بروكسل تدعو خريستوفياس إلى التفاوض «بدون إبطاء»

الزعيم القبرصي التركي يدعو إلى مفاوضات سلام جديدة

TT

دعا رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيه مانويل باروزو، امس الرئيس القبرصي الجديد ديميتريس خريستوفياس الى بدء مفاوضات «بدون ابطاء» مع القبارصة الاتراك في شمال قبرص من اجل التوصل الى اتفاق بين شطري الجزيرة المقسومة برعاية الأمم المتحدة. وقال باروزو في بيان «ان انتخابكم يشكل فرصة لتخطي الطريق المسدود القائم منذ فترة طويلة بشأن المسألة القبرصية». واضاف «اشجعكم بقوة على اغتنام هذه الفرصة والشروع بدون ابطاء في مفاوضات برعاية الامم المتحدة مع زعيم المجموعة القبرصية التركية بشأن اتفاق شامل. وبصفتي رئيسا للمفوضية الاوروبية، سأدعم بقوة جهودكم المشتركة». ويخلف خريستوفياس، تاسوس بابادوبولوس الذي هزم اعتبارا من الدورة الاولى والذي ابدى تصلبا في الملف القبرصي طوال فترة رئاسته.

وكان القبارصة اليونانيون قد رفضوا باكثرية كبيرة في استفتاء شعبي عام 2004 خطة لحل الازمة القبرصية، قدمها الامين العام للامم المتحدة في تلك الفترة كوفي انان، في حين ايدها القبارصة الاتراك بنسبة كبيرة.

وسيتيح التوافق بين الشمال والجنوب للمفوضية الاوروبية تحريك عدة ملفات مجمدة حاليا لا سيما المساعدات المالية الاوروبية التي رصدت عام 2006 للقبارصة الاتراك بعد قبولهم خطة انان لاخراجهم من العزلة.

وعلى مدى سنتين، فرضت نيقوسيا الفيتو على ذلك قبل ان تقبل قبل سنتين تحديدا بالافراج عن المساعدة البالغة 259 مليون يورو. لكن منذ ذلك الحين امكن استخدام قسم صغير فقط بسبب نقص التعاون بين الطرفين.

وعلى الصعيد السياسي، فان احتمال التوصل الى اتفاق حول اعادة توحيد قبرص يمكن ان يتيح للجزيرة الاعتراف بكوسوفو المستقلة. وقبرص حاليا هي احدى الدول القليلة في الاتحاد الاوروبي التي ترفض رفضا قاطعا القيام بذلك خشية ان يخدم ذلك مصالح القبارصة الاتراك في الشمال الذي لا تعترف به سوى انقرة.

ويقف النزاع العتيد شوكة في حلق العلاقات بين الدولتين الحليفتين في حلف شمال الاطلسي (ناتو) (تركيا واليونان)، كما انه يمثل عقبة أمام جهود تركيا للحصول على عضوية الاتحاد الاوروبي.

وفي تطور مفاجئ للأحداث، أعرب القبارصة اليونانيون عن استعدادهم للعودة إلى مائدة التفاوض بعد التصويت بإرسال الرئيس الحالي المتشدد بابادوبلوس إلى بيته في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 17 فبراير (شباط) الحالي.

كما دعا الزعيم القبرصي التركي محمد علي طلعت، الرئيس القبرصي الجديد الى جولة مفاوضات جديدة لتوحيد الجزيرة. وقال طلعت خلال مؤتمر صحافي في القطاع التركي من نيقوسيا، «ان المرحلة القادمة هي مرحلة لتسوية المشكلة القبرصية». واضاف «هدفنا هو التوصل الى اتفاق يكون مقبولا من الجانبين، وعلينا تحمل هذه المسؤولية». وتابع «عدم السعي الى احلال السلام قد يؤدي الى تقسيم الجزيرة بشكل نهائي». وكان الزعيم القبرصي التركي قد اتصل الاحد بالرئيس القبرصي المنتخب لتهنئته بفوزه في الانتخابات الرئاسية واتفق المسؤولان على الالتقاء، حسب ما افاد مسؤول قبرصي تركي لوكالة الصحافة الفرنسية.

من جهته، اعتبر وزير خارجية بريطانيا ديفيد ميليباند ان انتخاب خريستوفياس يشكل «عودة للأمل» بالنظر الى رغبة الرئيس الجديد في اعادة توحيد الجزيرة المقسمة. واوضح الوزير في بيان «ان انتخابات (الاحد) في قبرص اثارت عودة للامل بين المجموعتين في الجزيرة لجهة امكانية احراز تقدم باتجاه اتفاق تام عام 2008».

واضاف ميليباند «آمل ان نتمكن من بناء اساس هذه الدينامية مع جهود سريعة لاعادة الثقة بين المجموعتين»، مبديا دعم بريطانيا لتسوية تفاوضية.