عون يحمل على المبادرة العربية ويصفها بـ«غير المتوازنة»

الموالون والمعارضون يتقاذفون الاتهامات بتعطيل حل الأزمة

TT

واصل فريقا الموالاة والمعارضة في لبنان تقاذف الاتهامات بتعطيل المبادرة العربية وعرقلة انتخاب رئيس للجمهورية، وضرب المؤسسات الدستورية، وفي وقت انتقد فيه نواب من الاكثرية خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي اتهم الاكثرية بالتعويل على حرب اسرائيلية للقضاء على «حزب الله»، هاجم النائب العماد ميشال عون المبادرة العربية واصفاً اياها بأنها «غير متوازنة».

ففي المواقف العالية النبرة قال عون في مقابلة اجرتها معه محطة «العالم» التلفزيونية الايرانية: «لست أنا من ينعى المبادرة العربية بل أصحابها ينعونها، ولن نتنازل أكثر فلقد وصلنا إلى حد إلغاء الذات. نصحت السيد عمرو موسى بأن لا يأتي إذا لم تتبلور مواقف فريق السلطة نحو القبول بالحلول، فقد رفض فريق السلطة بنود المبادرة العربية الثلاثة، والمعارضة لم ترفضها»، واكد ان «لا تباين بين طروحات المعارضة في موضوع المثالثة ولم ترفض المعارضة هذا الموضوع بل إن فريق السلطة لم يطرحه على طاولة المفاوضات».

واذ اعتبر عون «ان المبادرة العربية غير متوازنة، ومن يسعى لحل لا يمكنه ان يقف طرفاً»، رأى «ان فريق السلطة عاجز عن التوصل الى حلول» متهماً اياه بالسعي الى جر البلاد الى دوامة عنف، ومشبهاً رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بـ«مريض العناية الفائقة الذي يحتاج دائماً الى الاوكسيجين، وهو يعيش حالة عصبية مستمرة».

اما عضو كتلة عون النائب ابراهيم كنعان فتوقع «ان تستمر المبادرة العربية الى حين استبدالها بأمر آخر، وهي موجودة شكلاً ليس الا». ورأى «ان مصير لبنان مهدد بسبب التعمية على المشكلة الحقيقية»، ودعا الى «حل اسباب الازمة قبل نتائجها». واعتبر عضو كتلة «امل» النيابية النائب علي بزي «ان الكلام الذي يسوق له بعض قيادات الموالاة في ما يتعلق بالوزراء العشرة من حصة رئيس الجمهورية في حكومة الوحدة الوطنية بانهم لا يصوتون ولا يشاركون في القرارات المصيرية بانه كلام كذب ودجل وافتراء». واعتبر بزي «ان الكلام الصادر من بعض الزعامات والقيادات السياسية التي تعتبر المثالثة في تشكيل حكومة وحدة وطنية بانه انتحار سياسي او انه ضد الطائف او ينسف التوازنات هو كلام غير صحيح، فالجواب هو ان استمرار هذه الحكومة اللاميثاقية واللاشرعية واللادستورية هو نسف للطائف والتوازنات في البلد».

اما من جهة الاكثرية فقد اكد عضو كتلة «المستقبل» النائب مصطفى هاشم في حديث تلفزيوني «ان المبادرة العربية هي المبادرة الجدية الوحيدة المطروحة على بساط البحث والمعارضة هي التي تعطل هذه المبادرة، واذا أرادوا إثبات العكس ليس عليهم الا ان يتفضلوا الى المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية». واتهم فريق المعارضة بمحاولة الانقلاب على (اتفاق) الطائف من خلال المثالثة في الحكومة مؤكداً «ان الاكثرية لن تتنازل اكثر في موضوع الازمة الرئاسية، وهي متمسكة بقائد الجيش العماد ميشال سليمان مرشحا توافقيا، وليس أمامها الا الصمود مع إبقاء اليد ممدودة الى الفريق الآخر، عله يعي ويقلع عن تنفيذ الاوامر السورية والايرانية». وردا على الاتهامات بان الاكثرية تطبق رغبات اميركية قال: «الاميركيون اعلنوا عن رفضهم المبادرة العربية ونحن متمسكون بها، فمن يدور اذا في الفلك الاميركي؟».

وشدد عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا، في حديث الى محطة العربية، على «أن قوى 14 مارس (آذار) متمسكة بالمبادرة العربية وتتعامل معها بإيجابية»، معتبرا أن «من يعرقل المبادرة وجهود الأمين العام للجامعة العربية هو فريق 8 مارس (آذار) بالتفاهم مع سورية وإيران». ولاحظ النائب سمير فرنجية «ان الازمة اللبنانية اصبحت ازمة عربية بامتياز. ومصير الرئاسة في لبنان مؤشر اساسي لمستقبل الوضع في المنطقة العربية»، مشيراً الى «ان مسألة انتخاب الرئيس تحسم توجه المنطقة بهذا الاتجاه او ذاك». ورأى «انه من غير الجائز تغييب لبنان عن القمة العربية»، مستبعداً «عقد هذه القمة اذا لم ينتخب رئيس للجمهورية في لبنان».