الاتحاد الأوروبي: نشعر بالقلق لتوقف المحادثات بين الأطراف الكينية

زعيم المعارضة يرجئ التظاهر ضد الحكومة

TT

أعلن الاتحاد الاوروبي على لسان المفوض المكلف بشؤون تنمية التعاون والمساعدات لوي ميشيل أنه يشعر بالقلق الشديد بسبب التطورات الاخيرة على الساحة الكينية، وأبرزها اعلان الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي أنان، عن توقف المفاوضات بين الأطراف الكينية. وقال ميشيل في بيان صدر ببروكسل أن كينيا وصلت الى مرحلة تقاطع طرق وأن الشعب اصبح ينتظر حلا سياسيا مستمرا لإنهاء الازمة التي أدت الى تمزيق البلاد.

وقال البيان «نشعر بالقلق الشديد لعدم قدرة القيادات الكينية على التوصل الى اتفاقية حول حل سياسي، والاتحاد الاوروبي على استعداد دائم لتقديم المساعدة المطلوبة من أجل تحقيق ذلك، أما الاطراف التي تعمل على عرقلة تلك الجهود وتجميد الحوار الوطني وتشجع على العنف، عليها تحمل النتائج المترتبة على ذلك والاتحاد الاوروبي سوف يتخذ كل الاجراءات الملائمة».

وأشاد البيان الاوروبي بالعمل الحيوي الذي قامت به لجنة الشخصيات السامية بقيادة أنان، مضيفا ان الاتحاد الاوروبي وكطرف صديق وشريك لكينيا يعمل بشكل ثابت منذ بداية الازمة في البحث عن حل سياسي مستمر. وأضاف أن المفوض الاوروبي سافر مرتين الى كينيا خلال الاسابيع الاخيرة لتقديم المساعدة لجهود انان من أجل المساهمة في فتح حوار بين قيادات كينيا.

واضاف «ادعو القادة الكينيين الى تحمل مسؤولياتهم في شكل كامل حيال بلدهم والاثبات انهم قادرون على الوفاء بوعودهم حيال هذا الوضع والتوصل الى اتفاق». وتابع ميشال «لا يمكنهم الاخفاق. لا بديل عن حل سياسي مماثل». وقرر وسيط الاتحاد الافريقي في الازمة الكينية كوفي انان تعليق المفاوضات مع ممثلي الحكومة والمعارضة، معتبرا ان هذه المشاورات «تدور في حلقة مفرغة».

واسفرت اعمال العنف التي تلت هذه الانتخابات عن اكثر من 1500 قتيل، بحسب الشرطة، فضلا عن نزوح نحو 300 الف اخرين.

وأجرى وسيط الاتحاد الافريقي في الازمة الكينية كوفي أنان مفاوضات مباشرة مكثفة مع القادة الكينيين المتخاصمين تمكن خلالها من حمل المعارضة على رفع التهديد بتنظيم مظاهرات جديدة، غداة تعليق المفاوضات التي كانت «تراوح مكانها» على حد قوله.

وكان أنان قد قرر في خطوة تهدف الى احداث صدمة تهز الطبقة السياسية الكينية تعليق المفاوضات والتوجه «مباشرة» الى الرئيس مواي كيباكي وزعيم المعارضة رايلا اودينغا لحل المشكلات القائمة.

والتقى الامين العام السابق للامم المتحدة كلا من كيباكي واودينغا على انفراد في نيروبي. وسعى الرجلان بعد اللقاء الى التهدئة، وأعربا عن التزامهما بالتوصل الى تسوية سياسية لإحدى اخطر الازمات التي عرفتها كينيا منذ استقلالها عام 1963.

ورفع اودينغا «حتى إشعار آخر» امس تهديده بتنظيم مظاهرات جديدة في كينيا بدعوة من حزبه. وأعلن خلال مؤتمر صحافي «أخذنا علما بطلب كوفي انان بشأن مظاهرات غد (اليوم).. لقد تشاورنا ونود ان نعلن أننا نرجئ حتى اشعار آخر اي عمل مقرر لغد». وكان اودينغا قد اعلن اخيرا «نحن الحركة الديمقراطية البرتقالية سنقوم بكل ما في وسعنا لتسهيل احراز تقدم» في المفاوضات. من جهته، اعتبر كيباكي ان المسائل العالقة ليست من الصعوبات التي «لا يمكن التغلب عليها» في بيان صدر عن المكتب الرئاسي بعد لقائه مع أنان. وتابع البيان ان «الرئيس كيباكي سيبذل كل ما في وسعه من اجل ان تنجح عملية المصالحة والحوار الوطني وان تعكس ارادة الشعب الكيني».