راؤول كاسترو

TT

راول موديستو كاسترو روز هو الشقيق الأصغر للرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو وخليفته في مناصبه الثلاثة: الرئيس ورئيس مجلس الدولة والقائد العام للقوات المسلحة.

في 31 يوليو (تموز) 2006 سلم فيدل، الذي أخضع لعملية جراحية لوقف نزيف في المعدة السلطة مؤقتا لأخيه راول في أول خطوة من نوعها منذ تسلمه الحكم عام 1959. وأصبح راول الرئيس بالوكالة وتولى تسيير شؤون الدولة اليومية. واستمر هذا الوضع حتى 19 فبراير 2008 عندما أعلن فيدل، في رسالة وقعها بخط يده ونشرت على الموقع الالكتروني لصحيفة «غرانما» الرسمية، تخليه عن الرئاسة ورئاسة مجلس الدولة وقيادة القوات المسلحة.

ولد راول كاسترو في 3 يونيو (حزيران) 1931 لأبيه المهاجر الاسباني آنجل كايترو وأم كوبية، وله شقيق آخر غير فيدل وأربع شقيقات. ومثل أخيه فيدل، تلقى راول تعليما خاصا في المدارس الكاثوليكية في هافانا ودرس العلوم الاجتماعية في جامعتها لكنه لم يكن مبرزا أكاديميا مثل شقيقه.

لكنه كان ملتزما بمبادئه الاشتراكية فانضم الى «الشباب الاشتراكي» وهي فرع للحزب الاشتراكي الشعبي (الحزب الشيوعي). وشارك مع أخيه فيدل في مظاهرات، اتسمت في كثير من الأحيان بالعنف، ضد الحكومة. وعام 1953 كان عضوا في «حركة 26 يوليو» التي هاجمت ثكنات الجيش في مونكادا فانتهى به الأمر في السجن 22 شهرا.

بعد ذلك عاش راول في المكسيك منفيا وتعرف في هذه الحقبة على تشي غيفارا وكان هو الذي قدمه الى أخيه فيدل. كما أقام صداقة مع نيكولاي ليونوف، عميل المخابرات الروسية «كيه جي بي» في رحلة سابقة له الى دول المعسكر السوفياتي. وهي صداقة يقال انها ساعدت في بلورة الثورة الكوبية التي أتت به وأخيه الى السلطة واستمرت الى ما بعدها.

على اثر إطاحة حكومة فولهينسيو باتيستا وبدء العهد الثوري الجديد صار راول عضوا في «القيادة القومية للمنظات الثورية المتكاملة» (أنشئت في يوليو 1961 وحلت في مارس اذار 1962)، ثم عضوا في «حزب الثورة الكوبية الاشتراكية المتحد» (أسس مارس 1962 وحل أكتوبر/تشرين الأول 1965).

ثم تمتع بعضوية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي والسكرتير الثاني لمكتب الحزب السياسي منذ تأسيسه في اكتوبر 1965، وشغل منصب النائب الأول لرئيس مجلس الدولة. وتمتع ايضا بعضوية جمعية القوى الشعبية الوطنية ومجلس الوزراء منذ تشكيله عام 1976. ولدى تأسيس وزارة القوات الثورية المسلحة في أكتوبر 1959، صار راول وزيرها وظل محتفظا بمنصبه هذا الى اليوم. كما ظل منذ ذلك الوقت ثاني أعلى جنرال في البلاد بعد أخيه فيدل الذي شغل منصب القائد العام للقوات المسلحة الى يوم تنحيه في 19 فبراير الحالي.

ومن أهم إنجازات راول إقناعه أخاه في مطالع التسعينات بإجراء إصلاحات عميقة في السوق الزراعية استدعاها انهيار الاتحاد السوفياتي. وقد أتت تلك الإصلاحات بثمارها إذ مكنت البلاد من الوقوف على قدميها بعد انقطاع تيار السلع المدعومة بقوة من موسكو.

بعد ثورة 1959 بأسابيع قليلة تزوج راول فيلبا ايسبان هويوس التي كانت تحمل شهادة في الهندسة الكيماوية من «معهد ماساشوستس للتكنولوجيا» وشاركت بفعالية في الثورة الكوبية وأصبحت عام 1960 رئيسة للاتحاد النسائي الكوبي، وتوفيت في 18 يونيو 2007. وللزوجين ثلاث بنات هن ديبورا ومارييلا ونيلسا وابن واحد هو اليخاندرو. وحاليا تترأس مارييلا المركز القومي للتوعية الجنسية.