رالف نادر المدافع عن حقوق المستهلكين يطرح تحدياً على اليسار الأميركي

بعد أن رشح نفسه إلى البيت الأبيض للمرة الخامسة

TT

رالف نادر، الاميركي من اصول لبنانية، والذي شارف على الرابعة والسبعين من العمر، مدافعا عن حقوق المستهلكين، لا يعرف الكلل ويحظى باحترام كبير، غير ان ترشحه للبيت الابيض مرة جديدة قد يحرم المرشح الديمقراطي لانتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل أصواتا ثمينة. واضحى نادر الذي يترشح للمرة الخامسة على التوالي، مصدر استياء وإزعاج لليسار الاميركي.

ويعود الامر الى عام 2000 حين حقق نادر مرشح الخضر آنذاك نتيجة مشرفة بلغت 7.2% من الاصوات في الانتخابات الرئاسية بعد حملة نشطة للغاية. غير ان الديمقراطيين يأخذون عليه انه ساهم في فوز الجمهوري جورج بوش بتحويله أصواتاً كان يُفترض ان تصب لصالح المرشح آل غور.

لكن نادر نفى تحمل ايَّ مسؤولية عن فشل غور، معتبرا انه «هزم نفسه بنفسه»، اذ لم يتمكن من الحصول على تأييد الطبقات الشعبية. واكد ان «لا احد يملك» الناخبين الاميركيين.

وهو يتهم اليوم الديمقراطي الاوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب باراك اوباما بانه «فرض رقابة ذاتية» على افضل ما لديه من ميول.

ولا يزال هدفه هو ذاته منذ ترشحه الاول عام 1992 وهو زوال «نظام الحزبين» المرتبطين بـ«مصالح مالية»، معتبرا ان هذا النظام «يهدد الديمقراطية الاميركية».

ولد رالف نادر في 27 فبراير (شباط) 1934 في وينستد بولاية كونكتيكت (شمال شرق) من والدين من اصل لبناني يملكان مطعماً، ودرس القانون في جامعة هارفرد حيث خاض معركة لمنع معالجة اشجار الحرم الجامعي بمبيدات الاعشاب الكيميائية.

اشتهر عام 1965 عند صدور كتاب له بعنوان «تلك السيارات القاتلة» صنف بين الكتب الاكثر مبيعاً ويحمل فيه شركات انتاج السيارات مسؤولية الامن عن الطرقات.

حاولت مجموعة «جنرال موتورز» النيل منه، لكن نادر ربح محاكمة ضدها بتهمة التشهير. وبفضله اصبح وضع احزمة الامان في السيارات الزامياً. واستخدم التعويضات التي حصل عليها لاطلاق حركة مستهلكين اكسبته وزنا على صعيد الوطن وتصدى لشركات التأمين وللاتفاقات التجارية التي تسيء الى السيادة الاميركية، وناضل من اجل تمكين الاكثر عوزا من الوصول الى المحاكم.

وعلى الصعيد الدولي، يشارك نادر بشكل نشط في الحركة الداعية الى عولمة بديلة، وقد انشأ في الولايات المتحدة مجموعة كبيرة من المنظمات التي تراقب البيئة والتغذية والصحة عموما، وأصدر 25 دراسة.

ومن بين الاولويات التي اعاد تأكيدها هذه السنة ايضا على موقع حملته الالكتروني، تخفيض ميزانية الدفاع وتغيير السياسة الاميركية حيال الشرق الاوسط بشكل جذري وفرض ضريبة على انبعاثات الكربون وعلى المضاربات في البورصة.

وحصل نادر لدى ترشحه للمرة الاولى عن الخضر عام 1996، على 1% من الاصوات. وفي عام 2000 حين ترشح مجددا عن الخضر تمكن من استقطاب عدد من المثقفين، وجمعَ اموالا كبيرة غير ان ترشحه عام 2004 بدون دعم اي حزب لم يسفر سوى عن 3% من الاصوات. ونادر غير متزوج وليس له اطفال لأنه كما اوضح عام 1995 لم يشأ ان يكون زوجاً وأباً غائباً.