فضل الله: نشر قوات أطلسية في الضفة الغربية ينقل النيران إلى العالم العربي

TT

حذر المرجع الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله العرب من «ان النيران ستصل إلى مواقعهم إذا أصروا على التعاطي مع المسألة الفلسطينية على أساس أنها تفصيل من تفاصيل الملف الذي تديره أميركا وترضخ لدول أوروبا والعالم»، مشددا على «ان طرح نشر قوات الحلف الأطلسي في الضفة الغربية يمثل في الجانب الواقعي محاولة أميركية لكسب الوقت وتمييع المسألة الفلسطينية، وفي الجانب الاستراتيجي حركة لإنهاء القضية الفلسطينية». وقال فضل الله، في تصريح أدلى به أمس: «ان الحركة التي أطلقتها الإدارة الأميركية اخيراً لمقاربة المسألة الفلسطينية من زاوية الدور الذي يراد لحلف الأطلسي أن ينطلق به في فلسطين المحتلة، وبدء الحديث عن إمكانية نشر قوات من الحلف في الضفة الغربية تمثل صورة في واجهة الإدارة السياسية الأميركية للمسألة الفلسطينية لناحية السعي الى انهاء هذه المسألة تحت عناوين معالجتها وصوغ الحلول الواقعية لها». أضاف: «إننا نرى أن الإدارة الأميركية بدأت العمل لإدخال المسألة الفلسطينية في مرحلة جديدة من مراحل العبث بعناصرها السياسية الأساسية بما يعزز الأمن الإسرائيلي ويبقي النفوذ الإسرائيلي وحتى هامش الحركة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية داخل الضفة الغربية المحتلة تحت الغطاء الأطلسي. وهو الأمر الذي يدخل الملف الفلسطيني في متاهة جديدة وفي تفصيل جديد يبعده كل البعد عن الاستقلال والتحرير. ويعطي دليلا إضافيا وحاسما على أن هذه الإدارة لا يمكن أن تكون إلى جانب أي واقع استقلالي وتحرري في العالم العربي والإسلامي، لأنها لا تقيس الأمور إلا بمقياس مصالحها ومصالح الأمن الإسرائيلي». وتابع: «إننا نحذر دول الاتحاد الأوروبي من الاستمرار في السير في هذه الهرولة خلف السياسة الأميركية في المنطقة، لأن ذلك قد يتجه بالمنطقة نحو انهيارات سياسية وأمنية جديدة، لأننا نرى أن حلف شمال الأطلسي تحول إلى هراوة أميركية تستخدمها إدارة الرئيس جورج بوش، حيث تستدعي حاجتها ومصالحها، إلى المستوى الذي فقدت فيه الدول الأوروبية الرئيسية شخصيتها وصورتها أمام الضغط الأميركي الذي يلحظ مصلحة إسرائيل أولا وأخيراً». ونبه فضل الله إلى «ان الخطة التي تقودها الإدارة الأميركية وتلحق بقطارها دول الحلف الأطلسي تقوم على توسعة دائرة الاحتلال لمواقع العالم الإسلامي والعربي ليصبح هذا العالم تحت الاحتلال المباشر من قبل أميركا وحلفائها أو تحت الوصاية السياسية بما يؤسس لواقع يشبه واقع الاستعمار والانتداب وما إلى ذلك».