واشنطن تدرس فرض عقوبات على البنك المركزي الإيراني

اجتماع لوكالة الطاقة الدولية يشهد تبادل اتهامات

TT

تجمع وزارة الخزانة الأميركية ادلة قد تقود الى فرض عقوبات على البنك المركزي الايراني باعتباره يساعد مؤسسات ايرانية اخرى على التهرب من العقوبات الاقتصادية الاميركية المفروضة عليها. وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية امس ان ذلك سيكون تصعيدا في الحرب المالية مع ايران، ونقلت عن مسؤولين ماليين واستخباراتيين من ثلاث دول لم تكشف اسماءهم ان تأثير اجراء كهذا يتوقف الى حد بعيد على مدى دعم حلفاء الولايات المتحدة له.

ولم توضح الصحيفة طبيعة العقوبات التي يتم درسها مكتفية بالاشارة الى ان مثل هذه العقوبات سيكون له تأثير شديد على القطاع التجاري في ايران وخصوصا اذا لقيت دعما من حلفاء واشنطن في اوروبا وآسيا.

واشارت الى ان المصارف المعنية التي ساعدها البنك المركزي الايراني حظر التعامل معها العام الماضي بسبب ما اعتبرته واشنطن دعمها لانشطة ارهابية والبرنامج النووي الايراني. وعقد ممثلون من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائد المانيا اجتماعا في واشنطن أمس لبحث مشروع القرار الذي اتفقت عليه الدول الست في الشهر الماضي في برلين لفرض مزيد من العقوبات على إيران نتيجة رفضها وقف برنامج تخصيب اليورانيوم. ويمهد اجتماع واشنطن الذي شارك فيه مسؤولون كبار من وزارات خارجية كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين إضافة إلى المانيا للتحضير لمشاورات مجلس الأمن التي من المتوقع أن تبدأ هذا الأسبوع على أمل أن يتمكن المجلس من اعتماد القرار يوم الجمعة القادم. ووصف توم كيسي المتحدث باسم الخارجية الاميركية اجتماع الدول الست بالفرصة، وقال «انه فرصة للحديث عن مشروع القرار الحالي الذي قدم إلى الأمم المتحدة ونأمل ان يعتمد في وقت قصير إضافة إلى ذلك يبحث (الاجتماع) احتمال اتخاذ خطوات إضافية ما بعد القرار»، وأوضح «انه من الواضح سيتم النظر إلى الجانب السلبي وهو استمرار العقوبات واستمرار الجهود للرد على عدم التزام إيران بتنفيذ طلبات المجتمع الدولي».

وعلى صعيد آخر استبعد سفير ليبيا جاد الله الطلحي العضو العربي في مجلس الأمن وحليف إيران دعم ليبيا لمشروع القرار الجديد. وأفاد في تصريح للصحافة قائلا «حقا لا نستطيع مساندة المزيد من العقوبات» وحول طبيعة تصويت ليبيا في مجلس الأمن على مشروع القرار توقع أن يكون بالضد. وقد قدمت بريطانيا وفرنسا في الأسبوع المنصرم مسودة معدلة لمشروع القرار لبقية أعضاء المجلس الخمسة عشر. ويسعى المشروع الجديد الى فرض عقوبات إضافية كي تلزم طهران في التخلي عن تخصيب اليورانيوم، وأوضح سفير ليبيا أن «موقف ليبيا النهائي يعتمد على مشاورات مجلس الأمن التي ستجرى غدا الأربعاء»، وقال «ان بلادي تحتاج الى الانتظار لرؤية كيف سيتخذ مشروع القرار صيغته النهائية». وشدد على ضرورة ان يكون هناك تغيير في مسودة القرار نظرا الى ما تضمنه تقرير الوكالة الدولية الأخير من عناصر إيجابية عن تعاون إيران مع الوكالة. والتقرير ذكر أن إيران لم ترد على اتهامات وردت في تقارير الاستخبارات الغربية وعلى رأسها المخابرات الأميركية تتعلق بسعي إيران في الحصول على أسلحة نووية. وفي الوقت ذاته تحدث التقرير إيجابيا عن تعاون طهران مع الوكالة الدولية في توضيح مسائل وقضايا بماضي برنامج إيران النووي. على صعيد آخر ندد الاتحاد الاوروبي أمس بتصريحات زعماء ايرانيين ضد اسرائيل ووصفها بأنها غير مقبولة وضارة وغير متحضرة. وكانت رئاسة الاتحاد الاوروبي التي تتولاها سلوفينيا حاليا تشير الى تصريحات أدلى بها الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ووزير الخارجية منوشهر متقي ورئيس البرلمان غلام علي حداد عادل وقائد الحرس الثوري محمد علي جعفري.

ودان علي اصغر سلطانية عقب الاجتماع، ما وصفه بتعد من قبل سكرتارية الوكالة الدولية على مبدأ السرية في العمل الذي يلزمها به ميثاق الوكالة، واصفا ما أقدم عليه نائب مدير الوكالة اوللي هاينون، بخطأ لا يغفر، مؤكدا ان غضبه تجاه ذلك السلوك، ليس لكونه ايرانيا بل كدولة عضو تهمها الكيفية التي تنتهجها الوكالة في أداء اعمالها التي تكافئها عليها الدول الاعضاء، وتدفع لها في مقابلها. مؤكدا ان ايران ورغم ما واجهته من سوء معاملة وتضييق، قدمت كل ما لديها من معلومات بصورة اكملت التعاون بينهما بخصوص «خطة العمل» المشتركة، مؤكدا أنه شخصيا اصطحب وفودا من المفتشين الدوليين للتحقق والتأكد من فبركة المعلومات التي قدمتها الولايات المتحدة الاميركية للوكالة، وما شهدت بأنها مواقع لمفاعلات جديدة، وتثبت أنها مجرد مواقع لـ«مراحيض» جديدة يتم تشييدها لعمال يعملون في تلك المناطق.

من جانب آخر، أشار سلطانية الى: ان الولايات المتحدة الاميركية كعادتها دائما قبل كل انعقاد اجتماع لمجلس الامناء، تسعى لتسميم أجواء التعاون الدولي بما تنشره وتبثه من معلومات مضللة، مؤكدا انها هذه المرة مشت خطوة اوسع بالتشكيك في مصداقية الوكالة نفسها، بالتدخل في اسلوب عملها بدليل أنها في البدء قدمت معلومات للوكالة، بشرط الا يسمح لايران بالاطلاع عليها، وعلى ما تضمنته من وثائق، ثم أعطت مؤخرا الوكالة النور الاخضر بالسماح لايران بالاطلاع عليها. مؤكدا ان ايران قدمت كل ما لديها من معلومات بصورة أكملت العمل والتعاون بينها والوكالة وفقا لخطة العمل.

من جانبه، قال السفير الاميركي لدى الوكالة الذرية جريجري شولتي، ان الوكالة تفتح ملفا جديدا بخصوص ايران التي أكد انها وفقا لمعلومات موثقة ودقيقة من مصادر متعددة، تطمح لتقنية فضائية حربية فيما تواصل نشاطها النووي العسكري.