صربيا ترفض الاستمرار بدفع ديون كوسوفو الدولية

TT

أعلنت صربيا أمس، أنها قد تتوقف عن سداد ديون اقليم كوسوفو للمجتمع الدولي، بعد أن اعلن استقلاله عنها، ووصفت استمرار بدفع الديون عن الاقليم المنفصل بـ«الجنون»، في وقت أكدت فيه واشنطن أن كوسوفو لن تعود لصربيا أبدا. وقال الناطق باسم البيت الأبيض توم كيسي أن «كوسوفو لن تعود أبدا جزءا من صربيا وواشنطن ستواصل المفاوضات مع صربيا وروسيا حول هذ الموضوع». وأضاف: «الولايات المتحدة لا ترغب في عزل صربيا ولكنها تود لو أن صربيا تلتزم بواجباتها وتحافظ على مكانتها في أوروبا».

من جهته، قال وزير الاقتصاد الصربي ميلاديان دينكتش ان بلاده يجب ان تتوقف عن سداد خدمة الديون الخارجية لاقليم كوسوفو، وان تنفق المال بدلا من ذلك على المجتمعات الصربية هناك. وعلى الرغم من ان صربيا كانت فقدت سيطرتها على كوسوفو في عام 1999 لكنها ظلت تسدد ديون الاقليم بتكلفة تبلغ نحو 150 مليون دولار سنويا، في اطار جهودها لمواصلة مطالبتها بالاقليم. وقال دينكتش وهو وزير ليبرالي في حكومة يسيطر عليها رئيس الوزراء القومي فويسلاف كوستونيتشا ان صربيا يجب ان تتفق مع الدائنين الدوليين على وقف سداد خدمة الديون، بعد أن أعلنت كوسوف استقلالها. وقال في مؤتمر صحافي في مقر حزبه: «في ظل الظروف الراهنة تذهب اموال دافعي الضرائب الصرب الى الالبان.. هذا جنون». وأقر دينكتش ان الحكومة ليست مجمعة على ما يتعين عمله بشأن الديون التي قدرها بنك صربيا المركزي بنحو 3.1 مليار دولار في نهاية عام 2007. والمال مستحق اساسا للبنك الدولي وتم تخصيصه للاقليم في ثمانينات القرن الماضي، عندما كان اقليما متمتعا بالحكم الذاتي فيما كان يعرف باسم يوغوسلافيا في ذلك الوقت. وقال دينكتش ان الامر سيناقش مع مسؤولي البنك الدولي المقرر أن يصلوا الى بلغراد الاسبوع المقبل. واضاف: «هذا قد يكون القرار المنطقي الوحيد.. يتعين أن ندخر هذا المال ونعيد توجيهه لتعزيز المجتمعات الصربية في كوسوفو».

وتعهد شمال كوسوفو الذي تقطنه أغلبية صربية بأن يظل يعتبر بلغراد حكومته، وقال كينكتش ان بلغراد «ستبقي السيادة المالية» على المناطق الصربية وتدعم المشروعات الصربية وتمول توفير فرص عمل.

الى ذلك، عقد مجلس الأمن القومي الصربي أمس، جلسة طارئة بدعوة من الرئيس الصربي بوريس طاديتش لبحث الأوضاع في البلاد بعد اعلان استقلال كوسوفو ووضع استراتيجية من خمس نقاط لمواجهة اعلان الاستقلال. وأعلن نائب رئيس الوزراء الصربي بوجيدار ديليتش، أن بلاده أعدت استراتيجية من خمس نقاط تتمثل في «عدم الاعتراف باستقلال كوسوفو والمضي في الشراكة الاوروبية والتعاون مع محكمة جرائم الحرب ومحاربة الجريمة المنظمة والفساد والرفع من مستوى معيشة المواطنين». وردا على دعوات تقسيم كوسوفو التي تنادى بها الاقلية الصربية هناك، قال المنسق الأعلى للشؤون الأمنية والعلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أمس ان «الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الأطلسي يبسطان سيطرتهما على كامل التراب الكوسوفي». وأضاف: «لسنا قلقين، الوضع تحت السيطرة». وشدد وزير خارجية سلوفينيا ديميتري روبل الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي، على أن «اتفاقية الاستقرار والتقارب جاهزة على الطاولة وبإمكان صربيا توقيعها متى شاءت». وقال مفوض شؤون توسيع الاتحاد الاوروبي أولي رين: «الوقت ليس متأخرا لتقارب صربيا مع الاتحاد الاوروبي ولتكون جزءا من الاستقرار في غرب البلقان». وأعلن المنسق الأعلى للشؤون الأمنية والعلاقات الخارجية خافيير سولانا أن الاتحاد الاوروبي، أن قوات الناتو تبسط سيطرتها على كافة أراضي كوسوفو، رافضا في الوقت ذاته امكانية تقسيم الاقليم. ومن المقرر أن تنضم اليابان اليوم إلى حلف دولي لحماية استقلال كوسوفو بدلا عن روسيا.