طلبت الجزائر من الرئيس السابق للكنيسة البروتستانتية، القس الأميركي، هيو جونسون، مغادرة البلاد في غضون 15 يوماً، حسبما أعلن القس نفسه. وجاء هذا بعد ضغط مارسته أوساط دينية نافذة، انتقدت «ممارسات الكنيسة البروتستانتية في الجزائر».
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن القس جونسون، 74 عاما، قوله: «أبلغتني الشرطة بضرورة مغادرة الجزائر في مهلة 15 يوما، تنتهي في 11 مارس (آذار) المقبل». وأكد جونسون، الذي يقيم في الجزائر منذ 45 عاما وترأس الكنيسة البروتستانتية في البلاد حتى تقاعده عام 2006، أن الشرطة لم تعلمه بأسباب طلب مغادرته.
وقال القس إن القرار قد يكون مرتبطا بـ«الحملة التي تشنها وسائل الإعلام في الجزائر على التبشير في منطقة القبائل» (شرق). وأوضح أنه يشارك في أي اعمال تبشيرية، مشيراً إلى عزمه تقديم التماس الى المديرية العامة للامن في العاصمة، حيث مقر إقامته. ويرجع مراقبون سبب قرار الطرد، إلى ضغط كبير مارسته «معية العلماء المسلمين الجزائريين» و«لمجلس الاسلامي الأعلى» على السلطات لحملها على طرد القس ومجموعة من المنتسبين للكنيسة «تافاث» (النور باللغة الأمازيغية) بتيزي وزو (100 كلم شرق العاصمة)، الذين تتهمهم الهيئتان الدينيتان بإغراء الفقراء بالمال، مقابل اعتناق المسيحية. وذكر تقرير للجمعية عن التنصير بالجزائر، أن قس الكنيسة البروتستانتية الحالي وعد بمنح كل عضو من الكنيسة 7 آلاف دولار إذا نجح في إدخال جزائري للمسيحية.
واندلع جدل حاد منذ اسابيع بين علماء دين مسلمين ومسيحيين بعدما اتهم هؤلاء بمحاولة نشر المسيحية في البلاد، فيما تعد الكنيسة الانجيلية الهدف الاساسي للانتقادات. وتصاعدت حدة الجدل بعد طرد مدرسين جزائريين مسيحيين اثنين والحكم بالسجن عاماً مع وقف التنفيذ على الكاهن الفرنسي بيار فاليز في وهران (غرب) بتهمة ممارسة شعائر دينية لمهاجرين غير شرعيين من الكاميرون. واعتبرت المحكمة هذا الأمر بمثابة تبشير، وهو أمر محظور في الأوساط المسلمة بموجب قانون ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين الذي صدر عام 2006.
ويناهز عدد مسيحيي الجزائر 11 ألفا من أصل 33 مليون نسمة، بحسب ارقام وزارة الشؤون الدينية، ومعظمهم من الكاثوليك. وليمارس هؤلاء شعائرهم، ينبغي ان يحصلوا على ترخيص من الوالي على ان يقوموا بذلك في الفضاءات المسموح بها.