الحكومة الصومالية تقلل من أهمية سيطرة المتمردين على مدينة دينسور

مكتب الرئيس ينفي وجود خلافات مع قائد القوات الإثيوبية

TT

بينما نفت الحكومة الصومالية وجود خلافات عميقة بين الرئيس الصومالي عبد الله يوسف وقائد القوات الإثيوبية في الصومال، أعلن قياديون في حركة شباب المجاهدين المتشددة والمناوئة للسلطة الانتقالية وللوجود العسكري الأجنبي في الصومال، أن عناصر الحركة سيطرت بعد معركة شرسة أمس على مدينة دينسور على بعد 90 كيلومترا من مدينة بيداوة معقل السلطة الانتقالية بجنوب البلاد.

وقالت مصادر في المعارضة الصومالية وشهود عيان إن المقاومة الصومالية نجحت في الاستيلاء على المدينة الاستراتيجية لبضع ساعات. كما غنمت سيارتين عسكريتين وأحرقت ثلاث مركبات عسكرية أخرى تابعة للجيش الإثيوبي.

وقال موقع تحالف المعارضة الصومالية الذي يتخذ من العاصمة الاريترية (أسمرة)، مقراً له إنه بعد دخول المجاهدين المدينة احتشد آلاف من سكان المدينة الذين استمعوا إلى الشيخ مختار أبو منصور، الناطق الرسمي باسم حركة الشباب المجاهدين، الذي تعهد بملاحقة العملاء الذين يعيشون على دماء شعبنا على حد تعبيره.

كما دعا سكان المدينة إلى مواصلة حياتهم اليومية بشكل عادي، متعهدا بحمايتهم وردع القوات الصومالية والإثيوبية.

وأسفرت الاشتباكات العنيفة التي استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والصواريخ ومدافع الهاون عن مصرع ثمانية جنود حكوميين وإصابة عدد مماثل. واعترف مسؤول صومالي رفيع المستوى بسقوط مدينة دينسور، لكنه قلل في المقابل من أهمية سيطرة المعارضة الصومالية عليها، معتبرا أنها لا تمثل أي قيمة استراتيجية في الحرب التي تخوضها القوات الصومالية والإثيوبية ضد ميلشيات المعارضة المناوئة لها.

وقال المسؤول الذي طلب عدم تعريفه في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» من العاصمة مقديشو إن سقوط المدينة لا يعني مطلقا أن زمام الأمور بدأ يفلت من أيدي هذه القوات، لافتا إلى أن عمليات الكر والفر التي تقوم بها ميلشيات المتمردين لا تعني شيئا على أرض الواقع. وشدد على أن القوات الإثيوبية تعيد انتشار قواتها في أكثر من مكان داخل مقديشو وخارجها، وهو ما يؤدى في بعض الأحيان إلى حدوث خلل في الترتيبات الأمنية.

في غضون ذلك، قالت مصادر في مكتب الرئيس الصومالي عبد الله يوسف ورئيس حكومته، العقيد نور حسين لـ«الشرق الأوسط» إنه لا صحة لما تناقلته بعض وسائل الإعلام المحلية والعالمية عن وقوع خلافات حادة بين يوسف والجنرال جبري هيراد قائد القوات الإثيوبية في الصومال.

وأكدت المصادر أن المعارضة الصومالية في الخارج تقف وراء ما وصفته بهذه التسريبات العارية تماما عن الصحة، في محاولة للإيحاء بوجود تباين في وجهات النظر بين السلطة الصومالية وكبار مسؤولي الجيش الإثيوبي الداعم لها. وكانت بعض المواقع الصومالية على شبكة الانترنت قد ذكرت أن مشادة كلامية عنيفة وقعت بين يوسف والجنرال الإثيوبي على خلفية استياء يوسف من تراجع مستوى أداء القوات الإثيوبية وقيامها بسلسلة انسحابات مفاجئة من عدة مدن صومالية بدون التنسيق مع القوات الصومالية، مما أدى إلى زعزعة الأمن والاستقرار وتمكن المعارضة الصومالية من الدخول إليها.

من جهتها، أعلنت حركة شباب المجاهدين تفجير عبوة ناسفة ضد سيارة القائد العام للقوات الإثيوبية، العقيد مسفين، ضمن قافلة عسكرية في شارع مكة المكرمة بالقرب من تقاطع الكيلو أربعة.

وقالت الحركة في بيان إن التفجير أصاب أجزاءً من السيارة وأدى إلى جرح عدد من حراس العقيد الإثيوبي، بينما لم يعرف مصيره. وألقت عناصر من المقاومة في منطقة توفيق شمال العاصمة الصومالية مقديشو بقنابل يدوية على قوات إثيوبية، مما أدى إلى انسحابها، في وقت تعرضت فيه سيارة كانت تقل عناصر من الجيش الإثيوبي في شارع مكة المكرمة بجنوب العاصمة إلى تفجير عن بعد، مما أسفر عن مصرع وإصابة عدد غير محدد من هذه القوات. واتهمت المعارضة الصومالية قوات الاحتلال الإثيوبي بإطلاق النار على المواطنين بصفة عشوائية، مما أدى إلى مصرع موطنين صوماليين وجرح أربعة آخرين. كما اتهمت القوات الصومالية بشن عمليات نهب وسلب ضد المواطنين في حي سوس في بيداوة جنوب العاصمة.