لقي أكثر من 40 شخصا حتفهم وأصيب 85 آخرون من زوار العتبات المقدسة في مدينة كربلاء أمس، في هجومين منفصلين في بغداد وبلدة الاسكندرية جنوبها. فقد أعلنت مصادر عراقية مقتل 40 شخصا على الأقل وإصابة 60 آخرين بين الزوار الشيعة المتوجهين الى كربلاء، عندما فجر انتحاري حزامه الناسف وسط تجمع في ناحية الاسكندرية (60 كلم جنوب بغداد).
وأعلن الملازم كريم التميمي من شرطة بابل حيث تقع الاسكندرية، ان انتحاريا فجر حزامه الناسف في دار استراحة بمجمع حطين السكني وسط جموع الزوار عندما كانوا يتناولون وجبة الغذاء.
من جانبه، أعلن الطبيب محمد الزيدي من دائرة صحة محافظة بابل ان «هناك 25 شخصا مصابون بجروح بليغة يتلقون العلاج»، مؤكدا انه تم نقل الجرحى الى مستشفيي الاسكندرية والحلة. وأضاف «صدرت دعوة من دائرة صحة بابل للتبرع بالدم لانقاذ الجرحى».
ويشار الى ان الزوار يتجهون حاليا من كافة انحاء العراق وحتى من خارجه الى كربلاء، معظمهم سيرا على الاقدام لاحياء اربعينية الإمام الحسين الخميس المقبل. ووقع الانفجار في منطقة يتلقى فيها الزوار القادمون في معظمهم من بغداد، الطعام ويخلدون الى الراحة، قبل مواصلة طريقهم.
وفي هجوم منفصل، قتل ثلاثة منهم وأصيب 36 اخرين في هجوم مسلح نفذه متشددون. وقالت الشرطة العراقية، إن قنبلة مزروعة على الطريق انفجرت في الزوار، ثم تعرضوا لاطلاق رصاص من مسلحين في حي الدورة جنوب بغداد، على طريق يستخدمه المئات من الزوار الراجلين في طريقهم لاحياء الاربعينية. ومن المتوقع حضور مئات الالاف من الزوار الى كربلاء لاحياء الذكرى.
وقال اللواء رائد شاكر قائد شرطة كربلاء لوكالة رويترز الاسبوع الماضي، انه تم تكثيف الاجراءات الأمنية مقارنة بالاعوام السابقة، وان الدبابات تستخدم لحماية المدينة لاول مرة، بالاضافة الى 40 ألفا من رجال الشرطة والجنود. وفي السنوات السابقة قتل متشددون العشرات من الزوار في تفجيرات انتحارية وهجمات أخرى.
وفي كركوك، قال اللواء تورهان يوسف معاون مدير شرطة محافظة كركوك، ان سيارة ملغومة استهدفت مقرا للصحوة. واضاف يوسف «ان شخصا قتل واصيب تسعة اخرون بينهم ستة من عناصر الصحوة بجروح في انفجار سيارة مفخخة». واوضح ان «الانفجار وقع نحو الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي (07:00 تغ) واستهدف مقر قوات الصحوة وسط بلدة الحويجة (50 كلم غرب كركوك)». واكد المصدر اصابة حسين علي فتاح، احد قادة قوات الصحوة وخمسة اخرين بجروح، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
واستهدفت هجمات متكررة قوات الصحوة، التي يطلق عليها «افواج الاسناد» في محافظة كركوك النفطية، والتي ساهمت في تحسن الاوضاع الامنية هناك منذ انطلاقها قبل شهرين.
من ناحية ثانية، قال مصدر أمني مسؤول في محافظة ديالى إن السلطات الصحية دفنت أمس 37 جثة مجهولة الهوية، في إحدى المقابر في بعقوبة. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، للوكالة المستقلة للأنباء (أصوات العراق) أن «دائرة الطب العدلي في مستشفى بعقوبة العام قامت بدفن 37 جثة مجهولة الهوية، اليوم الأحد، في مقبرة أبو إدريس الواقعة في حي التحرير داخل قضاء بعقوبة.
وأضاف المصدر ان «جميع الجثث تم العثور عليها من قبل الأجهزة الأمنية خلال الأيام الماضية في مناطق متفرقة من المحافظة، وقد بدت عليها آثار لاطلاقات نارية في الرأس وأنحاء متفرقة من الجسم». يذكر ان دائرة الطب العدلي في بعقوبة قامت بدفن 25 جثة مجهولة الهوية، اول من أمس، في نفس المقبرة ليبلغ العدد الكلي للجثث المدفونة خلال اليومين الماضيين 62 جثة.