مقاتلو دارفور يعلنون إسقاط طائرة حكومية.. والجيش السوداني يقول إنها احترقت لعطل فني

الخرطوم تؤكد خلو منطقة غرب دارفور من التمرد وتعلن أن السلام بات وشيكاً

TT

أعلن مقاتلو حركة العدل والمساواة التي ترفع السلاح ضد الحكومة السودانية في إقليم دارفور، عن اسقاطهم طائرة عسكرية عمودية في منطقة (كوندسي) التي تبعد 15 ميلا شمال مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، في وقت اعترف فيه الجيش السوداني على لسان ناطقه الرسمي باحتراق احدى مروحياته شمال الجنينة بعد هبوطها اضطرارياً ونجاة طاقمها. واكد مسؤول حكومي ان الجيش سيطر تماماً على منطقة غرب دارفور، وانها أصبحت خالية من التمرد، مشيرا الى ان السلام بات وشيكاً.

وابلغ القيادي الميداني من جبل مون سليمان صندل حقار «الشرق الاوسط» ان قوت حركته تصدت لهجوم كبير للجيش الحكومي في جبل مون، مؤكداً ان المعركة ما زالت مستمرة بصورة عنيفة، لكنه قال ان الهجوم تم دحره تماماً، وان حركته ما زالت تسيطر على جبل مون رغم الهجوم المكثف من قوات الحكومة ومليشيا الجنجويد. واضاف ان قواته استطاعت اسقاط طائرة عمودية في جبل مون لكنها سقطت في منطقة (كوندسي). وتابع «الحركة تؤكد ان جيش النظام ومليشياته تحركوا بنحو 125 سيارة ذات الدفع الرباعي، و120 سيارة اخرى تحمل آليات عسكرية من مدافع ومدرعات الى جانب 25 دبابة لاول مرة لاستخدامها في الحرب بدارفور، و15 تانكر وقود». وقال ان قوات الحكومة تحركت منذ الجمعة الماضية من مدينة الفاشر بشمال دارفور وعسكرت في منطقة «قولو».

وقال حقار ان الهدف من هذه الحشود الحكومية ضرب قوات حركته من الشمال. واضاف ان الحكومة فشلت في تزويد اكبر حامياتها في منطقة (كلبس) بغرب دارفور لأنها قالت إن قوات الحركة لديها مضادات للطائرات. وتابع «الحكومة لن تستطيع فرض الحل العسكري والامني والمبادرة الميدانية لدى قوات حركتنا وفي كل انحاء دارفور». وقال «على الحكومة أن تجنح الى السلم، فهذا أسلم لها».

من جهته، اعترف الناطق باسم الجيش السوداني، العميد دكتور عثمان محمد الاغبش، باحتراق احدى مروحيات الجيش على بعد 15 ميلا شمال الجنينة بعد ان تعطل احد محركاتها في الجو. وقال في تصريح لمركز الخدمات الصحافية الرسمية، إن الطائرة العمودية التابعة للقوات المسلحة احترقت تماماً دون وجود خسائر بشرية، وان طاقمها نجا بسلام.

الى ذلك، كشف مصدر امني مطلع تحدث لـ«الشرق الاوسط» ان عمليات التمشيط التي قام بها الجيش السوداني خلال الاسابيع الماضية في غرب دارفور، آخرها جبل مون، جعلت المنطقة خالية تماما من الحركات المسلحة بفصائلها المختلفة. وقال المصدر ان «منطقة غرب دارفور اصبحت نظيفة ولا وجود لهم فيها».

في الأثناء، زار وزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين امس عدة مناطق غرب دارفور سيطر عليها الجيش السوداني؛ آخرها منطقة جبل مون في الولاية. وقال في تصريحات صحافية إن الجيش سيطر على زمام الامور بكل من«سربة، صليعة، أبوسروج وجبل مون». وقال ان القوات المسلحة تمكنت من إحكام قبضتها على جبل مون بعد ان دمرت (9) معسكرات للمتمردين. وقال وزير الدفاع إن الطرق المؤدية الى كلبس أصبحت سالكة تماما. وأضاف ان زيارته الى جبل مون جاءت لتفقد أحوال القوات المرابطة هناك والاطمئنان على الروح المعنوية لديها، وتفقد خلال الزيارة جرحى العمليات العسكرية بمستشفى مدينة الجنينة العسكري.

من جانبه، قال دكتور نافع علي نافع، المشرف على ملف دارفور ان تحقيق السلام في دارفور «سنراه قريبا». وانتقد تصريحات بان كي مون الامين العام للامم المتحدة التي انتقد فيها تمشيط الجيش لمنطقة جبل مون بغرب دارفور. ووصفها بانها غير موفقة بأية درجة، قبل ان يعرب عن امله في ألا تكون استجابة للضغوط الغربية. وطالب بأن تظل الامم المتحدة منظمة لكل العالم وليس اقوياء العالم.

وأفصح نافع رفض حكومته لأي محاولة المجتمع الدولي بالإسراع بتوفير الدعم المطلوب حتى تقوم الحكومة والامم المتحدة والاتحاد الافريقي بتنفيذ العملية الهجين لحظ السلام في دارفور وأية تعويق او تباطؤ في الدعم ليس فيه مصلحة السودان او استقرار دارفور. وقال «لن يتم التمرير الناعم في هذا الصدد. كما كان في آخر محاولة للامم المتحدة ولا في غير ذلك، ولن تكون نقطة خلاف بيننا وبين الامم المتحدة».

من ناحية اخرى كشف في تصريحاته ان الانتخابات العامة في البلاد ستقوم في مواعيدها المحددة، وستغطي ولايات دارفور، ويمكن ان تجري في 99% من مناطق دارفور. وقال ان تحقيق السلام سنراه قريبا. وقال ان الانتخابات ستشمل كل ولايات دارفور وانه عادة سيتعذر اجراء الانتخابات في عدد محدود ويمكن اجراء الانتخابات فيها في اي وقت لاحق، مشيرا الى انه ليس هناك ما يبرر تأخير الانتخابات، وان دارفور بصورتها الآن جاهزة للانتخابات، وان مساحة الأمن متسعة فيها الآن.

وتأخذ قضية دارفور جل الوقت المخصص وللقاءات المتاحة للمقررة الخاصة لحقوق الانسان بالسودان سيما سمر خلال زيارة تبدأها للخرطوم بعد غد الاربعاء. وكشفت مصادر مطلعة ان الخرطوم طلبت من سمر طرح تقريرها الذي تنوي تقديمه لجلسة مجلس حقوق الانسان في السادس من مارس (آذار) القادم للوقوف على مدى التزامها بالملاحظات التي ابدتها من قبل، مشيراً الى نيتها زيارة بورتسودان وكجبار، فيما لم تتحمس الخرطوم لتلك الزيارة، وترى انها غير ذات جدوى. وحسب المصادر، فان المبعوثة طلبت من الحكومة زيارة مدينة بورتسودان بشرق السودان بشأن مقتل نحو نحو 18 شخصا في مظاهرة في المدينة قبل اربعة اعوام ومنطقة كجبار شمال السودان بشأن مقتل اربعة اشخاص في صدام بين الشرطة والمتظاهرين حول اقامة سد مائي على نهر النيل.