القضاء الجزائري يستعد لمحاكمة 10 من قيادات الجماعات المسلحة

محاكمة المسؤول عن تجنيد نجل بن حاج في أبريل

TT

تفتح محكمة جنايات بومرداس (شرق العاصمة الجزائرية) خلال الدورة الجنائية التي انطلقت أمس، ملفات 10 من قادة الجماعات المسلحة بتهم التورط في اغتيالات وأعمال سطو، فيما ستحاكم محكمة جنايات العاصمة مطلع أبريل (نيسان) المقبل، المسؤول عن تجنيد نجل قيادي «جبهة الانقاذ» علي بن حاج في صفوف «القاعدة».

وذكرت مصادر قضائية لـ«الشرق الأوسط»، أن غالبية قادة المسلحين المعنيين بالمحاكمات، هاربون من القضاء وآخرون سقطوا في مواجهات مع قوات الأمن، بينهم زهير حارك المدعو «سفيان الفصيلة» زعيم المنطقة الثانية (في هيكل التنظيم)، الذي قتل نهاية العام الماضي، وعبد الحميد سعداوي المدعو أبو يحيى أمين صندوق أموال «القاعدة»، الذي قتل أيضا قبل أسابيع.

ويوجد ضمن القياديين الهاربين الجاري البحث عنهم، هاشمي هاشمي زعيم «سرية يسر» (في اشارة الى منطقة يسر، شرق العاصمة)، ويوسف خالف قائد «كتيبة الأرقم»، وبن تيطراوي قائد «كتيبة الفاروق» وهجرس بوعلام زعيم «سرية زموري» (في إشارة الى منطقة زموري شرق العاصمة)، ومحمد تاجر المتهم بالتورط في تسع قضايا إرهابية. وأوضحت المصادر أن أكثر من 600 شخص يمثلون أمام القضاة بتهم متعلقة بالارهاب، خلال الدورة الجنائية التي ستستمر حتى يوليو (تموز) المقبل. وأضافت بخصوص برمجة قضايا مسلحين متوفين، أن أسماءهم بقيت مدرجة طالما لم ترفع إلى المحكمة شهادات تثبت وفياتهم.

ويظل الجدل قائما بشأن مصير قياديين بارزين في تنظيم «القاعدة»، «الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا»، أمثال حسان حطاب وعبد الفتاح أبو بصير اللذين سلما نفسيهما للسلطات. وفي حين أكمل الأمن تحقيقاته مع الأول، يظل الثاني رهن الحبس. أما سمير سعيود المدعو مصعب، الذي وقع في كمين للقوات الخاصة العام الماضي، فلا يزال يخضع للتحقيق. وأكدت المصادر القضائية أن الثلاثة لن يحاكموا قبل حلول العام المقبل.

وفي سياق متصل، تفتح محكمة جنايات العاصمة مطلع أبريل (نيسان) المقبل ملف المسؤول عن تجنيد عبد القهار بن حاج، نجل علي بن حاج قيادي «الجبهة الاسلامية للإنقاذ» المحظورة. ووجهت للشاب (م.م) تهمة تجنيد مقاتلين في صفوف الجماعات الإرهابية، لتدريبهم على السلاح وإيفادهم إلى جبهات القتال في العراق. وتفيد التحريات التي أجريت حول الشاب، بأنه اتصل بعبد القهار بن حاج، 20 سنة، في سبتمبر (أيلول) 2006 وعرض عليه الالتحاق بـ«الجماعة السلفية» آنذاك. وجرت اللقاءات الأولى بين الشخصين في أحد المساجد بالضاحية الجنوبية للعاصمة، وانضم إليها في وقت لاحق شابان التحقا مع عبد القهار بالجماعات المسلحة في نفس الشهر. وكان (م.م) مكلفا من قبل قائد بالجماعة المسلحة بالبحث عن شبان يرغبون في القتال في العراق. وتذكر مصادر أمنية بهذا الصدد، أن غالبية الذين يصعدون إلى معاقل الارهاب، يخضعون لما يشبه غسيل مخ، بحيث يلغي قادة الارهاب فكرة الجهاد في العراق من أذهانهم، ويقنعونهم بشرعية اعمال العنف في الجزائر. وسيرد على تهمة «الانتماء إلى جماعات إرهابية في الخارج» (العراق)، حوالي 20 شخصا في 5 قضايا ستعالجها محكمة جنايات العاصمة. وقد اعتقل كلهم وهم بصدد السفر إلى العراق، إما في المطار أو في بيوتهم.