راؤول كاسترو يعين وزيراً جديداً للدفاع.. ويقول إنه لا ينوي تغيير الحكومة

معارض كوبي: فيدل كاسترو «ميت» سياسيا

رجل يمر أمام لوحة إعلانات لراؤول وفيديل كاسترو في طريق سانتياغو هافانا أمس (أ.ب)
TT

عين راؤول كاسترو، 76 عاما، رئيس كوبا الجديد الجنرال خوليو كاساس ريجيرا وزيرا للدفاع في كوبا ونائبا لرئيس مجلس الدولة. وأعلن راؤول عن تعيين ريجيرا خلال انعقاد الجمعية الوطنية في كوبا لاختيار خليفة فيديل كاسترو الذي أعلن تنحيه عن منصبه في رئاسة الدولة والجيش الثلاثاء الماضي. كما عين خوسيه رامون ماتشادو بينتورا في منصب رئيس مجلس الدولة بكوبا. وأكد راؤول أنه ليست لديه النية في الوقت الحالي لتغيير الحكومة الكوبية.

وعلق دبلوماسي بعيد إعلان البرلمان الكوبي تشكيلة القيادة الكوبية الجديدة في يوم تاريخي شهد للمرة الاولى منذ 49 عاما تعيين رئيس جديد للدولة الشيوعية «انه موقع محصن».

وسارع كاسترو فور انتهاء خطاب تنصيبه الى استصدار قرار صوت عليه النواب برفع الأيدي بالعودة الى شقيقه في أية مسألة مهمة تتعلق بالدفاع والسياسة الخارجية وحتى «التنمية الاقتصادية».

وقال «فيديل هنا كما على الدوام، وهو صافي الذهن ولا تزال قدرته على التحليل والترقب كاملة ان لم تكن ازدادت حدة». وأقر بأنه «على الرغم من تعافيه التدريجي، فان وضعه الجسدي لا يسمح له بأيام عمل طويلة» كما في الماضي. وبذلك يكون الزعيم البالغ من العمر 81 عاما قد ضمن لنفسه الاحتفاظ بالسيطرة على البلاد، ولو من جناحه في أحد مستشفيات هافانا حيث يتعافى بصعوبة بعد خضوعه لعمليات جراحية في الأمعاء.

وابلغ مؤسس النظام المعادي تقليديا لإدخال اي قدر من الليبرالية، في رسالة تنحيه الثلاثاء انه سيلعب دور «جندي الأفكار».

وكان قد ابلغ في ديسمبر (كانون الاول) خلال الجلسة الاخيرة لمجلس النواب المنتهية ولايته، انه اعاد قراءة خطاب شقيقه ووافق عليه.

ويشير معظم المحللين الى ان الزعيم الكوبي المسن ابدى حرصاً وعناية شديدين في اختيار القادة الذين سيشرفون على حقبة «ما بعد فيديل».

والواقع ان المفاجأة لم تكن انتخاب راؤول الذي كان متوقعا بل تعيين خوسيه رامون ماتشادو رأس حربة الخط الماركسي اللينيني المتشدد في منصب المسؤول الثاني في النظام، حيث كان يتوقع تعيين الاصلاحي المعتدل كارلوس لاخي، 56 عاما. وقال الدبلوماسي الغربي «انها ضربة قوية للجيل الوسطي» جيل الاربعينيين والخمسينيين.

وتعهد راؤول انسجاما منه مع خطه البراغماتي بإدخال «تغييرات بنيوية» تهدف الى انعاش الاقتصاد الذي تخنقه البيروقراطية المتفشية والحصار الاميركي الصارم. وقال «إننا نعي الجهود الهائلة» المطلوب بذلها من اجل «تعزيز» الاقتصاد، مبدياً «استعداده للاستماع الى رأي الجميع». لكنه شدد على «وجوب التخطيط بشكل جيد» من اجل ذلك، قبل ان يعلن عن رفض بعض القيود الاقتصادية التي تطال الكوبيين اعتبارا من الاسبوع المقبل بدون ان يحددها.

ورأى توم شانون، المسؤول عن ملف اميركا اللاتينية في وزارة الخارجية الاميركية، في مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس ان «هناك امكانات واحتمالات للتغيير في كوبا، لكن التغيير يجب ان ينبع من الداخل». ووصف هوبير ماتوس، أحد قادة الثورة الكوبية سابقا، وأحد أعنف منتقدي سلطات كوبا حاليا، الزعيم الكوبي فيدل كاسترو بأنه «ميت» سياسيا وأن الرئيس الجديد راؤول كاسترو سوف يحكم كوبا دون أن يعطي شقيقه الأكبر أي اعتبار.

وقال ماتوس في مقابلة مع إذاعة (أثير) المكسيكية امس إن تعيين خوسيه رامون ماتشادو فينتورا في منصب النائب الأول للرئيس دليل على أن راؤول كاسترو هو الحاكم الفعلي للبلاد.