الجيش الأميركي: نحتجز 14 إيرانيا يشكلون خطرا على الأمن في العراق

بلديتا بغداد وطهران توقعان اتفاقية تعاون مشترك في مجال إعادة الإعمار

أمين بغداد صابر العيساوي (يمين) يصافح عمدة طهران محمد باقر قاليباف في بغداد امس بعد توقيعهما عقودا تقوم ايران بموجبها بمساعدة العراق في عمليات البناء (ا ف ب)
TT

فيما أعلن الجيش الاميركي في العراق أمس انه يعتقل 14 ايرانيا يعتبر انهم يشكلون «خطرا» على الامن العراقي، وقع رئيس مجلس امانة بغداد (البلدية) مع عمدة طهران، اتفاقية تعاون مشترك في مجال اعادة الإعمار. وقال الجنرال براد لايتن الناطق باسم الجيش «يوجد حاليا 14 ايرانيا محتجزين لدى قوات التحالف، ولا تتوفر حاليا معلومات عن تاريخ ومدة اعتقالهم». وجاء في بيان منفصل صدر عن القيادة الاميركية الوسطى في قاعدة تامبا (فلوريدا بالولايات المتحدة) ان الايرانيين «معتقلون لأنهم يشكلون خطرا على الامن، بما يتفق وقرار مجلس الامن الدولي».

وكان الجيش الاميركي قد أعلن في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) انه افرج عن تسعة ايرانيين وسط تزايد المؤشرات بان واشنطن وطهران تسعيان الى تخفيف التوتر بينهما بشأن العراق.

وأفرج عن ايراني آخر في 19 ديسمبر (كانون الاول)، وأعلن الجيش في مؤتمر صحافي في اليوم ذاته انه لا يزال يحتجز 10 ايرانيين. ومن بين هؤلاء ثلاثة رجال اعتقلوا في مدينة اربيل شمال العراق في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي للاشتباه بانهم يؤيدون مسلحين.

ولا تربط الولايات المتحدة وايران علاقات دبلوماسية منذ اندلاع الثورة الاسلامية عام 1979.

وأجلت جولة جديدة من المفاوضات بين البلدين حول الأمن في العراق كان مقررا عقدها الاسبوع الحالي في بغداد الى موعد غير محدد.

وعلى صعيد آخر، وقع رئيس مجلس امانة بغداد صابر العيساوي مع عمدة طهران محمد باقر قاليباف اتفاقية تعاون مشترك في مجال اعادة اعمار البنى التحتية في العاصمة العراقية والعمل المشترك في المجال الاقتصادي، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وبعد توقيع الاتفاق صرح العيساوي في مؤتمر صحافي حضره السفير الايراني كاظمي قمي وقاليباف ان «علاقاتنا تمخضت اليوم عن توقيع مذكرة تفاهم حقيقية مع طهران يتم من خلالها نقل الخبرات بين العاصمتين وتنفيذ العديد من مشاريع البنى التحتية والخدمية».

وأضاف العيساوي ان البلدين اتفقا على «تأسيس شركة تنفيذية مشتركة بين بغداد وطهران تكون قادرة على تنفيذ مشاريع في العاصمتين». وعن موعد بداية تطبيق الاتفاق أكد العيساوي انه «خلال ثلاثة الى اربعة اسابيع سيتم فتح مكتبين في كل من بغداد وطهران لتنسيق عمل اللجان، ولكن هناك امورا اخرى تتطلب أشهر مثل صرف الاموال».

من جانبه، قال قاليباف الذي كان مرشحا محافظا الى الانتخابات الرئاسية الايرانية في 2005 «عقدنا العزم على ان تكون العاصمة الايرانية طهران في خدمة امانة بغداد وتقدم ما لديها من خبرات». وأوضح ان «حضورنا سيكون من خلال العديد من المرافق في العاصمة مثل شبكات المياه والصرف الصحي ورصف الطرقات ونظافة المدينة وإقامة مراكز ثقافية وترفيهية لتقدم امانة طهران ما لديها من خبرات». وكان محمد باقر قاليباف سابقا قائد الشرطة الوطنية الايرانية وقائد سلاح الجو في حرس الثورة. وأوضح ان التعاون سيشمل بالخصوص «المجالات الهندسية المختلفة من خلال خطوات جدية وعملية، خصوصا وان ابناء العراق يواجهون مشاكل بسبب نواقص في نواح مختلفة».

واكد قاليباف ان على امانة طهران «واجبا دينيا استنادا للعلاقات الوثيقة التي تربط الشعبين للوقوف الى جنب ابناء العراق في مثل هذه الظروف الصعبة التي يحتاج فيها العراق الى مزيد من الاعمار». وفي رد على الاتهامات الموجهة لايران بتمويل مجموعات مسلحة، نفى قاليباف ذلك مؤكدا ان «أمن العراق يؤثر بشكل مباشر على امن ايران لذا نحن ندأب على استقرار العراق»، معتبرا انه «من الطبيعي ان تواجه الشركات (التي ستؤسس) بعض المصاعب ولكننا سنحتوي كل المشاكل».

وقال الرجل الثاني في القوات الاميركية في العراق الجنرال رايموند اوديرنو في 17 يناير (كانون الثاني) الماضي في ما يتعلق باتهام ايران بدعم العنف «نعرف انهم يواصلون تدريب متطرفين عراقيين في ايران، نعرف انهم يواصلون دفع اموال لبعض هؤلاء المتطرفين».