إسرائيل تعد نفسها لهجمة جماهيرية على حدودها مع غزة

الجيش يعزز مواقعه.. وحماس لم تستبعد ذلك

TT

مع تواصل معاناة أهل غزة جرَّاء استمرار الحصار الاسرائيلي الخانق ونفاد السلع الرئيسية والمواد التموينية والمحروقات، تعد اسرائيل نفسها، لهجمة جماهيرية مع قطاع غزة، تجتاح حدودها على غرار ما حصل على الحدود مع مصر في جنوب القطاع في 23 يناير (كانون الثاني) الماضي حيث تدفق حوالي ثلاثة ارباع مليون فلسطيني الى الاراضي المصرية في غضون اسبوعين تقريبا كل لأسبابه الخاصة.

وتعتقد اسرائيل ان حماس تخطط لمثل هذا العمل، وذلك في محاولة لكسر الحصار ولفت انتباه العالم الى مأساة اهل القطاع.

ولم يستبعد ذلك احمد يوسف المستشار السياسي لاسماعيل هنية رئيس الوزراء المقال في غزة. وقال لـ«الشرق الاوسط» «نحن نعد العدة لذلك، لكي نشهِدَ العالم ان شعبنا لا يزال يعاني من الحصار». واضاف يوسف «نحتاج الى عمل ولا استطيع ان اقول متى ستكون هذه الهبة ولكننا نعمل». وتابع «لا يمكن ان نقبل بمعاناة شعبنا والعالم يصم الآذان».

وقالت وسائل اعلام اسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي يعزز وجوده على الحدود مع غزة، تحسباً من مسيرة يقوم عشرات الآلاف من الفلسطينيين، تعبيرا عن الاحتجاج على الحصار الاقتصادي والانساني المفروض على القطاع منذ فوز حركة حماس بالانتخابات في يناير (كانون الثاني) 2006 وازداد حدة بعد الهزيمة التي ألحقتها حماس بأجهزة امن السلطة وحركة فتح، وبسطت سيطرتها على غزة في 14 يونيو (حزيران) الماضي. وتتخوف اسرائيل من ان يقوم المحتجون الفلسطينيون باجتياح الحدود، الأمر الذي قد يسفر عن خسائر بشرية كبيرة، جراء محاولة الجيش وقف الزحف.

الى ذلك، اقرت الحكومة الاسرائيلية في اجتماعها الاسبوعي امس في القدس المحتلة، تخصيص مبلغ 327 مليون شيكل (حوالي 90 مليون دولار) لتحصين منازل سديروت والبلدات المحاذية لغزة، في مواجهة صواريخ «القسام». وتوقع رئيس الوزراء ايهود اولمرت في كلمة افتتاح الجلسة أن يجد الرد العملي على صواريخ »«القسام» مع بداية عام 2010، ممثلا بسلة من الاجراءات منها تحصين البلدات ومنازلها و«نظام القبة الدفاعية الحديدية الاعتراضية» ونظام الإنذار المبكر. يضاف الى ذلك نظام دفاعي متعدد مضاد للصواريخ.

غير ان اولمرت لفت الانتباه الى ان عملية التحصين، لن تشمل كل منزل ومبنى في المنطقة، مشددا القول على انه «ليست لدينا نية تحصين كل وحدة سكنية ومبنى لأنه ليست ثمة حاجة الى مثل هذه الاجراءات». ووفق الخطة، فان حوالي 3 آلاف و600 منزل من أصل 8 آلاف وحدة سكنية الواقعة في مدى الصواريخ الفلسطينية، سيجري تحصينها. وبالنسبة للمباني التي يشملها هذا المشروع فهي تلك التي لا توفر اسقفها او جدرانها الحماية الكافية أمام صواريخ «القسام». وبالنسبة لبقية المنازل، فانه سيجري النظر في أمرها في غضون عامين.وفي وقت لاحق، أقر الوزراء خطة مقترحة سابقا لبناء «غرفة آمنة» مساحتها 9 أمتار مربعة في كل مبنى سكني للمناطق المتاخمة للحدود مع غزة، بحيث لا تبعد اكثر من 4 كيلومترات ونصف كيلومتر. وسيجري بناء 14 مدرسة في هذه المنطقة، وصفها اولمرت بـ«جيل جديد من المدارس لم تشهد مثلها اسرائيل». وخصصت الحكومة مليوني شيكل لتحصين كلية «سابير» في المنطقة.