اختارت الجمعية الوطنية الكوبية راؤول كاسترو كمرشح وحيد لخلافة شقيقه فيدل في رئاسة كوبا، والذي اعلن تخليه عن مهامه الرئاسية نظرا لوضعه الصحي، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. واختار 614 عضوا في الجمعية الوطنية، التي انتخبت في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي، راؤول كاسترو، 76 عاما، الشقيق الأصغر لفيدل رئيساً.
وقد تولى راؤول منصب رئيس مجلس الدولة بالنيابة عن شقيقه منذ 31 يوليو (تموز) 2006، وهو الرجل الثاني في النظام ويشغل منصب وزير الدفاع منذ عام 1959.
ويرى العديد من الخبراء الاجانب والكوبيين ودبلوماسيين ان كارلوس لاخي هو «الرئيس العملي» للحكومة، وأحد القادة الكوبيين الاكثر ظهورا ويمكنه ان يحدث المفاجأة في اجتماع البرلمان لتعيين رئيس جديد. وهو احد نواب رئيس مجلس الدولة الخمسة ويعادل منصبه الحالي سكرتير اللجنة التنفيذية لمجلس الوزراء، منصب رئيس الوزراء. ولاخي الذي رأس لفترة طويلة تنظيمات الشباب الشيوعي، طبيب اطفال ومجاز في العلوم الاجتماعية. وكان قد قام بمهام طبية في اثيوبيا قبل ان ينضم الى الدوائر العليا للقرار في نظام كاسترو، ما اوصله الى الحكومة. وهو نائب في البرلمان منذ 1976 وعضو في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ومكتبها السياسي. وكان وراء إصلاحات اقتصادية خجولة أطلقت خلال أسوأ أزمة مرت بها كوبا في 1993 و1994 اثر انهيار الاتحاد السوفياتي.
واثناء فترة نقاهة فيدل كاسترو المستمرة منذ اكثر من عام ونصف العام، تحول لاخي، الذي يحظى باحترام كبير في الاوساط الرسمية، رغم قلة جاذبيته، الى احد ابرز مبعوثي النظام الى الخارج.
ومع ذلك فان هذا الرجل المتواضع الذي لا يملك قدرات خطابية استثنائية، ويوصف بأنه حازم ودقيق، يسعى للارتقاء من دون لفت الانتباه. وكثيرا ما شوهد وهو يصل الى قصر الثورة على دراجة هوائية، استبدلها في السنوات الاخيرة بسيارة لادا روسية الصنع.
ومن جهته، سخر فيدل كاسترو من منظمة الدول الأميركية ووصفها بـ«سلة المهملات»، وذلك في مقال جديد نشرته وسائل الإعلام الرسمية بالجزيرة عشية إعلان البرلمان الكوبي عن اختيار خليفة له.
وفي المقال الذي نشر السبت وحمل عنوان «من يريد الانضمام إلى سلة المهملات؟» أشار كاسترو الى أنه علم «بالمصادفة» أن منظمة الدول الأميركية لا تزال قائمة، وذلك من خلال نبأ على الموقع الالكتروني لصحيفة «لاخورنادا» المكسيكية.