بريطانيا تتعرض لأقوى هزة أرضية منذ 25 عاما

استمرت حوالي 15 ثانية وتسببت في أضرار للمنازل وحرائق وإصابات بشرية

خبير من المعهد الجيولوجي البريطاني يحمل رسما بيانيا لأكبر الزلازل التي ضربت بريطانيا خلال 25 عاما (رويترز)
TT

ضربت هزة ارضية صباح أمس هي الاكبر منذ 25 عاما، أجزاء كبيرة من بريطانيا، مسببة اضرارا قدرت بملايين الجنيهات الاسترلينية، وشملت منازل، وحرائق واصابات بين المواطنين، وتسببت في ذعر، مما ادى الى خروج الناس الى الشوارع في بعض الاماكن، في وقت مبكر من صباح امس. وشعر سكان لندن، ونيوكاسل، ويوركشر، وميدلاندز، ونورفولك، وبعض اجزاء ويلز، بالهزة التي بلغت 5.3 درجة على مقياس ريختر، في الساعة الاولى من يوم أمس بتوقيت غرينتش. وذكر الموقع الالكتروني للمعهد الجيولوجي البريطاني ان مركز الهزة الارضية كان على بعد حوالي 205 كيلومترات شمال لندن قرب مدينة لنكولنشاير.

وقالت شرطة هذه المنطقة القريبة من مركز الهزة انها تلقت معلومات عن أضرار في منازل لكنها لم تحصل على تفاصيل عن حجم هذه الاضرار. وتلقت الشرطة في مناطق عديدة من بريطانيا محادثات عن اصابات بشرية. وأكدت متحدثة باسم شرطة ليسترشاير وسط جنوب انجلترا لوكالة «فرانس برس» انها «تلقت اتصالات هاتفية كثيرة.. لكن الامر لا يبدو خطيرا». واضافت ان معلومات تحدثت عن اضرار في مداخل وسقوط قطع من الآجر. وتابعت انها لم تتلق اي معلومات عن اصابات. ونقلت محطتا هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) و«سكاي نيوز» عن شهود قولهم ان الهزة استمرت بين عشر ثوان و15 ثانية. واكد طالب في جامعة لافباره في المنطقة نفسها شمال لندن انه شعر بالهزة الارضية التي تسببت في ازاحة سريره. وقال ديفيد بايتس، 19 عاما، لتلفزيون بي بي سي انه عانى من كسر في الحوض عندما انهارت مدخنة في منزله في جنوب يوركشر. والدة بول بايتس قال: «كانت هناك دمدمة ثم سمعنا دوي وصراخ ابني». وقال ان ابنه اقتيد الى المستشفى واجريت له عملية جراحية لاحقا. وقال جميل علي من شيفيلد «استيقظت على أصوات دوي، وحسبتها اول مرة ان لصوصا في المنزل». وقال بيف فيننيجان، الذي يقيم في لينكولنشير، «كنت مرعوبا.. لاكن صادقا وكنت احسب ان السقف سينهار في اية لحظة». وقال مايك توماس، رئيس موظفي اطفاء الحرائق في لينكولنشير ان ادارة المطافئ دعيت لاطفاء نحو 50 حريقا نتيجة للزلزال. واوضح جستن كويل من جينزبره «بي بي سي نيوز» انه «بدا كانفجار ضخم يهز الأرض.. الناس خرجوا الى الشارع.. يبدو ان البلده كلها قد استيقظت». وقال توم ادواردز، من هيكنغتون لينكولنشير، انه استمع الى ضجيج مثل «قطار تحت الارض وهدير هائل».

وذكرت رابطة شركات التأمين البريطانية أمس ان قيمة الاضرار التى لحقت بالمنازل والممتلكات ربما تتجاوز عشرة ملايين جنية استرلينى (20 مليون دولار). وقال الدكتور برايان بيتي، من المعهد الجيولوجي البريطاني ان «زلزالا بهذا الحجم، لا يحدث الا كل ما يقرب من 25 عاما في المملكه المتحدة. وتشير الاحصائيات الى ان اكبر زلزال ضرب بريطانيا خلال الثمانين سنة الماضية كان عام 1931 في منطقة يارموث شمالا وبلغت قوته 6.1 درجة، والاخر عام 1984 في شمال ويلز، بلغت قوته 5.4 درجة. وذكرت هيئة المسح الجيولوجي البريطانية انها تسجل نحو200 زلزال فى بريطانيا كل عام ويشعر المواطنون بنحو 30 منها. وقال البروفسور روبرت هولدسورث، وهو خبير متخصص فى جيولوجيا البناء فى جامعة دورهام، «من المحتمل ان يعكس هذا الزلزال عودة النشاط في منطقة فوالق قديمة ظلت خامدة لعشرات او لمئات الالاف من السنين».