إسرائيل تقتل 6 فلسطينيين في غزة وعضو من «شهداء الأقصى» طاله العفو في نابلس

الكتائب تعلن أنها في حل من التهدئة

ركام السيارة التي دمرها صاروخ اسرائيلي واسفر عن مقتل 5 من عناصر القسام في جنوب غزة امس (ا ب)
TT

في جولة جديدة من الاعتداءات، قتلت اسرائيل امس 7 فلسطينيين وجرحت العديد في قطاع غزة والضفة الغربية.

ففي قطاع غزة قتل 5 من عناصر حركة حماس، واصيب سادس في هجومين شنتهما طائرات اسرائيلية الليلة قبل الماضية وصباح امس. فقد اطلقت طائرة استطلاع اسرائيلية من دون طيار صاروخين على حافلة صغيرة من نوع «فورد»، كانت تقل ستة من «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحماس على الطريق الساحلي في منطقة المواصي، غرب خان يونس، جنوب القطاع، فقتل خمسة منهم، واصاب السادس بجروح بليغة.

وحسب مصادر فلسطينية، فإن الستة كانوا في طريق عودتهم لمنازلهم بعد قضاء يومين في موقع للتدريب. وقالت المصادر، إن الطائرة انتظرت السيارة حتى استوت على الشارع الساحلي لتطلق الصاروخين اللذين اصابا السيارة اصابة مباشرة.

وبعد ساعات من هذه العملية افلتت سيارة مدنية كانت تتحرك قرب منطقة المستوطنات بأعجوبة من القصف، حيث أخطأ الصاروخ الأول السيارة، فقام السائق بدفع سيارته بسرعة كبيرة خلف مبنى، وفر هو ومن معه قبل أن يسقط صاروخ اخر على مقربة. والى الشرق من مخيم البريج وسط القطاع قتلت وحدة كوماندوز بحرية، معروفة بـ«القوة 13»، وتتولى تنفيذ العمليات الميدانية في عمق القطاع، الليلة قبل الماضية، أحد نشطاء «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي واصابت اخر، خلال اشتباك مع مجموعة من المقاومين كانت موجودة في المنطقة المتاخمة للخط الفاصل. وقالت مصادر فلسطينية، إن الاشتباك افشل خطة الوحدة باستهداف مواقع لعدد من حركات المقاومة على مشارف مخيم البريج.

وفي الضفة الغربية أعلنت كتائب شهداء الاقصى، التابعة لفتح، في مدينة نابلس، انها في حل من التهدئة مع اسرائيل، وذلك ردا على اغتيال أحد نشطائها، في كمين، قرب مقر الاستخبارات العسكرية الفلسطينية في المدينة، واعتقال 4 اخرين من الكتائب، بينهم 2 على الاقل اصيبا بالرصاص. وجميع هؤلاء ممن حصلوا على العفو الاسرائيلي بالتوافق مع حكومة سلام فياض في نابلس. وأثارت العملية جدلا واسعا، وغضبا كبيرا في نابلس، وحملت السلطة اسرائيل مسؤولية ما ستؤول اليه الاوضاع في المدينة، بينما قال الجيش الاسرائيلي ان الخمسة كانوا يخططون لتنفيذ «عملية انتحارية» في اسرائيل، وكانوا مطلوبين منذ مدة لضلوعهم في عمليات اطلاق نار ضد اهداف مدنية وعسكرية اسرائيلية في منطقة نابلس، وان احدهم كان مسلاحا بمسدس. وهو ما نفته السلطة وكتائب الاقصى، مشددين على ان النشطاء الـ 5 كانوا ملتزمين بالتهدئة ويمكثون في سجن الاستخبارات العسكرية، منذ 95 يوما. وادعت المصادر الاسرائيلية أن الجيش حاول اعتقال الخمسة في البداية، الى أنهم حاولوا الهرب، فاطلق الجنود النار عليهم قبل اعتقالهم.

وقال شهود عيان، ان عدداً من عناصر القوات الخاصة الاسرائيلية ترجلوا من سيارة «فورد» صفراء اللون في شارع تل قرب مقر الاستخبارات العسكرية في نابلس، وفتحوا النار تجاه ناشطي الكتائب الذين كانوا داخل سيارة، قبل اختطافهم. وابلغت اسرائيل السلطة الفلسطينية، في وقت لاحق انها قتلت ابراهيم المسيمي، احد ابرز ناشطي الكتائب في مخيم بلاطة واعتقلت شقيقه و3 اخرين.

واتهمت كتائب الاقصى، اسرائيل بانها كانت تبيت لجريمتها عبر اتنشارها المكثف في محيط مقر الاستخبارات، واستهدافها الناشطين بعد وقت قصير على خروجهم من المقر. وردا على اتهامات اسرائيل بانهم كانو يخططون لتنفيذ عملية، قالت الكتائب، انهم اصلا لم يغادروا مقر الاستخبارات، الا عندما شعروا بالخطر اثر الوجود الاسرائيلي المكثف في محيط المقر. وهو ما اكده العميد ماجد فرج، مسؤول الاستخبارات في الضفة، بقوله، إن «قوات الاحتلال تواجدت بشكل مثير للقلق منذ الصباح في محيط مقر الاستخبارات، الامر الذي اثار شكوكا، ما اضطر هؤلاء المطلوبين للخروج. مؤكدا، ان القوات الاسرائيلية اطلقت النار كذلك على مقر الاستخبارات في نابلس دون اصابات.

واتهم فرج اسرائيل بالعمل على افشال جهود السلطة الفلسطينية، للسيطرة على نابلس، قائلا انهم (الاسرئيليون) لا يريدون اي حالة استقرار او هدوء او أمن أو أي نجاح للسلطة».

وخرج اهالي مخيم بلاطة للتعبير عن غضبهم، واغلقوا بعض الشوارع، واشعلوا بعض الاطارات امام مداخل المخيم، متوعدين بالانتقام. وقال قائد بارز من كتائب الاقصى لـ«الشرق الاوسط» عندما قتلوا سناكرة، قالوا انه لم يلتزم بالتهدئة، واليوم هؤلاء الشباب ملتزمون تماما وكانوا في مقار السلطة، ان الكتائب تبحث الان ما العمل». وتابع «لن نبقى صيدا سهلا، والاغتيالات تتكرر، والسلطة من دون موقف، وهذا يعزز شكوكنا بعدم الثقة باحد».