وفاة نقيب الصحافيين العراقيين إثر اعتداء مسلح

غضب عارم ومطالب بالحماية في الأوساط الإعلامية في بغداد

نقيب الصحافيين العراقيين الراحل شهاب التميمي
TT

ساد الاوساط الصحافية والاعلامية في العراق امس غضب عارم، بعد الاعلان عن وفاة نقيب الصحافيين العراقيين شهاب التميمي متأثرا بجراحه، اثر عملية الاغتيال التي تعرض لها يوم السبت الماضي. وقال جبار طراد امين سر نقابة الصحافيين العراقيين، ان حالة التميمي الصحية ساءت وتم نقله من مستشفى ابن سينا في المنطقة الخضراء الى مستشفى ابن البيطار المختصة بالامراض القلبية قبل وفاته نتيجة ازمة قلبية. واضاف طراد لـ«الشرق الاوسط»، ان جلطات في الدماغ والقلب اصابت التميمي بعد نقله الى المستشفى الثاني وفارق الحياة متأثرا بجراحه ومضاعفات اصابته. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد أمر بنقل التميمي للعلاج خارج العراق، الا ان حالته الصحية الحرجة لم تسمح بسفره. وتابع طراد ان جثمان التميمي سيشيع اليوم من أمام بوابة النقابة باتجاه مثواه الاخير.

وتعرض نقيب الصحافيين الى محاولة اغتيال عندما اطلق عليه مسلحون النار السبت الماضي في منطقة الوزيرية شمال بغداد، فأصيب هو ابنه الذي كان يرافقه بجروح.

وعبر سعدي السبع عضو نقابة الصحافيين، الذي كان موجودا بالقرب من المستشفى بانتظار الاعلان عن حالة التميمي عن استيائه لما يتعرض له الصحافيون العراقيون. وقال السبع لـ«الشرق الاوسط»، ان «حادثة اغتيال نقيب الصحافيين دليل على الاستهانة بكل الاعراف والحريات في العراق، وان شريحة الصحافيين هي الاكثر تعرضا للخطر خلال السنوات التي اعقبت دخول القوات الاميركية للعراق». وكانت منظمة «مراسلون بلا حدود» الدولية قد اعلنت ان عدد ضحايا العاملين في مجال الاعلام في العراق تجاوز الـ200 شخص منذ الحرب على العراق في مارس (اذار) 2003. واكدت ان 80 في المائة منهم كانوا عراقيين تعرضوا للقتل من قبل جماعات مسلحة.

ومن جانبه، تبادل زياد العجيلي مدير «مرصد الحريات الصحافية» في العراق التعازي مع عدد من الصحافيين العراقيين الذين توجهوا للمستشفى الذي نقل اليه التميمي للتأكد من خبر وفاته، وقال العجيلي ان التميمي «يمثل كل الشهداء من الاعلاميين الذين فاق عددهم المائتي صحافي في العراق»، مطالبا الحكومة العراقية بـ«ترجمة وعودها بتوفير الحماية لاصحاب الكلمة الشريفة، من الذين يعرضون حياتهم للخطر من اجل الحقيقة وهم ليسوا اعضاء في حزب او منظمة تتصارع على كراسي السلطة».

وقال ابراهيم السراجي رئيس «الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحافيين» لـ«الشرق الاوسط»، ان «الغرض من حملات الاستهداف وعمليات التضييق على الصحافيين والمؤسسات الاعلامية شل حرية الصحافة ومحاولة القضاء على بصيص الامل في خلق صحافة حرة تساعد على نشر التوعية وبناء مجتمع مدني ومعالجة المظاهر السلبية التي تحصل في مؤسسات مختلفة»، موضحا ان «استمرار الوضع على ما هو عليه الان قد يعيد الصحافة الى ما كنت عليه في زمن النظام السابق». وكانت منظمة «مراسلون بلا حدود» الناشطة في مجال حرية الصحافة في العالم، التي تتخذ من باريس مقرا لها قد انتقدت السلطات العراقية في تقرير اصدرته اخيراً، بسبب عجزها عن اتخاذ أي مبادرة للحيلولة دون وقوع أعمال العنف الموجهة ضد الصحافيين. وقالت المنظمة: «أثبتت الحكومة عجزها التام عن حمايتهم مع أنها كانت تستطيع تفادي بعض الاغتيالات المسبوقة بتهديدات، حيث تعرض معظم الصحافيين لكمائن نصبتها جماعات مسلحة لهم، توحي بأنهم وقعوا ضحية توترات سياسية وإثنية». واشارت المنظمة الدولية الى ان عدد الصحافيين والعاملين في مجال الاعلام الذين قتلوا في العراق حتى الان يفوق عدد الذين قتلو خلال 22 عاما من النزاع في فيتنام.  ووجه الرئيس العراقي جلال طالباني برقية تعزية إلى عائلة التميمي قال فيها ان مقتل نقيب الصحافيين «جريمة نكراء ودليل على أن الإرهابيين تخيفهم الكلمة الصادقة والإعلام الحر، وهم يسعون إلى إشاعة البلبلة وزعزعة الاستقرار».