عائلة مجد البرغوثي وحماس تتهمان المخابرات بقتله تحت التعذيب في المعتقل

أبو مازن يأمر بالتحقيق والأجهزة الأمنية تنفي الاتهامات وتؤكد أن وفاته كانت طبيعية

TT

فتحت حادثة وفاة الشيخ مجد عبد العزيز البرغوثي احد كوادر حماس، في سجون السلطة الفلسطينية، في رام الله في الضفة الغربية اول من امس، باب الاتهامات مجددا بين حركتي فتح وحماس بسوء معاملة المحتجزين لدى الطرفين وتعذيبهم حتى الموت.

وكان الشيخ البرغوثي (42 عاما)، وهو والد لثمانية أطفال، ويكنى بأبي القسام، يعمل إمام مسجد منذ أكثر من 20 عاما، وهو مدرس تحفيظ القرآن في مسجد كوبر، وعمل مدرسا في دار المعلمين في رام الله واعتقلته اسرائيل مدة عامين. كما اعتقلته السلطة منذ اسبوع.

ووسط تضارب كبير في الروايات وتبادل الاتهامات بين الاجهزة الامنية وحركة حماس، ووسط حالة من الغضب سادت افراد عائلة المتوفى، أصدر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (ابو مازن) تعليماته للنائب العام، للتحقيق بأسرع وقت ممكن، في حادثة وفاة البرغوثي. وطالب ابو مازن النائب العام بإطلاعه على النتائج سريعا. كما تقدم بالتعازي لعائلة الشيخ البرغوثي، امام مسجد قرية كوبر.

وقررت الكتل البرلمانية المستقلة في المجلس التشريعي، تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لمعرفة اسباب الوفاة. وقال حسن خريشة النائب الثاني لرئيس المجلس لـ«الشرق الاوسط»، «بدأنا في التحقيق، يجب تحريم الاعتقال السياسي، ويجب اطلاع الناس على نتائج التحقيق».

وظلت الروايات متضاربة حتى امس حول اسباب الوفاة. فبينما اتهمت حماس جهاز المخابرات الفلسطينية بقتله تحت التعذيب، نفى الجهاز هذه الاتهامات، مؤكدا انه توفي نتيجة جلطة مفاجئة.

لكن عائلة البرغوثي تصر على اتهام الاجهزة الامنية بقتله، وتطالب بالتحقيق المستقل، ولا تقر بنتائج التشريح الرسمي، واغلق فلسطينيون غاضبون امس، الطريق الرئيسة الواصلة الى رام الله من جهة الشمال، واشتبكوا مع عناصر الأمن الفلسطيني، الذين اطلقوا الرصاص باتجاه المحتجين ما ادى الى اصابة اثنين منهم.

وقالت مصادر في عائلة البرغوثي لـ«الشرق الاوسط»، ان محتجين هاجموا كذلك مركزا لشرطة بيرزيت، الا ان افراد الشرطة اخلوه تحت غضبة المواطنين.

وعرضت قناة الاقصى الفضائية، التابعة لحماس صورا للشيخ مجد البرغوثي اثناء محاولة الاطباء انقاذ حياته. وقالت الفضائية ان الاثار التي ظهرت على معصميه تدل على تعذيبه. وقال صديق للبرغوثي الذي اعتقل معه وافرج عنه اخيرا، انه تعرض والبرغوثي الى تعذيب قاس في جهاز المخابرات من اجل تسليمهم سلاحا لحماس.

أما حماس، فقد حملت ابو مازن، ورئيس وزرائه سلام فياض وتوفيق الطيراوي رئيس جهاز المخابرات بالضفة الغربية مسؤولية القتل. وقال سامي أبو زهري الناطق باسم حماس في مؤتمر صحافي عقد بغزة، «إن مقتل البرغوثي، سابقة خطيرة تعكس حجم الجريمة التي يتعرض لها أبناء حماس من تعذيب في سجون الضفة الغربية، وتعكس مدى التعاون الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يستهدف الشعب الفلسطيني».

وقال جهاز المخابرات عن اسفه في بيان ان «الفقيد اشتكى يوم الاربعاء الماضي من آلام وعلى الفور جرى نقله الى مشفى خالد في رام الله واخضع للفحوصات اللازمة، حيث تبين ان حالته لا تستدعي النوم في المشفى حسب قرار الطبيب». واضاف البيان، «انه وفي يوم الجمعة (اول من امس) وتحديدا في الساعة الرابعة مساء اشتكى من آلام في صدره فجرى نقله الى مشفى خالد، وما لبث ان فارق الحياة. وعلى الفور قمنا بابلاغ النائب العام الذي عاين الجثة وقرر تحويله الى التشريح في معهد الطب الشرعي في ابو ديس». وحسب البيان فانه «وبعد التشريح اطلعتنا النيابة العامة، بعد انه تسلمت تقرير الطبيب الشرعي، ان الوفاة طبيعية نتيجة حالة مرضية واعتلال في عضلة القلب، مما ادى الى تضخم فيها، علما بأن النائب العام سيقوم بنشر تقرير الطبيب الشرعي».