أليو ماري: السعودية برهنت على مهارتها في التعامل مع حادثة الفرنسيين

خادم الحرمين وولي العهد السعودي يستقبلان وزيرة الداخلية الفرنسية

خادم الحرمين الشريفين لدى إستقباله وزيرة الداخلية الفرنسية في الرياض أمس (واس)
TT

استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في قصره بالرياض أمس وزيرة الداخلية الفرنسية وما وراء البحار والسلطات المحلية ميشيل أليوماري والوفد المرافق لها، حيث نقلت له خلال اللقاء تحيات وتقدير الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، كما تم استعراض عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

حضر الاستقبال الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي، والدكتور عبد الرحمن الجماز المستشار الخاص لوزير الداخلية، وبارترون بوزنسو سفير فرنسا لدى السعودية.

كما استقبل الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي، مساء أمس في قصره العزيزية وزيرة الداخلية الفرنسية وما وراء البحار والسلطات المحلية ميشيل أليو ماري، التي نقلت له تحيات وتقدير الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وجرى خلال الاستقبال مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز التعاون بين البلدين الصديقين في القضايا والموضوعات الأمنية.

حضر اللقاء الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي، والدكتور عبد الرحمن الجماز المستشار الخاص لوزير الداخلية، ومحمد بن سالم المري السكرتير الخاص لولي العهد، وسفير فرنسا لدى المملكة بارترون بوزنسو. إلى ذلك أكدت وزيرة الداخلية الفرنسية مقدرة السلطات السعودية على إيقاع العقوبات الملائمة بحق المتورطين في حادثة مقتل 4 من رعاياها، لقوا حتفهم بإطلاق نار (غرب المملكة) العام الماضي. ونفت ميشال أليو ماري قبيل مغادرتها الرياض مساء أمس، أن تكون قد طلبت من السعودية، تسليم فرنسا المتورطين في حادثة مقتل رعايا بلادها الأربعة.

وقالت عشية الذكرى الأولى لهذه الحادثة «لقد برهن الامن السعودي عن مهارته في التعامل مع هذه الحادثة، وإلقاء القبض على المجرمين في الحادثة، على الرغم من عدم وجود مؤشرات في موقع الجريمة. لقد أدى عملا رائعا بالفعل، يشكر عليه».

ولم يفت الوزيرة الفرنسية، تقديم تعازي بلادها في استشهاد أحد رجال الأمن السعوديين في مواجهة أحد المتورطين على خلفية تلك الحادثة، فيما خصت بالشكر رجال الشرطة الذين أصيبوا في مواجهات على صلة بنفس الحادثة.

وتأتي زيارة وزيرة الداخلية الفرنسية للسعودية، كأول زيارة لوزير داخلية فرنسي، منذ قرابة الـ14 عاما.

وقالت أليو ماري، أن زيارتها التي اختتمتها أمس للسعودية، تسجل انطلاقة رسمية للتوجهات التي اتفق عليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، خلال الزيارات المتبادلة التي قام بها الزعيمان أخيرا.

ووقع الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي، ونظيرته الفرنسية، في أول أيام الزيارة، اتفاقية أمنية بين البلدين، تركز على التعاون الثنائي في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بشكل عام. ووصفت ميشال أليو ماري، هذه الاتفاقية بـ«الاستراتيجية»، مؤكدة أنها ستمتد إلى أمد بعيد. وقالت إنها خاصة بمجالات التعاون المخابراتي، ومجالات التدريب، وغيرها. وتعاملت باريس في الاتفاقية الأمنية التي أبرمتها مع السعودية، على «قدم المساواة»، وفقا لوزيرة الداخلية الفرنسية، والتي قالت بدورها إن الرياض «لديها مستوى من الخبرة والطابع المهني الأمني المرتفع، مما يجعلنا نتحدث إليها على قدم المساواة».

وعلى اعتبار أليو ماري، هي وزيرة للداخلية والأديان، فقد أتيحت الفرصة لها، بحسب ما ذكرت في مؤتمر صحافي أمس، بلقاء وزير الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد السعودي، حيث قالت عن لقائها بالوزير صالح بن عبد العزيز آل الشيخ إنه أسفر عن رغبة مشتركة بضرورة قطع الطريق على من يحاولون إساءة تفسير القرآن، على نحو يدفع باتجاه العنف ويحقق مصالح سياسية بعيدة عن روح الإسلام الحقيقية.

وفي المقابل، أدانت وزيرة الداخلية الفرنسية بشدة إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم. وتعتبر هذه الإدانة أول موقف من نوعه يصدر عن دولة أوروبية بحجم فرنسا.

واعتبرت الوزيرة أليو ماري ان إعادة نشر الرسوم «أمر خطير». وقالت «نحن في فرنسا وأوروبا متشدقون بحرية التعبير. ولكنني أعتقد أن هناك ضرورة في عدم السماح بجرح شعور الأشخاص، وعدم الهجوم على قناعات الأشخاص وإيمانهم. أنا فعلا اعتبر هذا العمل مداناً».