شيع أهالي قرية كوبر شمال مدينة رام الله، أمس، جثمان الشيخ مجد البرغوثي 42 عاما، من حماس، الذي توفي في أحد سجون السلطة الفلسطينية التي تتهمها حماس بتعذيبه حتى الموت بينما تنفي السلطة ذلك نفيا قاطعا وتؤكد موته بجلطة مفاجئة.
وجاء التشييع وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل أجهزة أمن السلطة التي فرقت بالقوة مظاهرة لحماس انطلقت من مستشفى رام الله باتجاه المنارة وسط المدينة. وحسب شهود عيان فقد اعتقل رجال الأمن بعض المشاركين، وصادروا لافتات تحمل شعارات منددة «بقتل البرغوثي».
واقتصرت مسيرة التشييع نفسها، من وسط رام الله الى قرية كوبر، على عدد من سيارات الإسعاف وسيارات أقلت أفراد عائلته. بينما احتشد الآلاف في قريته لتشييع جثمانه أمام مسجد المدينة.
ووزعت عائلة البرغوثي بيانا حملت فيه السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن «مقتله»، وقالت «إن الشهيد خلال فترة الاعتقال كان قد نقل إلى المستشفى ثلاثة مرات لسوء حالته الصحية، إلا أن الأجهزة الأمنية لم تأخذ ذلك بعين الاعتبار واستمرت في تعذيبه». وفي البيان، احتفظت العائلة، بحقها في «ملاحقة منفذي الجريمة، قانونيا وعشائريا».
وشكل الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، عقب إعلان وفاة البرغوثي يوم الجمعة الماضي، لجنة للتحقيق في ظروف الوفاة، كما شكلت كتل برلمانية مستقلة في المجلس التشريعي لجنة تحقيق برلماني أخرى ودعت مؤسسات حقوق إنسان ومجتمع مدني للكشف عن ملابسات الحادثة.
وكان جهاز المخابرات قد أعلن خبر الوفاة، قائلا إن «الشهيد توفي جراء تضخم في عضلة القلب»، في حين نفت عائلته ذلك مؤكدة انه لم يكن مريضا أو عانى من متاعب صحية في السابق.
وأكد فهمي الزعارير، المتحدث الرسمي باسم حركة فتح، اهتمام الحركة والسلطة الوطنية بحياة كل مواطن فلسطيني وحرصها على حقوقه الأساسية وفي مقدمتها الحق في الحياة. لكنه وجه لوما الى مؤسسات المجتمع المدني المهتمة بحقوق الإنسان، قائلا إنها «تقوم بعملها حيث تستسهل العمل، فتنشط في الضفة وتتراجع في قطاع غزه حيث الانتهاكات الفظيعة». وأضاف «إن هذا السلوك بات واضحاً وجلياً في كل ما حدث في قطاع غزة، سواء قبل الانقلاب، أو بعده»، مؤكدا لإذاعة «صوت فلسطين» انه «يُشتم رائحة الجبن في سلوك منظمات المجتمع المدني عندما يتعلق الأمر بحياة المواطن الفلسطيني وكرامته».