صربيا تجدد مطالبتها بإلغاء استقلال كوسوفو وتدعو إلى مواصلة المفاوضات

الوزراء والعناصر الصربية في شرطة كوسوفو تركوا وظائفهم

TT

انسحب أمس من حكومة كوسوفو وبشكل مفاجئ من دون سابق إنذار، الوزيران الصربيان نيناد راشيتش وزير العمل والشؤون الاجتماعية، وبوبان ستانكوفيتش وزيرالمهاجرين. وفيما ذكرت بعض المصادر الصربية أمس، أن «الانسحاب نهائي» إلا أن المصادر الألبانية في بريشتينا، ولا سيما وكالة انفو برس، أكدت أن العملية «مجرد تجميد وقتي لمنصبيهما». وفي اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط»، قال بوبان ستانكوفيتش في رد سريع ومقتضب أنه وزميله لا يستطيعان الحديث حول الموضوع. وأضاف «لا ندري إن كنا سنعود إلى منصبينا بعد تجميدهما لفترة معينة أو سنترك بشكل نهائي». وأضاف أن «التجميد جاء احتجاجا على اعلان الاستقلال» من دون المزيد من الايضاحات حول ما إذا كان الإجراء الصربي خطوة على طريق التصعيد، لا سيما وأن العناصر الصربية داخل الشرطة في كوسوفو قد انسحبت هي الأخرى من وظائفها. ولم يجب عن سؤال حول سبب تأخر اعلان الانسحاب من الحكومة مدة 3 أيام على اعلان الاستقلال، وما إذ كان ذلك بطلب من بلغراد، وهو ما لا يستبعده العديد من المراقبين في المنطقة. ولم يحضر أمس لوزارتي المهاجرين والعمل والشؤون الاجتماعية 80 موظفا صربيا يعملون في الوزارتين. وقال راديو «كيم» الذي يبث من بريشتينا أمس، أن «العناصر الصربية العاملة ضمن الشرطة الكوسوفية، قد انسحبت أيضا احتجاجا على اعلان استقلال كوسوفو». وأشار المصدر إلى أن «عملية الانسحاب تأتي في إطار الخطة التي تحدثت عنها بلغراد وأعطتها صبغة السرية في كيفية مواجهة استقلال كوسوفو». وقد أكد الناطق باسم الشرطة في كوسوفو عصمت حشاني أن «العديد من الصرب العاملين داخل جهاز الشرطة قد انسحبوا من وظائفهم». وقال إنه لا يعرف عدد الذين تركوا العمل لأن بعضهم في إجازته السنوية أو حاصل على رخصة للراحة وزيارة أهله».

من جهته، قال وزير الخارجية الصربي فوك يريميتش أمس إن «الحل يكمن في مواصلة المفاوضات والتوصل إلى اتفاق حول مستقبل كوسوفو»، بينما طالبت رئيسة المجلس القومي الصربي رادا ترايكوفيتش بـ«عدم جعل صربيا رهينة لـ136 الف صربي في كوسوفو»، داعية الى توقيع اتفاقية الاستقرار والتقارب مع الاتحاد الاوروبي، بينما هدد حزب «غو 17 بلوس» ((GO 17 PLUS بإطاحة الحكومة في حال لم توقع الاتفاقية.

أما على صعيد الموقف الدولي، فقد ظلت كل من روسيا والولايات المتحدة على موقفيهما المتناقضين حيال كوسوفو، وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف، ان «دعم روسيا لصربيا لن يقف عند حد الدعم المعنوي». وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للانباء، أن المرشح الرئاسي الأوفر حظا للفوز ميدفيديف، اتهم الولايات المتحدة باللامبالاة إزاء «عدم الاستقرار» الذي اثاره اعترافها باستقلال كوسوفو.

وقال النائب الاول لرئيس الوزراء إن «الاميركيين لا يتحملون أية مخاطر، فأمريكا بعيدة لكن هنا في أوروبا تتشكل نقطة ساخنة من عدم الاستقرار». الى ذلك، جددت واشنطن موقفها على لسان مبعوثها إلى كوسوفو فرانك فيزنر قائلا ان «واشنطن لن تتراجع عن دعم استقلال كوسوفو» وعلى لسان نائب وزيرة الخارجية الاميركية نيكولاس بيرنز قائلا «لن نسمح بتقسيم كوسوفو»، وعلى لسان الناطق باسم البيت الابيض توم كايسي، الذي اعتبر أن «واشنطن ترغب في علاقات جيدة مع صربيا».