ويلش يؤكد دعم واشنطن لمفاوضات مانهاست وينفي عزم بلاده نشر قوات في أفريقيا

واشنطن تدعو «لعلاقات إيجابية بين المغرب والجزائر رغم مشكلة الصحراء»

الملك محمد السادس لدى استقباله أول من أمس في مراكش ديفيد ويلش مساعد وزيرة الخارجية الأميركية (تصوير: لين ماب)
TT

زار ديفيد ويلش مساعد وزيرة الخارجية الأميركية مكلف بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أمس الجزائر، حيث بحث مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عدداً من الملفات. وقالت مصادر رسمية جزائرية إن نزاع الصحراء الغربية كان أهم ملف تناولته مباحثات بوتفليقة وويلش. وأوضحت المصادر أن بوتفليقة، أبلغ ضيفه «حرص الجزائر على أن ينتهي مسار التسوية في الصحراء الجاري في مانهاست، إلى حل يرضي الطرفين المتنازعين تكون فيه الشرعية الدولية هي المرجعية». وأضافت المصادر أن الطرفين تناولا في مباحثاتهما، ملفات عديدة أهمها الوضع الأمني في منطقة المغرب العربي في ضوء تسارع الأحداث الأمنية بالجزائر وموريتانيا والمغرب، ودور الولايات المتحدة في مساعدة دول المغرب العربي في محاربة القاعدة، إضافة إلى قضايا أخرى، مثل مقترح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إنشاء «اتحاد متوسطي»، والوضع في العراق وفلسطين ولبنان.

وجرى اللقاء بحضور الوزير المنتدب للشؤون الافريقية والمغاربية عبد القادر مساهل، والسفير الأميركي لدى الجزائر روبرت فورد. وكان مقرراً ان يلتقي ويلش قبل مغادرته إلى تونس، رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم ووزير الخارجية مراد مدلسي.

وكان ويلش الذي يقوم بجولة مغاربية قد وصل الى الجزائر أمس قادماً من المغرب حيث أجرى مباحثات مع الملك محمد السادس.

وأكد ويلش أن المقترح المغربي للحكم الذاتي في الصحراء «يتيح فرصة جديدة، وكان وراء إطلاق جولات من المفاوضات» في مانهاست، مجددا دعم الولايات المتحدة لهذه المحادثات. وقال المسؤول الاميركي «إن المقترح المغربي يتيح فرصة جديدة، وكان وراء إطلاق جولات المفاوضات. ونحن نعتبر أن الأمر يتعلق بمقاربة جد مثمرة يتعين بحثها». وحسب ويلش فإن هناك «أفكاراً جديدة على الطاولة، ونأمل أن تنخرط الأطراف بطريقة بناءة وبحسن نية» في هذه المفاوضات.

غير أن ويلش لاحظ أن «هذه المفاوضات ليست بالهينة»، بالنظر الى تعقد قضية الصحراء، موضحا أنه جدد خلال هذا الاستقبال «دعم الولايات المتحدة للمفاوضات الجارية كرد على المقترح الذي تقدم به المغرب». وأكد أنه سيبلغ وجهة نظر الولايات المتحدة لجميع قادة المغرب العربي «حول ما نعتبره أفضل السبل للسير قدما». وأضاف المسؤول الأميركي، أن بلاده «ترتبط على العموم بعلاقات جيدة جداً مع جميع بلدان المغرب العربي»، داعيا إلى إقامة علاقات «قوية وإيجابية بين المغرب والجزائر» بالرغم من «مشكلة الصحراء الغربية». وقال: «هذه هي الرسالة التي سننقلها». ومن ناحية اخرى جدد ويلش، التأكيد على أن الولايات المتحدة ليست لديها أية نية لنشر قوات عسكرية على التراب الأفريقي. وصرح المسؤول الأميركي، عقب استقباله من قبل العاهل المغربي الملك محمد السادس أول من أمس: «نحن بصدد دراسة إمكانية قيادة جديدة للعلاقات العسكرية مع أفريقيا».

وأكد ويلش، الذي كان يجيب عن أسئلة الصحافيين حول إنشاء قيادة عسكرية أميركية بأفريقيا، أن الأمر يتعلق بـ«سوء فهم» بشأن النوايا الأميركية. وذكر ويلش بالتصريحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي جورج بوش خلال جولته الأخيرة بأفريقيا، مؤكداً أن الولايات المتحدة ليست لديها أية نية تتعلق بنشر قوات على التراب الأفريقي، وأن واشنطن تقيم علاقات جيدة مع «غالبية أصدقائنا في القارة الأفريقية».

كذلك أوضح ويلش أنه تطرق مع العاهل المغربي إلى عدد من قضايا المنطقة، مبرزا أنه أطلع الملك محمد السادس على مقاربة الرئيس بوش المتعلقة بالنزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، ورغبته في مواصلة الحوار بين الطرفين بصورة مثمرة. وأضاف أن «الملك محمد السادس أعرب لي عن انشغال المملكة المغربية ودعمها للشعب الفلسطيني، وأيضا عن أمله في مستقبل أفضل بالنسبة للطرفين من خلال المفاوضات وصولا إلى حل الدولتين». وأوضح ويلش أنه سواء بالنسبة لهذا الملف أو قضايا أخرى، فإن المغرب والولايات المتحدة «يتقاسمان رؤية استراتيجية للسلام والاستقرار والازدهار في المنطقة».

وأكد ويلش أن «العاهل المغربي قائد يتمتع ببعد نظر في هذه المنطقة، ومدافع كبير عن السلام»، مضيفا أنه نقل إلى الملك والشعب المغربي التقدير الكبير الذي يكنه لهما كل من الرئيس بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس.

وأجرى ويلش محادثات مع الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية والتعاون المغربي، كما أجرى محادثات مع كبار المسؤولين المغاربة.