مسلحون يهاجمون نقيب الصحافيين العراقيين ونجله

منظمة صحافية: أجهزة الأمن لم تكلف نفسها عناء حماية النقابة

TT

الرقم 230 محفور في ذاكرة جميع الصحافيين العراقيين، فهو ليس مجرد رقم عندهم، بل هو عدد زملاء مهنتهم الذين فقدوهم جراء الاغتيالات والاستهداف المباشر في العراق. كما أن الجميع لا يستطيع الهروب من فكرة انه قد يكون هو الرقم 31 أو من من زملائه سيحتل هذا الترتيب. وتعرض نقيب الصحافيين العراقيين شهاب التميمي (74 عاما) لمحاولة اغتيال صباح أمس في حي الوزيرية ببغداد وهو متوجه الى مقر النقابة من قبل مسلحين كانوا يستقلون سيارة نوع (أوبل) واطلقوا عليه نيران أسلحتهم، مما تسبب بإصابته بجروح بالغة، نقل على إثرها إلى مستشفى الجملة العصبية في بغداد.

شهاب التميمي أو أبو ربيع كما يسميه جميع الصحافيين، وقف في نقابته حتى أثناء دخول القوات الأميركية لبغداد حرص ومن كان معه على تنظيم عمل النقابة والبدء بعملها وتأثيثها بجهود شخصية وعودتها لمحيطها العربي والدولي، ومن ثم إجراء انتخابات لترشيح ممثلين عن الإعلاميين.

«الشرق الأوسط» تابعت وعن كثب تفاصيل حادث الاغتيال من داخل مستشفى الجملة العصبية التي نقل لها التميمي، فيما تجمع أعضاء النقابة وعدد كبير من الصحافيين للاطمئنان على حالته. وقال أمين سر النقابة جبار طراد الشمري إن ثلاثة أشخاص غير ملثمين كانوا بانتظار قدومه للنقابة الواقعة في شارع المغرب وهاجموا سيارته التي كان يقودها ولده بوابل من الرصاص استقرت في أجزاء متعددة من جسمه، فيما أصيب ابنه بعدة اطلاقات لكن في مناطق غير خطرة من جسمه. فتم نقلهم لمستشفى الجملة العصبية. وأوضح الشمري أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي «استمر بمهاتفتنا عبر خط ساخن ومع إدارة المستشفى وقام بإيفاد وزير الصحة للمستشفى للاطمئنان على حالته ورفع تقرير بها، وقد أعطي وزير الصحة صلاحيات كاملة لنقله أما لمستشفى ابن النفيس الخاصة بعلاج أمراض الصدر والباطنية أو تسفيره لخارج القطر بأسرع وقت ممكن». وقال الشمري إن «الجميع يعلم ان التميمي ليس له أي أعداء وجميع الجهات تحترمه وتقدره وله مع الجميع علاقات طيبه، وكان الحادث مفاجئا للجميع فكبر سنه ومهنيته وعلاقاته الطيبة وحرية تحركاته من دون حماية طيلة السنوات الماضية تجعل الجميع يستبعد فكرة استهدافه». من جهته، حمل زياد حمزة العجيلي، مسؤول مرصد الحريات الصحافية، الحكومة مسؤولية التقصير في حماية الصحافيين. وقال لـ«الشرق الأوسط»، «نجد أن مؤسسات غير حكومية يحيط بها الحراس من كل جانب فيما خلت النقابة من الحماية، ولهذا إذا كانت هناك جهة يجب اتهامها فهي الأجهزة الأمنية التي أهملت حماية النقابة والصحافي». وقال العجيلي ان اكثر من 230 صحافيا عراقيا قتلوا خلال السنوات الأربع الماضية وان 14 صحافيا مفقودون، و61 مختطفون، وأضاف ان استمرار هذه الحوادث « يجعلنا نفكر بسؤال واحد امن المعقول أن طول هذه الفترة لم تفكر الأجهزة الأمنية بطريقة لتوفير الحماية لهم أو لنقابتهم التي طالما استهدفت، وآخرها استهداف النقيب نفسه الذي يعد خرقا أمنيا واضحا، لأن الحادث وقع أمام دائرته، فأين الحكومة من هذا الأمر؟ لماذا لم توفر الحماية على الأقل للنقابة؟».