رئيس المخابرات العراقية يتهم إيران بالتخطيط لإجهاض مجالس «الصحوة»

وزارة الداخلية لم تنف المعلومات ومسؤول أميركي يؤكدها

جندي أميركي يتحدث الى طفل عراقي أثناء دورية له وسط بغداد أمس (أ ب)
TT

اتهم رئيس جهاز المخابرات العراقية محمد عبد الله الشهواني امس اجهزة الاستخبارات الايرانية بالتخطيط لـ«اجهاض تجربة مجالس الصحوة» التي تقاتل عناصر تنظيم «القاعدة» في العراق.

وجاء في بيان صادر عن رئيس جهاز المخابرات العراقية ان «ثمة معلومات لدى الجهاز تؤكد ان الاجهزة الاستخبارية الايرانية قد دفعت عناصرها لاجهاض تجربة مجالس الصحوات في عموم العراق». وفي بيان صادر امس، شدد الشهواني على «ضرورة انتباه الشعب الى اي تحركات، وحثهم على التمسك بإنجاح تجربة مجالس الصحوات الرائدة، للحفاظ على التحسن الأمني الذي ينعم به أبناء العراق في الفترة الأخيرة». ولم يكشف الشهواني تفاصيل حول العمليات المحددة التي يشتبه في ان العناصر الايرانية شاركت فيها. ودعا الشهواني «عناصر الأجهزة الأمنية الى متابعة وملاحقة اي نشاطات مشبوهة واستقبال جميع المعلومات والمؤشرات التي تردهم من المواطنين والتعامل معها بمهنية ووطنية وسرية تامة خدمة للعراق وشعبه».

ومن جهته، قال اللواء عبد الكريم خلف الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية العراقية لـ«الشرق الاوسط» امس: «من المؤكد ان لرئيس جهاز المخابرات، وهو جهاز وطني مهم، معلوماته الدقيقة في هذا الخصوص». وأضاف: «هناك الكثير من الجهات التي تحاول اجهاض العملية الامنية في العراق، لكن جهود اجهزتنا الامنية سواء في وزارتي الداخلية والدفاع او جهاز المخابرات تعمل من اجل التصدي لهذه الجهات ودفع العملية الامنية الى امام».

وعلى الرغم من ان خلف اكد وجود غرفة عمليات مشتركة مع جهاز المخابرات الوطني، الا انه نفى علمه بهذا البيان او بالمعلومات الواردة عن تورط اجهزة الاستخبارات الايرانية. وقال: «لا بد ان هناك ادلة اكيدة وواضحة تتوفر لدى جهاز المخابرات مما دفعه لاصدار هذا البيان»، مشيرا الى ان «رئيس جهاز المخابرات (الشهواني) لا يتحدث من فراغ وبالتأكيد يتوفر على معلومات».

واستبعد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية العراقية ان يكون لهذا البيان اية علاقة بزيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى العراق والمقررة في بداية الشهر القادم.

ويذكر ان مجالس «الصحوة»، المعروفة ايضاً بـ«اللجان الشعبية» تنظيمات من العشائر السنية تدعمها القوات الاميركية لمحاربة «القاعدة». وقد التحق حوالي ثمانين ألف عنصر كانوا يقاتلون الاميركيين بمجالس الصحوة وعددها 130 مجلسا، منذ مطلع العام الماضي لمحاربة تنظيم «القاعدة» بدعم مالي من الجيش الاميركي. وقد بدأت ظاهرة الصحوة في سبتمبر (ايلول) 2006 كحركة محدودة في محافظة الانبار، معقل التمرد سابقا، بين زعماء العشائر، لكنها سرعان ما تحولت الى ظاهرة تشمل جميع مناطق العرب السنة.

وساهمت تلك التحالفات الجديدة بين المسلحين السابقين والقوات الاميركية في تحقيق تراجع ملحوظ في اعمال العنف في العراق خلال الاشهر الماضية حتى ان تنظيم «القاعدة» ومجموعات مسلحة اخرى اصبح يركز هجماته على عناصر الصحوة. وقد قتل عدد من قيادات الصحوة، ابرزهم رئيس الصحوة في الانبار الشيخ عبد الستار ابو ريشة العام الماضي. واكد مسؤول عسكري اميركي في العراق المعلومات التي ادلى بها الشهواني. وقال في اتصال مع «الشرق الاوسط»: «نؤكد ان قوات خاصة مرتبطة بقوات القدس الايرانية قد استهدفت ابناء العراق». موضحاً ان القوات المتعددة الجنسية في العراق تشير الى الصحوات بعبارة «ابناء العراق». واضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لحساسية الموضوع المتعلق بالاستخبارات: «كل ما يردنا من معلومات استخبارية في العراق نطلع الاستخبارات العراقية عليها، بالاضافة الى تعاوننا مع ابناء العراق في ما يخص العمليات التي تستهدفهم كي يحموا انفسهم بطريقة افضل». ورفض المسؤول الافصاح عن المزيد من التفاصيل المتعلقة بالمجموعات المدعومة من ايران التي تستهدف عناصر «الصحوة»، قائلاً انه لا يمكن له التعليق على توقيت الاعلان العراقي على الدور الايراني في هذه العمليات. ولفت المسؤول الاميركي الى ان «غالبية الهجمات ضد ابناء العراق هي من تنظيم القاعدة في العراق».