ساركوزي في إنجمينا يحث ديبي على توسيع قاعدة نظامه

TT

للمرة الثانية في زيارته الى تشاد التي وصلها أمس في إطار جولة أفريقية تقوده اليوم الى جنوب افريقيا، لم يمض الرئيس الفرنسي سوى ساعات قليلة في العاصمة انجمينا، قضى بعضها في محادثات مع الرئيس ادريس ديبي وبعضها الآخر مع الوحدات الفرنسية المرابطة في تشاد في إطار عملية «ايبرفيه».

وتأتي زيارة ساركوزي الثانية بعد ثلاثة أسابيع على محاولة الإطاحة بنظام الرئيس ادريس ديبي التي قامت بها ثلاثة حركات مناوئة لحكمه انطلقت من شرق تشاد ووصلت الى انجمينا وحاصرت قصره. ورغم أن باريس تؤكد رسميا أنها لم تتدخل في النزاع وأنها اكتفت بتطبيق مضمون اتفاقية التعاون العسكري القائمة بينها وبين تشاد منذ الثمانينات، إلا أن الدور الفرنسي الحقيقي يبدو أكبر من ذلك بكثير. وتؤكد أوساط عسكرية فرنسية أنه لولا الدعم الفرنسي لكان نظام ديبي قد تداعى.

وكان معلوما حتى الآن أن باريس وفرت الدعم اللوجستي (المحروقات) والصحي والاستعلاماتي (معلومات وصور عن تحرك قوات التمرد) للقوات الموالية للرئيس ديبي. غير أن مصادر فرنسية رفيعة المستوى كشفت مؤخرا أن القوات الجوية الفرنسية قامت بنقل «أطنان» من الذخائر من ليبيا الى العاصمة تشادية بناء على طلب الرئيس تشادي. وبحسب هذه المصادر، فإن الأخير طلب المساعدة من العقيد القذافي الذي وافق على توفيرها له وتولت الطائرات الفرنسية المرابطة في مطار انجمينا وفي جمهورية افريقيا الوسطى إيصالها الى العاصمة تشادية. ووصفت المصادر الفرنسية الدور الليبي في تشاد بأنه كان «إيجابيا». وسألت «الشرق الأوسط» وزير الخارجية التشادي لدى مروره في باريس الأسبوع الماضي عن الأسلحة الليبية وعن نقلها الى تشاد فرفض الإجابة من غير أن ينفيها، ما يعني أنها صحيحة.

وقالت مصادر قصر الإليزيه، إن الرئيس الفرنسي الذي هو أول رئيس دولة يزور تشاد منذ الأحداث الأخيرة «تردد كثيرا» قبل أن يقرر التعريج على انجمينا في طريقه الى جنوب أفريقيا. وبحسب هذه المصادر، فإن ساركوزي سعى الى تحقيق هدفين اثنين: دفع الرئيس تشادي الى إعادة إطلاق الحوار السياسي مع القوى المعارضة تمهيدا لانتخابات جديدة من جهة وإنشاء لجنة تحقيق رسمية تكشف النقاب عن اختفاء معارضين تشاديين أثناء وبعد المعارك التي قامت بين القوات التشادية والمتمردين.

وعلى الصعيد السياسي، قالت المصادر الفرنسية إن باريس «تحث ديبي على معاودة الحوار مع الحركات المعارضة من أجل توسيع قاعدة سلطته كأفضل طريق الى الاستقرار». و ترى مصادر أخرى أن «لا مستقبل للنظام التشادي ما لم يغير نهجه ويفتح الباب أمام مشاركة واسعة في السلطة وإدارة شؤون البلاد». وخلال محادثات ساركوزي، أثير موضوع نشر قوة الـ«يوروفور» الأوروبية شرق تشاد وشمال شرق جمهورية أفريقيا الوسطى بهدف حماية اللاجئين من دارفور الذين شردتهم الحروب وعمليات الثأر المتبادلة. ومن المقرر أن تكون هذه القوة التي تشكل الوحدات الفرنسية عمودها الفقري قد انتشرت مع منتصف لشهر القادم. غير أنها تعاني من التأخير.