نائب أولمرت ينتقد حكومته على مماطلتها بإخلاء المستوطنات

TT

في الوقت الذي خرج فيه نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي، حايم رامون، بانتقادات علنية لحكومته أمس، بسبب تقاعسها عن تشجيع المستوطنين على ترك مستوطناتهم في الضفة الغربية، خرج رئيس بلدية سدروت، ايلي مويال، وهو من معسكر اليمين المتطرف، بدعوة صريحة للتفاوض مع حركة «حماس» حول هدنة.

وجاءت تصريحات رامون أمس، خلال ندوة سياسية في تل أبيب، فلم يخف مرارته من تعرقل المسيرة السياسية، وقال ان هذه المسيرة يجب أن تكون جارفة كالشلال والامتناع عن التقاعس فيها. ولمح الى ان صديقه رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، يخاف من انتقادات اليمين المتطرف على عكس سلفه، أرييل شارون، الذي كان يجابه رفاقه السابقين في الليكود بكل قوة ويفحمهم أمام الجمهور. وكان رامون قد سئل عن مصير قانون اخلاء المستوطنين، الذي كان قد طرح في برنامج حزب «كديما» السياسي، ولكن رئيس الحكومة، وهو رئيس الحزب يرفض طرحه على الكنيست واللجنة الوزارية لشؤون التشريع لتبنيه في هذه المرحلة. فقال رامون انه لا يملك سوى الحزن والأسف على تصرف الحكومة في هذا الموضوع. وقال ان سن قانون لتشجيع المستوطنين على الانتقال الى مستوطنات داخل اسرائيل أو على حدود الضفة الغربية، هو أمر ملح ومن دونه لا يمكن لعجلة مسيرة السلام أن تتحرك.

وأضاف رامون ان تشجيع المستوطنين على الرحيل يحقق العديد من الأهداف السياسية التي تخدم مصالح اسرائيل. فهو أولا يبث رسالة الى الفلسطينيين والعالم بأن اسرائيل جادة في العملية السلمية، وثانيا يضع حدا لأوهام المستوطنين بأنهم سيبقون في هذه المنطقة المحتلة الى الأبد. وثالثا يعزز الحدود التي فرضتها اسرائيل عندما قررت بناء الجدار العازل: ما هو شرقي الجدار للفلسطينيين وما هو غربي الجدار لاسرائيل. ورفض رامون الحجة التي يتذرع بها أولمرت برفضه القانون، حيث يقول ان اليمين قد يستغل هذا الموضوع للتحريض على الحكومة. وقال رامون ان حكومة الليكود، التي شارك فيها حزب «شاس» (اليهود الشرقيين المتدينين)، هي التي كانت قد حددت مواقع مسار الجدار العازل. وعندما حددته كان واضحا لها ان اسرائيل تحتفظ بما يقع غربي الجدار وتترك شرقيه للفلسطينيين. وفي حينه لم يقم اليمين المتطرف باعتراضات كبيرة. ولذلك فإنه لا يفهم هذا الخوف.

من جهة ثانية، تواصل الضغط الشعبي على الحكومة بخصوص قطاع غزة ومطالبتها بوقف اطلاق الصواريخ منه على البلدات الاسرائيلية. وشارك المئات من سكان بلدة سديروت وجوارها في خيمة اعتصام في تل أبيب. وفاجأ رئيس بلدية سدروت، ايلي مويال، بالتصريح انه يؤيد اجراء مفاوضات مع حركة «حماس». فسئل: «وكيف يستوي هذا الموقف مع حلفائك من أحزاب اليمين المتطرف وسياسة حزبك (الليكود)؟.. فأجاب انه أولا وقبل كل شيء يمثل بلدة سديروت وأهلها ويدافع عن مصالحهم. وهو من أجل حقن نقطة دم من أبناء وبنات سديروت، مستعد للحديث مع الشيطان. وقال مويال انه مستعد لأن يكون واحدا من أعضاء الوفد الاسرائيلي الذي يفاوض «حماس»، إذا ما أتيح له هذا. وانه سيطلب في هذه المفاوضات هدنة طويلة الأمد.