الصين تدعو السودان للتعاون دولياً بشأن دارفور.. وتعلن عن تقدم إيجابي

وزير الخارجية السوداني: المبعوث الصيني يحمل رسالة من لندن تبدي رغبة في تطبيع العلاقات

TT

قال مبعوث الصين في الخرطوم أمس ان بلاده تريد من السودان أن يزيل العقبات التي تعوق الانتشار الكامل لقوة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي المشتركة لحفظ السلام في اقليم دارفور. وتدعو المتمردين الى العودة الى محادثات السلام. وبدأ ليو غوي جين امس زيارة للسودان امس، تعتبر الثالثة له منذ تعيينه في المنصب منتصف العام الماضي، وكشف بانه يحمل رسالة من الحكومة البريطانية تحمل رغبة الاخيرة في تطبيع العلاقات مع السودان «بعد ازالة اشياء صغيرة» بين الخرطوم ولندن. كما وصل الخرطوم قادماً من القاهرة مبعوث الرئيس الاميركي الخاص للسودان ريتشادر وليامسون في زيارة حول دارفور وتطبيع العلاقات بين الخرطوم وواشنطن. وتعد الزيارة هي الأولى له، بعد توليه المنصبَ في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وأبلغ ليو وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية خلال زيارة للسودان «نشر قوة حفظ السلام المختلطة وحل قضية دارفور يتطلبان جهودا مشتركة من جميع الاطراف». وأضاف «أولا.. ينبغي على حكومة السودان أن تتعاون بشكل أفضل مع المجتمع الدولي، وتبدي قدراً أكبرَ من المرونة تجاه بعض القضايا الفنية. ثم بعد ذلك ينبغي أن تعود المنظمات المعادية للحكومة في اقليم دارفور الى مائدة المفاوضات».

واكد المبعوث الصيني في اليوم الاول للزيارة التي تستغرق خمسة ايام استعداد بلاده التام للتعاون مع السودان والأمم المتحدة والاتحاد الافريقي ودول الاقليم حتى يتم الوصول الي حل دائم لمشكلة اقليم دارفور المضطرب. وقال المبعوث الصيني في تصريحات صحافية عقب مباحثات اجراها مع دينق آلور وزير الخارجية السوداني امس، انه تم تحقيق تقدم فيما يتعلق بنشر العملية الهجين (المختلطة) في دارفور، ولكن لم يتم عكسها في وسائل الاعلام، مستدلا بتوقيع اتفاقية وضع القوات المعروف بـ«سوفا» التي تنظم وضع الهجين. وحسب المبعوث، فان هناك تقدما ايضا في معالجة بعض المسائل الفنية على الرغم من أن بعضها مازال عالقا، دون تفصيل.

وقال إن الصين تعتقد انه لا يمكن تسييس المسائل الفنية. وناشد المجتمع الدولي والفاعلين في قضية دارفور للعمل معاً لحل المشكلة لأن المواطنين في دارفور عانوا كثيرا نتيجة الحرب والنزاعات، الامر الذي يحتاج الى حل سريع للمشكلة. وابدى استعداد حكومته التام لتقديم العون. وقال «عملنا مع اللاعبين الاساسيين فيما يتعلق بقضية دارفور في اطار مجلس الامن الدولي». واستطرد قائلا «قدمنا العون الانساني وبدأنا في تقديم العون التنموي لانه بدون التنمية وجهود اعادة الاعمار لا يمكن الوصول الى السلام المستدام».

وكان المبعوث الصيني قد استبق الزيارة بتصريحات قال فيها إن تردد المجموعات الرئيسية لمتمردي دارفور في العودة الى طاولة المفاوضات أدى الي خيبة أمل من بطء العملية السياسية في دارفور خلال الأشهر القليلة الماضية. وأضاف «فقط إذا عادت تلك المجموعات المتمردة الرئيسية الى طاولة المفاوضات، يمكن أن تحقق دارفور قدراً معيناً من الاستقرار وتنفذ مهمة بعثة حفظ السلام بسلاسة».

من جانبه، قال الوزير آلور ان المبعوث الصيني قادم من بريطانيا ويحمل رسالة شفهية من الحكومة البريطانية تتعلق بالعلاقات الثنائية بين الخرطوم ولندن تتعلق خاصة ان بريطانيا أبدت الرغبة في اقامة علاقات جيدة مع السودان، وان هناك بعض الاشياء البسيطة التي تحتاج الى المعالجة قبل تطبيع العلاقات.

في السياق نفسه، كشف السفير احمد ابو زيد مسؤول دارفور بالخارجية المصرية في تصريحات نقلتها صحيفة «الرأي العام» السودانية عن اتصالات تجريها الوساطة المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي حاليا لترتيب اجتماع موسع يضم الوساطة ودول الجوار وبعض الدول المهتمة بقضية دارفور. وتوقع ابو زيد ان يلتئم اللقاء في مارس (آذار) القادم، بهدف ان الاجتماع يهدف لتقييم الاوضاع، خاصة ما يتعلق بالمفاوضات وامكانية بدئها من جديد والعقبات التي تعترض ذلك وكيفية حلها. وقال ابو زيد ان المشاورات حول الامر ما زالت مستمرة ولم يتم تحديد مكان للاجتماع بعد.