المبعوث الأوروبي إلى كوسوفو يسحب أعضاء البعثة الأوروبية من شمال الإقليم

الصرب يستأنفون مظاهراتهم ضد الاستقلال

TT

استأنف صرب كوسوفو أمس، مظاهراتهم في كوسوفيسكا ميتروفيتسا ضد الاستقلال، وذلك وسط مراقبة شديدة من قوات حلف شمال الأطلسي، التي عززت من حضورها العسكري على الحدود بين كوسوفو وصربيا المحاذية للمنطقة، تحسبا لموجة جديدة من العنف بعد إحراق صرب غاضبون لنقطتي العبور بين دولتي صربيا وكوسوفو الاسبوع الماضي.

وقالت شبكة «بي 92» الصربية إن «الألبان العاملين في المؤسسات الدولية بكوسيفيسكا ميتروفيتسا، تركوا مقرات تلك المؤسسات، كما تم نقل الموظفين منهم في سجن المنطقة إلى سجون أخرى»، بينما قالت إذاعة بريشتينا أن الألبان تركوا تلك المقرات بسبب عطلة نهاية الأسبوع. وقد شوهدت أمس الآليات التابعة لحلف شمال الأطلسي تجول في مناطق شمال كوسوفو بكثافة نسبية، وسط دعوات إلى زيادة عديد القوات الأطلسية البالغة حاليا 17 ألف جندي. كما طالبت جهات دولية من داخل كوسوفو، وفق قناة راي 24 الايطالية، بتزويد القوات العاملة في كوسوفو بمعدات عسكرية أكثر تطورا، معتبرة مستوى تسليح القوات الدولية الموجودة على الميدان ضعيفا. وشملت المظاهرات التي جرت أمس لليوم الثاني على التوالي حفلات موسيقية شارك فيها متعاطفون مع الصرب من روسيا ورومانيا وفرنسا. واعتبر أحد زعماء صرب كوسوفو، ميلان ايفانوفيتش، انسحاب الألبان من كوسيفيسكا ميتروفيتسا، بأنه تم من جانب واحد، ويدل على تدهور الأوضاع الأمنية. لكن المبعوث الأوروبي إلى كوسوفو، بيتر فايت أكد أنه قرر سحب ممثلي البعثة الاوروبية من شمال كوسوفو، مؤقتا. وقال أثناء زيارته أمس لمدينة، بريزرين، الكوسوفية أن «الأوضاع في شمال كوسوفو تستدعي إخلاء المنطقة من الموظفين بشكل مؤقت، لكننا سنبقي على مكتبنا هناك»، وأعرب عن أمله في أن تتمكن البعثة الأوروبية، من العودة إلى كوسوفيسكا ميتروفيسا بعد هدوء الاوضاع قريبا على حد قوله. وتقوم قوات كي فور التابعة لحلف شمال الأطلسي بحماية المباني والممتلكات العائدة للدولة، وكذلك مقرات البعثات الدولية كالأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي. ودعا بيتر فايت صرب كوسوفو للتعاون مع البعثة الاوروبية، مؤكدا أن ذلك «سيخدم مصالحهم في المستقبل»، وقال «أدعو الصرب أن يقبلوا برغبتهم على طي صفحة الماضي، ويقبلوا على التعاون معنا، لأن المشروع الذي جئنا من أجله جيد للجميع، بمن فيهم الصرب»، وأشار إلى أن «صرب كوسوفو ستكون لهم علاقات خاصة مع صربيا، إذا اعترفت بلغراد باستقلال كوسوفو».

إلى ذلك دعا وزير خارجية صربيا الأسبق غوران سفيلانوفيتش أمس، إلى وقف المحاكاة بين أحزاب الائتلاف الحاكم في صربيا، أو إجراء انتخابات برلمانية مبكرة. وقال سفيلانوفيتش الذي نسب إليه في وقت سابق تأييده لاستقلال كوسوفو، في تصريحات لصحيفة «بليك» الصربية «بعض الوزراء مع أنصارهم أقدموا على حرق السفارات الأجنبية، وسرقوا ممتلكات المواطنين، بينما كان لوزراء آخرين موقف آخر يهدف لحماية المؤسسات»، وطالب بجمع كلمة الائتلاف الحاكم أو إجراء انتخابات جديدة. وقال إن «الحكومة أصيبت بالشيزوفرينا»، وأشار إلى صراعات سياسية بالانابة، كتحريض بعض وسائل الاعلام، أو الشخصيات، أو مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات غير الحكومية في الحرب السياسية القائمة بين الفرقاء الحزبيين في صربيا. وقال «صربيا وفي أشنع الاوقات لم تكن في مثل هذه الفوضى»، واقترح إجراء انتخابات جديدة «الأفضل تحديد موعد لانتخابات جديدة من معارك مستمرة بين الوزراء». ولم يستبعد وزير الخارجية الصوكانت 18 دولة، بينها 10 من بلدان الاتحاد الأوروبي، قد أعلنت اعترافها باستقلال كوسوفو، بينما اكدت 10 بلدان بينها روسيا وصربيا و3 من دول الاتحاد الأوروبي، انها تعارض هذه الخطوة. ولم تتخذ الدول الاخرى قرارا في هذا الشأن بعد.