء اللائي يأكلن كثيرا من اللحوم الحمراء والمصنعة، بسرطان الثدي مقارنة بالنساء الاخريات، ولكن دراسات اخرى لم تجد مثل هذه الصلة. وتم الربط بين الدهون المشبعة التي توجد بشكل اساسي في المنتجات الحيوانية وزيادة خطر الاصابة بسرطان الثدي في بعض الدراسات ولكن ليس في دراسات اخرى.
وعلى الرغم من ان كثيرا من هذه الدراسات بحثت في المواد الغذائية منفردة او المجموعات الغذائية، فان احد السبل الاخرى للاجابة على هذا السؤال، هو البحث في الانماط الغذائية، وهي مزيج من المواد المغذية والطعام الذي يفضله الشخص. ومن اجل دراستهم قيمت اديفونتي الانماط الغذائية بين 3600 امرأة مصابات إما بسرطان الثدي او المبيض، و3413 امرأة بصحة جيدة، من نفس السن. وباستخدام استبيانات غذائية مفصلة حدد الباحثون اربعة انماط غذائية شائعة في مجموعة الدراسة، وهي نمط «المنتج الحيواني» الغني باللحوم والدهون المشبعة، وايضا بالزنك والكالسيوم ومواد غذائية اخرى معينة. ونموذج «الفيتامينات والالياف»، الذي بجانب الالياف فهو غني ايضا بفيتامين سي والبيتاكاروتين ومواد غذائية اخرى موجودة في الفواكه والخضراوات. ونمط «الدهون غير المشبعة» التي تحتوى على كميات كبيرة من الخضراوات وزيت السمك بالاضافة الى فيتامين بي. والنمط الغذائي «الغني بالنشويات»، الذي يحتوي على كميات كبيرة من الكربوهيدرات البسيطة وبروتين الخضراوات والصوديوم.
وبوجه عام وجدت الدراسة ان النساء اللائي التزمن بنمط غذائي غني بالفيتامينات والالياف قل لديهن بنسبة 23 في المئة خطر الاصابة بسرطان المبيض، وذلك مقارنة بالنساء اللائي تناولن كميات اقل من تلك المواد الغذائية. وعلى الجانب الاخر تم الربط بين النمط الغذائي الغني بالمنتجات الحيوانية وانخفاض مماثل في خطر الاصابة بسرطان الثدي. وقل لدى النساء اللائي اتبعن نمط الدهون غير المشبعة خطر الاصابة بسرطان الثدي بشكل طفيف، في حين ارتبط النمط الغني بالنشويات بخطر متزايد بالاصابة بهذين النوعين من السرطان. ولم يتضح بعد ما الذي سيتم فعله بهذه النتائج، وذلك الى حد ما، لانها تظهر الصلات بين الانماط الغذائية وخطر الاصابة بالسرطان، وانه ليس المواد الغذائية هي التي تؤثر مباشرة على نمو السرطان. وفيما يتعلق بالصحة العامة فان الخبراء يوصون عادة بالحد من اللحوم الحمراء والدهون المشبعة مع تناول كميات اكبر من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة ومصادر الدهون غير المشبعة «الحميدة»، مثل السمك والبندق وزيت الزيتون.