نيجيرفان بارزاني لـ«الشرق الأوسط»: موقف الحكومة الاتحادية لم يكن بالمستوى المطلوب وجاء متأخراً

رئيس حكومة إقليم كردستان: لن نسمح باستخدام أراضينا لتهديد أمن الغير.. وتركيا جارة مهمة

نيجيرفان بارزاني
TT

عبر رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني عن قلقه لما يحدث عند الحدود التركية العراقية وفي اراضي العراق من هجوم واجتياح عسكريين، وقال «نحن قلقون بشأن التطورات الأخيرة على الحدود»، مشيرا الى ان «التجربة أثبتت لنا أنه ليس هناك حل عسكري لهذه المشكلة».

واكد رئيس حكومة اقليم كردستان الهجمات العسكرية التركية على مسلحي حزب العمال الكردستاني في اراضي الاقليم حيث استهدفت قرى وجسورا كردية،وقال انهم «مع لغة الحوار»، مكررا دعوة القيادة الكردية العراقية لحوار رباعي بين واشنطن وانقرة وبغداد وأربيل. جاء ذلك في حديث لنيجيرفان بارزاني خص فيه «الشرق الاوسط» عبر الهاتف من مكتبه في عاصمة الاقليم هولير (اربيل)، شرح فيه ظروف مشكلة حكومة اقليم كردستان مع مسلحي حزب العمال الكردستاني، وقال «نريد أن تتفهم تركيا موقفنا بأننا لسنا طرفاً في هذه المشكلة ونحن نعاني من جرائها»، مشددا على ان «تجربة الإقليم أثبتت لكافة دول المنطقة وخصوصاً دول الجوار أننا عامل استقرار في المنطقة وعملنا ما في وسعنا من أجل الاستقرار».

وشدد رئيس حكومة اقليم كردستان على احترامهم لمبادئ التعامل الدولي والحفاظ على علاقات حسن الجوار، وقال «إننا نحترم مبادئ التعامل الدولي الذي يتمثل بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة الدول الأخرى»، مؤكدا ان حكومة اقليم كردستان والشعب الكردي في العراق لم يكونا مصدر تهديد للغير، وقال «لم نكن ولن نكون أيضاً مصدر تهديد لأمن دول الجوار في المستقبل».

واوضح بارزاني تصوراتهم لحل مشكلة مسلحي حزب العمال الكردستاني التي تهدد امن تركيا والعراق معا، مقترحا الحل الناجع لها، وقال «نحن نعرف بان هذه مشكلة، وتاريخ المشكلة يظهر بان الخيار العسكري ليس الطريق الأمثل لحلها».

وفيما اذا كانت حكومة اقليم كردستان ستشارك في الحوارات التي ستجري بين العراق وتركيا لحل مشكلة الخرق العسكري التركي للاراضي العراقية من جهة، ووجود مسلحي حزب العمال الكردستاني في الاراضي العراقية، قال بارزاني «من جهة نحن شركاء في العراق ومسؤولون أيضاً بشكل كبير عن حدود العراق الدولية» مشيرا الى «كوننا شركاء نتوقع أن نكون جزءاً من أية معادلة سياسية يشارك فيها كل المعنيين لإيجاد حل سلمي لهذه المسألة، ونحن جادون للعمل معا من أجل الخروج من هذه الأزمة». ووصف رئيس حكومة اقليم كردستان موقف الحكومة الاتحادية بانه جاء متأخرا، وقال «إن موقف الحكومة الاتحادية لم يكن بالمستوى المطلوب وجاء متأخراً». وشدد نيجيرفان بارزاني على موقف حكومته «الواضح والجدي بعدم السماح باستخدام أراضينا لشن هجمات ضد أية دولة جارة، وخاصة تركيا» مؤكدا ان «حكومة الإقليم اتخذت إجراءات ضرورية لكي تظهر حسن نيتها وجديتها».

وقال بارزاني، الذي يسعى لبناء علاقات طيبة مع دول الجوار لا تكون على حساب أمن واستقرار الاقليم شبه المستقل، إن «الأمن مسؤولية مشتركة بيننا لا تتعلق بتنازلات سياسية او أمنية وإنما العمل المشترك بين الأطراف المعنية من أجل استتباب الأمن والاستقرار». وأوضح طموحات حكومته قائلا «نحن من جانبنا نسعى للتوصل مع الجهات ذات العلاقة لإيجاد حلول شاملة ضمن آليات اقليمية لاستقرار المنطقة ككل» مقترحا «أن تشمل هذه الحلول الطرق السياسية والاقتصادية وغيرها».

وعبر القيادي الكردي الشاب عن طموحاته الساعية لاستقرار المنطقة ككل وبالتالي تنفيذ المشاريع التي تعود فائدتها لشعوب المنطقة، وقال «إن في الاستقرار مصلحة الجميع والاستقرار يخدم العملية السياسية والتطور الاقتصادي وجهود إعادة الإعمار وهذا يساعد في بناء علاقات حسن الجوار مع تركيا والدول الأخرى».

وأوضح رؤيته نحو الجارة تركيا بالقول «نحن نرى تركيا كشريك مهم للإقليم والعراق ككل وفي كل الجوانب، ونرى في الأفق فرصاً عديدة كي نستخدمها ونستفيد من لغة الحوار. لقد شجعنا في الماضي وسنستمر في سياستنا على تشجيع الاستثمار والتبادل التجاري وعلاقات اقتصادية متينة لما فيه خير الجميع».

وعبر بارزاني عن خشيته من العمليات العسكرية في منطقة تستقر توا وخارجة من معارك وحروب استهدفت الشعب الكردي في العراق من قبل انظمة الحكم العراقي. وقال متحدثا عن التوغل العسكري التركي في اراضي العراق «إن التوغل العسكري وتصعيد الأزمة يؤثران سلباً على مجريات الأمور مع أن حكومة الإقليم تستمر في جهودها من أجل تهدئة الوضع»، متمنيا أن «تنتهي هذه العمليات العسكرية بأقرب وقت ممكن لأن استمرارها يؤدي الى المزيد من التعقيد والمزيد من الخسائر».

وفيما اذا كانت حكومة الاقليم ستسمح بتدخل الجيش العراقي، اذا دعت الحاجة للدفاع عن الاراضي العراقية، قال بارزاني «بالرغم من اننا نتمنى ألا تصل الامور الى الحد الذي يستدعي تدخل الجيش العراقي او حدوث اية مواجهات مسلحة بيننا وبين القوات التركية إلا انني على يقين بان الجيش العراقي سيقوم بدوره المشرف وسيكون مستعدا للدفاع عن هذا الجزء من العراق بالرغم مما يعانيه هذا الجيش من صعوبات وهو يمر بمرحلة اعادة التشكيل، كون قيام الجيش العراقي بالدفاع عن جزء من اراضي وطنه هو جزء من واجبه المقدس.

وعما اذا كانت الزيارة المقررة لرئيس حكومة اقليم كردستان الى بغداد ما تزال قائمة ام لا، قال نيجيرفان بارزاني «زيارتنا لبغداد قائمة، نحن شركاء في العراق ومستمرون في العملية السياسية والهدف من الزيارة بحث القضايا العراقية المشتركة وآلية التعاون بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية وبحث المسائل العالقة بين الجانبين».